الرباط - المغرب اليوم
مصائب الإنسان مع فيروس كورونا فوائد جمة للأرض، حيث يشرح عبد الفتاح بنقدور، أستاذ باحث بجامعة القاضي عياض، أنه على الرغم من الكثير من الأضرار التي أدى إليها ظهور فيروس كورونا، فإن الحجر الصحي يبقى درسا مهما للبشرية جمعاء، مطالبا بفهمه جيدا وأخذ العبر، لكي نترك للأجيال عالما أحسن مما هو عليه اليوم.
وبنظرة سريعة على المعطيات الجديدة المسجلة بمرصد "مونا لوا" بالمحيط الهادي المتخصص في قياس غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي يظهر جليا تأثير الحجر الصحي، فقبل إعلانه وحتى في بدايته في الكثير من البلدان، كانت نسبة الغاز قد تجاوزت 417 جزءا من المليون حيث سجلت يوم 9 أبريل أعلى نسبة على الإطلاق في العصر الحديث، وهي 417.85 جزءا من المليون.
وبعد هذا التاريخ وعكس ما هو متوقع، يضيف بنقدور، في مقالة بدأت نسبة الغاز في الانخفاض حيث وصلت يوم 12 أبريل 2020 إلى 415.46 جزءا من المليون، مؤكدا أن هذا الانخفاض السريع له علاقة وطيدة بتقلص استهلاك الطاقات الأحفورية خلال فترة الحجر الصحي الذي يرزح تحته أكثر من نصف سكان المعمور.
ويعتبر ثاني أكسيد الكربون، حسب بنقدور، من الغازات الدفيئة التي تساهم في ارتفاع حرارة الأرض؛ فقد ساهمت البشرية، منذ بوادر الثورة الصناعية أواسط القرن الثامن عشر، في ارتفاع كثافة هذا الغاز في الجو من حوالي 280 جزءا من المليون قبل الثورة إلى أكثر من 415 جزءا من المليون أواسط شهر مارس الماضي.
وأكد الباحث أن الكثير من الندوات والمؤتمرات عقدت حول العالم لإيجاد حلول علمية وتقنية لمشكل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كمؤتمر الأطراف الذي عقد بمراكش سنة 2016؛ لكن على الرغم من كل المجهودات بقي منسوب ثاني أكسيد الكربون في ارتفاع دائم، خصوصا في فصلي الربيع والصيف.
وفي حديثه لهسبريس، قال عبد الفتاح بنقدور إن الحجر الصحي أوقف أكثر من نصف أنشطة المعمور، وخفض معدل ثنائي أكسيد الكربون في الهواء، وبالتالي قلت نسبة التلوث، واستراحت الأرض قليلا من التغيرات المناخية المتكررة.
وأضاف بنقدور أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية، اللتين تعدان من أكبر مستهلكي الطاقة الأحفورية، توقف النشاط داخلهما بسبب الأزمة الصحية الحالية، مؤكدا أن الواقع الحالي ظرفي، ولن تكون له فوائد إذا ما عاد النشاط إلى وتيرته بعد انقضاء الفيروس.
وأورد المتحدث أن الوضع الحالي هو فرصة للتأمل في واقع الأرض، مسجلا أنه لا بد من أخذ العبرة على المستويات الكبرى المتعلقة بالدول، وكذا الصغرى المرتبطة بالسلوكات اليومية للمواطنين.
قد يهمك ايضا
دراسة تؤكّد أنّ ثاني أكسيد الكربون المنبعث من جميع البراكين أقل مما ينتجه البشر