اسلام اباد - المغرب اليوم
تعهد الجيش الباكستاني بمواصلة العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في المناطق الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية بعد مقتل ثلاثة من جنوده خلال غارة عسكرية تخللها تبادل مكثف لإطلاق النار مع الإرهابيين.وأعلن الجيش الباكستاني أنه لن يتوقف عن مطاردة المتشددين في المناطق القبلية السابقة رغم الصعوبات التي ينطوي عليها الوضع هناك.
باتت جماعة طالبان الباكستانية الآن في وضع يمكنها مجددا من تشكيل تهديد إرهابي كبير لقوات الأمن الباكستانية والمراكز الحضرية بعد السماح لها بإعادة تجميع صفوفها في أفغانستان في ظل حكم طالبان اعتبارا من أغسطس (آب) 2021. تضم حركة طالبان الباكستانية أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب المتمركزين حاليا في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على البلاد.
كشف التقرير الثلاثين الصادر عن لجنة مراقبة العقوبات المفروضة على تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، التابعة لمجلس الأمن حول وجود وقدرات مختلف الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان، أن حركة طالبان الباكستانية لديها حاليا «المكون الأكبر» من المقاتلين الأجانب بما يتراوح بين 3000 إلى 4000 مقاتل أجنبي داخل أفغانستان.
ويرى خبراء اقتصاديون باكستانيون مستقلون أنه لا يمكن فصل المشكلات الاقتصادية في باكستان عن مشكلاتها الأمنية. وبجانب التوترات السياسية بين الأحزاب، والتوترات التي تتسبب فيها مواجهات «طالبان الباكستانية» مع المؤسسة العسكرية، فإن التهديد الأمني الناشئ عن طالبان والانفصاليين البلوش سيحدد المستقبل الاقتصادي للبلاد، بحسب الخبراء.
الجدير بالذكر أن ثلاثة جنود باكستانيين قتلوا خلال معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في منطقة «وزيرستان الشمالية» في خيبر بختونخوا».
وأفادت إدارة العلاقات العامة للجيش في بيان بأن تبادل إطلاق النار وقع بين القوات والإرهابيين في منطقة «ميران شاه» عشية 10 يونيو (حزيران). وبحسب بيان صادر عن إدارة العلاقات العامة، فقد «اشتبكت القوات الخاصة بشكل فعال مع الإرهابيين، حيث قُتل ثلاثة إرهابيين وأصيب أربعة آخرون. كما تمت مصادرة أسلحة وذخائر كانت بحوزة الإرهابيين القتلى».
وأضاف البيان أن سوبيدار أصغر علي (40 عاما)، وسيبوي نسيم خان (26) وسيبوي محمد زمان (22 عاما) قد استشهدوا خلال «تبادل إطلاق كثيف للنيران». وقال البيان إن «المنطقة يجري تطهيرها للقضاء على أي إرهابيين آخرين قد يجري العثور عليهم في المنطقة. إن القوات المسلحة الباكستانية عازمة على القضاء على خطر الإرهاب»، مشددا أن «مثل هذه التضحيات من جنودنا الشجعان تعزز عزمنا».
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، استشهد جندي خلال تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن والمسلحين في منطقة «لادا» في وزيرستان الجنوبية. وفي حاث منفصل، استشهد جنديان وقُتل مسلحان آخران خلال تبادل لإطلاق النار في وزيرستان الشمالية.