أسرار زيارة الكينج الأخيرة إلى السودان محمد منيرالخرطوم دائمًا وحشاني
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

أسرار زيارة "الكينج" الأخيرة إلى السودان محمد منير"الخرطوم دائمًا وحشاني"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسرار زيارة

محمد منير
القاهرة ـ المغرب اليوم

كشف مهند الدابي، المدير العام لمؤسسة نيرفانا الثقافية، "مهندس الزيارة" في حديثه عن كواليس زيارة "الكينج" الأخيرة إلى الخرطوم

مع استقبال الفنان المصري ذائع الصيت، محمد منير، لعام جديد في حياته، يسترجع عشاقه وأصدقاؤه العديد من المحطات التي شكلت حياته ومسيرته الفنية. واحدة من أبرز تلك المحطات كانت زيارته الأخيرة إلى الخرطوم، العاصمة السودانية، التي كانت مليئة بالذكريات والمواقف العميقة.

في تلك الرحلة، لم يكن منير مجرد نجم غنائي جاء لإحياء حفل جماهيري، بل كان صوتًا يجسِّر بين ضفتي النيل، جالبًا معه روح النوبة وثقافتها التي تتمازج بين جنوب مصر وشمال السودان.

ورغم التحديات التي كانت تواجه الخرطوم آنذاك، فإن المدينة استقبلت "الكينج" بحفاوة استثنائية، حيث توافد الآلاف من السودانيين لمتابعة حفله الذي ظل عالقًا في الأذهان منذ ذلك الحين.
استقبال منير بعد وصوله الخرطوم

ما وراء الكواليس، كانت الأجواء مختلفة. فقد عبّر منير عن مشاعر مختلطة تراوحت بين الفخر والحزن. فخره بالترحيب الحار الذي حظي به من الشعب السوداني كالمعتاد، وحزنه على الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد. كانت جلساته مع السودانيين مليئة بالأحاديث الفنية والذكريات المشتركة عن الفنون، والتراث، والعلاقة التاريخية بين الشعبين. كذلك، كانت هناك لقاءات جمعته مع شباب سودانيين تحدثوا معه عن الثورة السودانية وآمالهم بمستقبل أفضل. تلك الرحلة الأخيرة لمحمد منير إلى الخرطوم لم تكن مجرد جولة غنائية، بل كانت رحلة وجدانية عميقة، تأثر بها كما أثّر في جمهورها. وهي لحظات لم يغفل منير أن يعبر فيها عن دعمه لهم.

بدوره، كشف مهند الدابي، المدير العام لمؤسسة نيرفانا الثقافية، "مهندس الزيارة" في حديثه لـ"العربية.نت" عن كواليس زيارة "الكينج" الأخيرة إلى الخرطوم، مسلطًا الضوء على تفاصيل غير معلنة.
"الخرطوم وحشاني"

وقال: بدأ التخطيط لزيارة منير كفكرة مجنونة، أشبه بحلم بعيد المنال، لكن كان هذا الحلم يسكنني ويشعل حماسي. لطالما حلمت بأن أرى "الكينج" وسط جمهور الخرطوم، يملأ أجواء المدينة بصوته الشجي. في أكتوبر 2022، عندما كنت جالسًا معه في داره، بادرت بسؤاله بابتسامة تحمل في طياتها الأمل: "ما تجي الخرطوم يا ملك؟"، أجابني بابتسامة دافئة: "دي الخرطوم دائمًا وحشاني".

من تلك اللحظة، قررت أن الأمر لا يمكن أن يظل مجرد حديث عابر. كان لا بد من تحويل هذه الأمنية إلى حقيقة. ولكن العقبات كانت ضخمة: تكاليف باهظة، وتجهيزات لوجستية هائلة، ووضع أمني متفجر في الخرطوم، حيث كانت المدينة تعج بالآليات العسكرية، وكل يوم نعيش على حافة الخوف من اندلاع ما لا يُحمد عقباه. ورغم ذلك، قررنا المضي قدمًا. كنت أطلق على الحدث "حفلة القرن"، ولم أكن أعلم أن الخرطوم بعد أسابيع فقط ستتحول لساحة حرب.
محمد منير مع مهند الدابي مهندس الزيارة محمد منير مع مهند الدابي مهندس الزيارة
كأن النيل يغني

ورغم الصعوبات، كان هناك ضوء يشع من قلب هذا الحلم. عندما وصل منير إلى الخرطوم، كأن النيل نفسه كان يُغني ترحيبًا به.

منير، بصوته الدافئ وكلماته التي تعانق الروح، كان يسأل الجميع: "انتوا كويسين؟ السودان دائمًا في قلبي". جلسنا في السيارة نستمع لأغاني الفنان الكبير محمد وردي، وكان منير يغني معها، وكأن بينه وبين السودان قصة حب أبدية.

في الحفل، كان المشهد ساحرًا، عشاق منير تراصوا على امتداد عدة كيلومترات لدخول الحفل، وكأن الخرطوم بأكملها جاءت لتحتضن "الكينج". الحضور كان ساحقًا، والجمهور السوداني كان يُغني، يرقص، ويهتف من أعماق قلبه، محملا بآمال تتجاوز الحفل لتشمل مستقبل البلد بأكمله.

وختم مهند الدابي حديثه لـ"العربية.نت" عن تلك الزيارة قائلا: "لم يكن منير مجرد مغنٍ زارنا في الخرطوم بقدر ما كان شروقًا لشموس أجيال من معجبيه ومحبيه وعشاقه. شروق الخرطوم الحزينة الخاملة، الهامدة، التي تتحرك في مكانها كأنها جزيرة معزولة. شروق للوجدان السوداني الذي عاش وتربى على مدى عقود من الزمن على هذه الأنغام الأصيلة والألحان الذائبة في هوانا الموسيقي وذائقتنا. لقد أنار منير سماء الخرطوم وأسعد الآلاف في تلك الليلة".

إلى ذلك، يؤكد الناقد المرموق، مصعب الصاوي، لـ"العربية.نت"، أن الفنان منير يتمتع بحضور لافت في الحياة الفنية السودانية، ينبع من المحبة العميقة والانتماء لجذور الثقافة الكوشية النوبية التي تمتد جنوب مصر إلى حزام النوبة الواسع. هذه العلاقة العميقة تظهر في تعاونه المميز مع عملاق الفن النوبي، محمد وردي، الذي يعد أحد رموز تلك الثقافة.

غنى منير أغنية "وسط الدائرة" لوردي، كما غنى "الشعب حبيبي وشرياني" لشاعر الشعب محجوب شريف.

بالإضافة إلى ذلك، اشترك مع وردي في تقديم الفن النوبي برؤية معاصرة، تضمنت تجديدًا موسيقيًا باستخدام آلات غربية مع الحفاظ على الروح النوبي الأصيل، كما نراه في أغاني مثل "شمندورة" و"نعناع الجنينة".

وتابع الصاوي: زيارات منير للسودان لم تنقطع منذ بدايات ظهوره، وآخر لقاء جمعني به كان في منزل الإمام الراحل الصادق المهدي بأم درمان، حيث كان منير يؤدي واجب العزاء بعيون دامعة، مستذكرًا مآثر الإمام وتقديره للفكر والفنون والإبداع.

وأوضح الصاوي" أن علاقات منير امتدت إلى الكتاب والصحافيين والموسيقيين السودانيين، وحتى فناني التشكيل والسينما، ما ساهم في بناء روابط عميقة ومميزة. ولم تقتصر صلته على فناني الثقافة النوبية فحسب، بل امتد عشقه لأغاني وسط السودان أيضًا، حيث غنى للفنان أحمد المصطفى أغنية "قربه يحنن" بإيقاع راقص وتوزيع موسيقي حديث.

قد يهمك أيضا:

الفنان محمد منير يكشف تطورات حالته الصحية

محمد منير يظهر لأول مرة وطبيبه يكشف تفاصيل حالته في ألمانيا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار زيارة الكينج الأخيرة إلى السودان محمد منيرالخرطوم دائمًا وحشاني أسرار زيارة الكينج الأخيرة إلى السودان محمد منيرالخرطوم دائمًا وحشاني



GMT 18:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يثير الجدل بتصريحاته عن شيرين وأحمد الفيشاوي

GMT 16:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الجمهور يتفاعل مع تعليق خاص لحلا شيحة

GMT 02:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي

GMT 02:12 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادّة لمسلسل ياسمين رئيس بسبب الـDress Code

GMT 02:09 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الخشاب تعلّق على انتهاء أزمة "التاروت"

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل

GMT 14:45 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني بطلة جي مورجان للإسكواش للمرة الأولى

GMT 05:25 2015 الأربعاء ,14 كانون الثاني / يناير

11 حالة إغماء داخل مؤسسة تعليمية في تمارة

GMT 11:44 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

عمر القزابري يحيي حفل تأبين الوزير الراحل باها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib