شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة في جنوب وشرق لبنان، في تصعيد خطير يمثل خرقًا جديدًا لاتفاق وقف إطلاق النار.و أغارت طائرات الاحتلال على مواقع في سلسلة جبال لبنان الشرقية بمنطقة البقاع، كما استهدفت الوادي الفاصل بين بلدتي بفروة وعزة في محافظة النبطية جنوب لبنان، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في المناطق المستهدفة.

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، نفذت قوات الاحتلال عمليات تدمير لمنازل مدنيين في بلدتي كفر كلا وميس الجبل بمحافظة النبطية، في خطوة تصعيدية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، رغم استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ونصّ على انسحاب قوات الاحتلال من البلدات التي احتلتها جنوب لبنان خلال مدة 60 يومًا، وهي المهلة التي انتهت في 26 كانون الثاني/يناير الماضي، ليتم تمديدها لاحقًا حتى 18 شباط/فبراير الجاري.

ورغم سريان الاتفاق، تواصل قوات الاحتلال خرقه بشكل متكرر، حيث أسفرت هذه الخروقات حتى الآن عن استشهاد 67 مدنيًا وإصابة 263 آخرين، وفق بيانات رسمية لبنانية. فيما بلغ إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ اندلاعه 4098 شهيدًا و16888 جريحًا، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نزوح ما يقارب مليون و400 ألف شخص من مناطقهم بسبب القصف والتدمير المتواصل.

يأتي هذا التصعيد وسط قلق متزايد من إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ما قد يفتح الباب أمام مواجهة جديدة تزيد من معاناة المدنيين في لبنان، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية.