القاهرة - المغرب اليوم
احالت النيابة الادارية في مصر ثمانية مسؤولين وموظفين سابقين في المتحف المصري الى محاكمة تأديبية لاتهامهم ب"الاهمال الجسيم" في ترميم قناع توت عنخ امون، بحسب ما قال المتحدث باسمها محمد سمير لوكالة فرانس برس الاحد.
واكدت النيابة الادارية في بيان احالة ثمانية متهمين للمحاكمة العاجلة، وهم اثنان من مرممي الاثار، واربعة من كبار المتخصصين في ترميم الآثار، ومدير الترميم السابق بالمتحف المصري والمدير العام السابق للمتحف.
وقال البيان ان "التحقيقات كشفت عن اهمال جسيم وإنتهاك صارخ للأصول والقواعد العلمية والمهنية للتعامل مع قطعة أثرية (قناع الملك توت عنخ أمون) بمثل تلك الأهمية من قبل من يفترض فيهم إدراك قيمتها وأهميتها التي تتخطى حتى الحدود المحلية إلى العالمية".
واضاف انه "تم التعامل مع قطعة يربو عمرها عن الثلاثة آلاف وثلاثمائة عام (..) بأسلوب إن دل فإنما يدل على مدى الاستهتار الذي بلغ منتهاه من قبل أولئك المتهمين".
وتابع البيان ان المتهمين ارادوا "التستر على ما قاموا به إبتداء من رفع القناع بشكل خاطيء وانفصال الذقن المستعارة عنه، فقاموا بعمليات ترميم خاطئة وغير مهنية له" خلال الفترة من اب/اغسطس الى تشرين الثاني/نوفمبر 2014 باستخدام "مادة لاصقه دون إجراء الدراسه العلمية اللازمة، ترتب عليها وجود فاصل واثار لاستخدامها على القناع" كما "استخدموا أدوات حاده (مشارط وأدوات معدنية) لإزالة آثار المادة اللاصقة عن القناع فأحدثوا تلك التلفيات والخدوش التي مازالت آثارها على القناع حتى الان".
وقال المتحدث باسم النيابة الادارية ان التحقيقات "تحال مباشرة الى المحكمة التأديبية ولا علاقة لها بالشق الجنائي".
وكان المتهمون الثمانية نقلوا من المتحف المصري الى وظائف اخرى عقب اكتشاف ما حدث لقناع توت عنح امون احد اهم القطع الاثرية المصرية.
وفي 17 كانون الثاني/ديسمبر الماضي انهى فريق من الخبراء الالمان اعمال ترميم القناع بعد ان تضرر من المادة اللاصقة.
وسقط الذقن من القناع في آب/اغسطس 2014 اثناء اخراجه من صندوقه الزجاجي لاصلاح الاضاءة فيه.
وتوفي توت عنخ امون الفرعون الشاب، ابن اخناتون، عن عمر 19 عاما، ولم يكن معروفا لتوليه الحكم تسع سنوات فقط، لكنه اصبح بعد ذلك اشهر الفراعنة لان مقبرته حوت 5000 قطعة سليمة موجودة داخلها منذ 33 قرنا، بينها عدد كبير من القطع المصنوعة من الذهب الخالص، وهو اهم كنز اثري تم اكتشافه في مصر، اذ ان محتويات مقابر الفراعنة الاخرين نهبت على مر العصور.
وعثر على هذه المقبرة، التي تعد "اكتشاف القرن العشرين" في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1922 في وادي الملوك في الاقصر على يد عالم المصريات البريطاني هاورد كارتر.