الرباط - المغرب اليوم
شهد حي طنجة البالية حالة استنفار قصوى في وقت متأخر من ليلة أول أمس الثلاثاء، على إثر انهيار مفاجئ لعمارة عشوائية أثناء عملية هدمها بالاستعانة بجرافة إلى جانب السلطات المحلية، حيث انهارت البناية بشكل مفاجئ فوق رأس سائق الجرافة، والذي نجا بأعجوبة من موت محقق، وتناقل رواد الشبكات الاجتماعية شريط فيديو للحظة انهيار هذه البناية، ليتم إنقاذ سائق الجرافة داخل ركام العمارة، حيث أصيب فقط بجروح ورضوض، ليتم نقله صوب قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات الأولية. وحلت مختلف المصالح الأمنية بعين المكان، إلى جانب تعزيزات من السلطات المحلية التي عملت على تأمين مكان الحادثة.
وتواصل السلطات المحلية لطنجة عملية هدم واسعة للبنايات العشوائية التي نمت مؤخرا كالفطر، حيث أعطى والي الجهة محمد امهيدية، الضوء الأخضر من جديد للسلطات الإدارية بـ “دك” العمارات والبنايات العشوائية التي لا تتوفر على الرخص القانونية، بعد أن أعدت هذه السلطات لائحة جديدة لهذه البنايات العشوائية، وهو ما قد يثير حفيظة اللوبي العقاري من جديد، حول القرارات المزمع تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتفاجأت السلطات، مؤخرا، بكون أصحاب العمارات والبنايات، يتوفرون على تراخيص يعتمدون عليها في إدخال التغييرات على المنازل التي يبدو أن بعضا منها تعاني من الهشاشة بدليل لجوء أصحابها إلى إسنادها بواسطة دعامات خارجية إضافية، حيث عادت ظاهرة البناء العشوائي إلى الواجهة أخيرا، إذ لم تكد تنطفئ عملية تنقيل بعض القياد من مدينة طنجة بسبب تقصيرهم في تتبع ملفات التعمير وتورطهم في التشجيع على البناء العشوائي، حتى عادت هذه الظاهرة إلى مجموعة من المناطق بالمدينة، حيث تم رصد كون مباني، لجأ أصحابها إلى القيام بتقوية بنياتها عن طريق إضافة دعامات إسمنتية خارجية فوق الرصيف العمومي بشكل يخلق تشوها في الموقع، وأوضحت المصادر أن المتسببين في هذا الوضع، يباشرون أشغالهم في واضح النهار، فضلا عن إثارة الإزعاج المرتبط بطبيعة الأشغال المستمرة ، في الوقت الذي استدعى هذا الأمر خروج لجان تفتيش مختلطة لمعاينة هذه الأوضاع، سيما بمقاطعتي مغوغة وبني مكادة وطنجة البالية والرهراه ومسنانة.
للإشارة، فإن والي الجهة أصدر مؤخرا مذكرة خاصة، يمنع فيها من إصدار التراخيص الموجهة للبناء مستقبلا من طرف المقاطعات، وذلك بشكل مؤقت، إلى حين البت في هذا الملف، وإيجاد وسيلة أفضل، بسبب انتعاش البناء العشوائي مؤخرا وتسجيل خروقات موازية وتحايل على الرخص، ووجد رؤساء المقاطعات أنفسهم في حرج، بفعل انتعاش البناء العشوائي، وغياب مراقبة الرخص الممنوحة للمواطنين، مما يجعلهم يتحايلون بشكل مستمر على الرخص الممنوحة لهم، عبر زيادة طوابق، أو إضافة بعض الأجزاء في البنايات الغير واردة في الرخص المشبوهة.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر