الخرطوم - عبدالقيوم عاشميق
وافق السودان على تدفق نفط دولة جنوب السودان عبر أراضيه، وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده وافقت كذلك على استخدام جنوب السودان لمنشآت النفط السودانية.
جاء الإعلان في ختام زيارة رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت إلى السودان، حيث كان في وداعه في مطار الخرطوم نظيره السوداني عمر البشير وعدد من الوزراء والمسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السودان.
وأعلن الرئيس البشير في ختام زيارة سلفاكير عن تقديره لنظيره الجنوبي لتلبيته دعوته بزيارة السودان، والتباحث معه بشأن القضايا التي تهم البلدين، ويُعد إعلان السودان السماح بمرور نفط الجنوب الحدث الأبرز والأهم، بعد تخوفات من إقدام السودان على إغلاق الأنبوب مرة ثانية مع اقتراب نهاية المهلة التي أعلنها لذلك.
وتعهد الرئيسان البشير وسلفاكير، في ختام الزيارة، برعايتهما للعلاقات بين بلديهما، وجاء في البيان الختامي أن سلفاكير زار الخرطوم بدعوة من الرئيس البشير، وأن الزيارة أتت في أطار القمم الثنائية، تحقيقًا لطموحات وتطلعات الشعبين، وأشار البيان إلى أن لقاءات تمت بين الرئيسين، كما تمت لقاءات على المستوى الفني والوزاري في أجواء إيجابية إتسمت بالوضوح والصراحة، وأكد البيان على دعم الآليات المعنية بمتابعة تنفيذ الاتفاقات في مجالات ترسيم الحدود وحل قضية "إبيي"، وعلى رأسها الآلية التي يرأسها ثابو أمبيكي، وتم في هذا الإطار التأمين على أهمية دعم وتسهيل مهمة الآليات الواردة في مقترح رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الرئيس ثابو آمبيكي بشأن تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، ووقف الدعم والإيواء للحركات المتمردة، حتى تستكمل عملها في إطار خطتها في هذا الشأن، كما تم الإتفاق على التحرك الخارجي لمعالجة قضية ديون السودان الخارجية، ودعم التنمية بصورها المختلفة، كما تحدث البيان عن الالتزام بتنفيذ مصفوفة التعاون المشترك بين البلدين، والتأكيد على الجدية في إزالة المعوقات كافة التي تعترض سبيل تحسين العلاقات وحسن الجوار، وتعزيز العلاقات لمصلحة الشعبين.
وأكد الجانبان على أهمية الاستمرار في الحوار البناء والفاعل لحل ما تبقى من قضايا، وأمنا على أهمية التوصل لإتفاق عاجل بشأن تشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية في منطقة أبيي بما يمهد الطريق للرئيسين للتوصل لحل نهائي بشأنها، كما اتفقا على تسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة لحل قضية المناطق المتنازع عليها، والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها.
وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال في البلدين، وقد عبر الجانبان عن الأمل في أن تمثل نتائج الزيارة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وفي هذا الصدد دعا الجانبان منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في البلدين للعب دور إيجابي لدعم أهداف الاستقرار المنشود لمصلحة شعبي البلدين.
وأعرب الجانبان كذلك عن إمتنانهما لدعم وتشجيع المجتمع الإقليمي والدولي لجهود تطبيع العلاقات بينهما، وكان سلفاكير استقبل في مقر إقامته، أثناء الزيارة، النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتجاوز الملفات العالقة، كما التقى سلفاكير مع عدد من قادة الأحزاب السياسية في السودان من بينهم رئيس الحزب "الاتحادي الديمقراطي" محمد عثمان الميرغني، والأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" دكتور حسن عبد الله الترابي، ورئيس حزب "الأمة القومي" الصادق المهدي، وسكرتير الحزب "الشيوعي السوداني" محمد مختار، ورئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى، وتناولت اللقاءات العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر