كلميم - حفيظ ناصر
تتابع ساكنة سيدي إفني، بحذر ارتفاع منسوب مياه الأمطار، في الوديان المحيطة بالمنطقة، لاسيما الوادي الذي يفصل شمال المدينة عن جنوبها، وسط وتيرة إصلاحات بطيئة للبنية التحتية تجعل أرباب السيارات في معاناة مستمرة، الأمطار التي تهاطلت خلال اليومين الأخيرين تسببت في عزل عدد من الدواوير المتواجدة بين إقليمي كلميم وسيدي إفني، خصوصا بعد انقطاع الطريق الوطنية رقم 2 في النقطة الكيلوميترية 49 على وادي أصراصار، مما أعاد إلى أذهان الساكنة الخوف من إمكانية تكرار نكبة 2014 في وقت لازال الإقليم يلملم جراحه.
وفي تصريحه لـ"المغرب اليوم"، تساءل أحد الفاعلين الجمعويين محمد الإفناوي "كيف لذاكرة الساكنة أن تنسى مُصابها وهي تمر صباح مساء على بعض المدارات والممرات والطرق والقناطر التي لازالت قيد الترميم أو البناء؟، صحيح أن هناك أشغال اُنجزت لكن هناك مواقع لازالت في الانتظار وأخرى توقفت، جودة القناطر والطرق المنجزة لا ترقى إلى مستوى تطلعات الساكنة والمهنيين؛ فكيف لنا ألا نخشى من المستقبل وبعض آثار الخراب لازالت شاهدة على هول الكارثة التي أدخلت المنطقة في عزلة رهيبة في الفيضانات الأخيرة، وجعلت الساكنة في معاناة تكاد تكون مستمرة؟".
على نهاية المنحدر القادم من حي كولومينا تظهر الطريق الرئيسية إلى وسط المدينة مقطوعة بسبب استمرار الاصلاحات على حافة الواد، وعلى اليسار طريق ضيقة خلف ما تبقى من جدار الملعب البلدي، ومنها يمكن قطع الوادي عبر القنطرة التي ظلت صامدة من أيام الاستعمار، من يزر المدينة سيكتشف أن الوادي لم يَتُهْ عن مصبه ولم يرحم منْ وما اعترض سبيله: الملعب البلدي، حديقة الحيوانات سابقا، والمنازل المجاورة ومتعلقاتها، مرافق التخييم الساحلي، حتى مبنى الدائرة الإقليمية التابع لوزارة الداخلية لازال شاهدا على الفيضان.
فحجم الدمار الذي لحق بالمنطقة منذ فيضان نونبر2014 باد للعيان، وأشغال الإصلاح تبدو بطيئة وغير كافية، حتى المعدات والآليات المركونة بجنب الوادي يمكن أن تجرفها السيول في أي لحظة تلي هطول الأمطار، والغيورون على المدينة لا يتوقفون عن البحث عن سبل الخروج من الوضع المتأزم ولو عبر صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية.
واستمرت معاناة أرباب سيارات النقل في الإقليم، مع الحالة المزرية للطرق جعلتهم يضربون عن العمل طيلة يوم الخميس، وتم ركن سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة في محطة المدينة والجهة المقابلة سيارات نقل البضائع.
وكان المجلس الإقليمي لسيدي إفني، قد عقد اجتماعا، بداية الأسبوع الجاري، مع عامل الإقليم والمدير الجهوي للتجهيز والنقل واللوجستيك لجهة كلميم وأدنون والمدراء الإقليميين لسيدي إفني وكلميم وتزنيت ورئيس الدراسات الاقتصادية والتخطيط ورئيس قسم المصادقة على الدراسات، لمناقشة انطلاق الاشغال والدراسات بعدد من الطرق في الإقليم وفق الاتفاقية المبرمة بين المجلس الإقليمي لسيدي إفني ومديرية الجماعات المحلية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك بتكلفة 400 مليون درهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر