الدارالبيضاء-فاطمة القبابي
تساهم جهة الدار البيضاء سطات في الدفع بعجلة الدورة الاقتصادية برمتها، وكونها تمتلك مؤهلات كبيرة في المجال الزراعي، مما جعلها خزان المغرب للحبوب والقطاني، وتستعد جهة الدارالبيضاء سطات لاحتضان المعرض الدولي للحبوب والقطاني خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 15 أكتوبر بمدينة برشيد، لتأكيد ريادتها في إنتاج وتحويل الحبوب والقطاني، من خلال الأراضي الزراعية والوحدات الصناعية بمختلف مناطق هذه الجهة المترامية الأطراف، ومن بين مجموع الأراضي الزراعية المخصصة لإنتاج الحبوب بالجهة، 52 ألف هكتار من الأراضي المسقية، و6 آلاف هكتار تعتمد تقنية الزرع المباشر .
ووفق معطيات المديرية المحلية للزراعة بذات الجهة، ومنظمي هذا المعرض، فإن سلسلتي الحبوب والقطاني تعتبران من أهم سلاسل الإنتاج بالجهة، خاصة بمنطقة الشاوية، حيث وصلت نسبة إنتاج الحبوب بالجهة، خلال الموسم الزراعي لسنة 2014/ 2015، إلى حوالي 26 مليون قنطار على مساحة 900 ألف هكتار و 24 بالمائة من إجمالي الإنتاج الوطني ، محتلة بذلك المرتبة الأولى وطنيًا.
وتعتمد سلسلة إنتاج الحبوب زراعات القمح الطري والصلب والشعير والذرة، رغم أن هذه السلسة تتداخل مع سلسلة الإنتاج الحيواني لدورها في توفير الأعلاف والشعير، الذرة، التبن، أما بالنسبة للقطاني فقد وصل الإنتاج بالجهة إلى 710 ألف قنطار على مساحة 64 ألف هكتار، محققا بذلك 27 بالمائة من الكمية المنتجة وطنيا، خلال الموسم الزراعي لسنة 2014/ 2015 والمرتبة الثانية وطنيا .
وتغطي هذه السلسلة -إنتاج القطاني- مجموعة من الزراعات، منها الفول والحمص والعدس والجلبانة، ويعزى هذا الإنتاج القياسي إلى تبني وسائل إنتاج متطورة من طرف الفلاحين، فضلا عن استعمال المكننة، حيث وصل مستعمليها إلى 90 بالمائة، بالإضافة إلى استعمال البذور المختارة، وما دامت الجهة تنتج الحبوب والقطاني، فإنها تتوفر على قطاع متطور ونشيط يتعلق بالمطاحن، حيث تمثل نسبة المطاحن بالجهة 38 بالمائة من العدد الإجمالي للمطاحن على المستوى الوطني، وتعتبر المطاحن أساسية في عملية التحويل، لتثمين منتوج الحبوب والقطاني، حيث توجد 164 مطحنة على الصعيد الوطني، منها 137 خاصة بالقمح الطري .
وبلغت قدرة المطاحن على المستوى الوطني 10.5 مليون طن مع نهاية سنة 2015، 87 بالمائة منها تخص القمح الطري، و10 بالمائة تخص القمح الصلب، و3 بالمائة تخص الشعير والذرة، وتساهم زراعة الحبوب كذلك في تخفيف العبء على الميزان التجاري الوطني، لأن واردات المغرب من الحبوب تشكل 70 بالمائة من الواردات الوطنية الزراعية بمبلغ إجمالي يناهز 10 مليار درهم، كما تساهم سلسلة الحبوب على المستوى الوطني، التي تكتسي أهمية سوسيو اقتصادية، بـ10 إلى 20 بالمائة من الناتج الوطني الخام، وذلك حسب الظروف المناخية، كما تعد المشغل الأول لليد العاملة في المجال القروي .
ويستهلك المواطن المغربي ما يعادل 200 كلغ من الحبوب في السنة بالنسبة للفرد الواحد، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع معدل الاستهلاك العالمي والذي يصل إلى 152 كلغ في السنة بالنسبة للفرد الواحد، كما يستهلك المواطن المغربي ما يعادل 5 كلغ في السنة من القطاني، وهي نسبة منخفضة مقارنة مع معدل الاستهلاك العالمي بنسبة 7 كلغ في السنة بالنسبة للفرد الواحد، والجدير بالذكر أن الحبوب والقطاني تواجهان عدة إكراهات، منها ضعف الجانب التقني لمعظم الزراعيين، خاصة الصغار والمتوسطين، بالإضافة إلى ضعف استعمال البذور المختارة والأسمدة، والمبيدات لمحاربة الأعشاب الضارة والأمراض الطفيلية، وضعف التنظيمات المهنية والتعاونية .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر