الدار البيضاء - جميلة عمر
أجرى جلالة الملك محمد السادس مساء أمس في قصر مرشان في طنجة، مباحثات رسمية مع رئيس الجمهورية الفرنسية، فرانسوا هولاند، حيث تناولت المباحثات، الإرادة والطموح المتجدد، الذي يحذو البلدين، في تقوية الشراكة الاستثنائية التي تربط المغرب وفرنسا. كما تم التأكيد خلال هذه المباحثات على الأفق الطموح والتوجه الريادي والطلائعي لهذه الشراكة على المستوى الأورومتوسطي والأوروإفريقي، ويتعلق الأمر، على الخصوص، بالتطور النوعي للشراكة الثنائية التي جسدتها مشاريع ثنائية كبرى، تحمل دلالة رمزية كبيرة، وقوية من حيث مضمونها الاقتصادي، كما هو الشأن بالنسبة للقطار فائق السرعة، والشراكات الصناعية في قطاعات السيارات، وكذا في قطاع الطاقات المتجددة. كما تم خلال هذه المباحثات التركيز على الشراكة ثنائية المواضيع المركزية للشباب والتكوين، وهي المجالات التي تم فيها إحراز تقدم مهم في إطار هذه الشراكة، وقد تجسدت محاربة الإرهاب والتطرف، كبعد مهم في الشراكة بين البلدين، خاصة من خلال التوقيع على اتفاقية ثنائية تتعلق بتكوين الأئمة الفرنسيين في المغرب، الشيء الذي يعكس بشكل كبير نجاعة النموذج المغربي في تدبير الحقل الديني، وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف السيدين وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية لوران فابيوس، و وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق.
وفيما يتعلق بإشكالية التغيرات المناخية، جدد البلدان، اللذان سيترأسان المؤتمرين المقبلين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 21 و كوب 22) عزمهما العمل على توحيد جهودهما حتى يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد الأجوبة الملائمة والمناسبة لهذا الرهان العالمي.
ويستند البلدان إلى التطابق الثنائي الكبير من أجل مبادرة متشاور بشأنها بخصوص القضايا الشاملة وهكذا فإن السياسات الإرادية والناجعة للمغرب إزاء هذه المواضيع تؤهل المملكة لكي تتموقع بشكل نشيط على الصعيد الدولي، وفي أن تكون شريكا مفضلا
كما يشكل لقاء القمة بطنجة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند، فرصة لمواصلة الحوار الاستراتيجي بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز وضع المملكة المغربية كفاعل اقليمي محوري، وشريك ذي مصداقية ومسموع، بخصوص كافة القضايا والتحديات التي تعترض الفضاء العربي المتوسطي وإفريقيا. وفي هذا الصدد، فإن ضرورة التوصل بشكل سريع من طرف المجموعة الدولية من أجل مواكبة ودعم مسلسل الصخيرات بين الفرقاء الليبيين على أساس ما تم إحرازه من تقدم مشجع على الحوار الليبي- الليبي، يشكل انشغالًا مشتركا للبلدين.
كما أن التحديات المرتبطة بظاهرة الهجرة بين أفريقيا وأوروبا، والتجربة النموذجية للمملكة في هذا المجال، تشكل عوامل ينبغي أن يكون معها التحكم في حركات الهجرة، إدماجيًّا، ومتعدد الأبعاد، ويولي الاهتمام التام والضروري لبعد تنمية أفريقيا.