القاهرة - مصطفى فرماوي
توفي الفنان العالمي عمر الشريف الجمعة 10 تموز/يوليو عن عمر يناهز 83 عامًا في إحدى مستشفيات حلوان بعد صراع مع المرض، ونشر حفيد الشريف نبأ وفاة الفنان الذي عانى من المرض "الزهايمر" في الفترة الأخيرة.
وكشف وزير "الآثار" المصري السابق زاهي حواس عن الظروف التي رافقت رحيل الفنان العالمي عمر الشريف، موضحًا أن الفنان العالمي توفي في مصحة مخصصة لرعاية كبار السن في منطقة حلوان، مضيفا أن عمر الشريف امتنع عن الطعام والشراب خلال الأيام العشر الماضية ودخل في حالة من الزهد في الحياة.
ويعتبر عمر الشريف أحد أشهر الممثلين المصريين بين أبناء جيله، وظهر في عدد من الأعمال العالمية مثل "لورانس العرب" و"الدكتور جيفاغو"، وجذبت وسامة الشريف الكثير من النساء حول العالم، لكنه اعتزل التمثيل ليكون نزيلا دائما في أكبر الملاهي وصالات القمار.
وولد الشريف في مدينة الإسكندرية في العاشر من أبريل/نيسان عام 1932، لعائلة من أصول لبنانية، واسمه الحقيقي هو ميشيل ديمتري شلهوب، كان والده من تجار الخشب الأثرياء، وكانت والدته سيدة مجتمع، تستضيف أكبر الشخصيات في الدولة، من بينهم الملك فاروق.
ودرس في مدرسة كلية فيكتوريا في الإسكندرية، وأظهر تفوقا دراسيا، خصوصًا في اللغات، ثم تخرج من جامعة "القاهرة" بدرجة بكالوريوس في الرياضيات والفيزياء، ثم انضم إلى إدارة أعمال الأسرة، لكن طموح الشريف الأكبر كان أن يصبح ممثلا، فاتجه إلى دراسة الفنون في الأكاديمية الملكية للدراما في لندن.
وأدار الشريف ظهره في نهاية المطاف لهوليوود ليتجه لصالات القمار في العواصم الأوروبية، ويصبح أحد أفضل لاعبي "بريدج" في العالم، بدت حياة الشريف في وقت لاحق وكأنها أحد أفلامه الملحمية في شبابه، حيث خسر معظم أمواله في القمار، واعتزل الروليت بعدما خسر 750 ألف جنيه إسترليني في ليلة واحدة، وكان يقيم في غرفة فندقية في العاصمة الفرنسية باريس.
وأصبح سلوكه غريب الأطوار، وأدين بالاعتداء على شرطي في باريس، وفي مناسبة أخرى، على عامل ساحة انتظار السيارات في بيفرلي هيلز، زعم الشريف في وقت لاحق أن حياته ربما كانت تغيرت بشكل كبير لو لم يصل لهذه النجومية العالمية، لكنه أشار إلى أنه لا يشعر بأي ندم، قائلا "أنا لا أعرف الندم، لو عدت إلى هنا مرة أخرى كنت سأعيش بنفس الطريقة"، وأضاف "لحسن الحظ، لم يكن كل ما قمت به سيئا من أجل المال، وكان لدي بعض اللحظات العظيمة".