رام الله - نهاد الطويل
يبدو أن مبادرة " كسر الجمود" التي أطقلها مجتمع رجال الأعمال الفلسطينين والإسرائيليين أخيرا، في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في الأردن، يبدو أنها لم تلق ردود فعل إيجابية، كما توقع من أطلقها،حيث يعتبرها المعارضون لها مخطط سياسي لتصفية القضايا الوطنية الفلسطينية.
أولى هذه اتهامات نطق بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المخابرات السابق توفيق الطيراوي، اتهم خلالها رجال أعمال في الضفة الغربية بالوقوف وراء عمليات التطبيع الأخيرة مع نظرائهم الإسرائيليين، واشغال المواطن بلقمة عيشه وخداعه بإمكانية تحسن وضعه الاقتصادي.
وبالتزامن مع تصريحات الطيراوي خرجت قيادة " فتح" وعلى لسان رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد، أكد في تصريحات رفض أية محاولة لتنفيذ مخططات ما يسمى بـ"السلام الاقتصادي" على حساب القضايا الوطنية المصيرية.
وعقب تصريحات "الأحمد" و "الطيرواي" خرج المدير التنفيذي لشركة "باديكو" القابضة سمير حليلة مصرحاً : " لا يحق للطيراوي ملك التنسيق الأمني بالحديث عن التطبيع".
وكان اللواء الطيراوي شن هجوماً لاذعاً على رجل الأعمال منيب المصري وذراعه اليمنى سمير حليلية، موجهاً نداءً إلى التنظيمات الفلسطينية أن "المطلوب وقفة جادة من أجل وقف هذا الانهيار الكامل في القيم والمُثل الموجودة عند أصحاب هذه الشركات"، قائلاً "باعتقادي أن هذه الشركات هي بالأساس تهدف إلى ما يسمى بالسلام الاقتصادي بعيداً عن السلام الفلسطيني الذي يحفظ كرامة المواطن ويحفظ حقوقه".
بدوره، اعتبر الأحمد أن الغرض من طرح خطة "كيري" الاقتصادية هو إرضاء نتنياهو، معرباً عن مخاوفه أن "هناك قلقًا فلسطينياً من أن تكون هذه الخطة هي الأساس، وأن يأتي هذا الحل بالإضافة إلى الحل الأمني على حساب الحل السياسي، ويمرر علينا تحت اسم الثلاثة مسارات".
ووصف الأحمد ما أطلق عليه مبادرة رجال الأعمال (فلسطينيون وإسرائيليون) التي أعيد طرحها على هامش منتدى البحر الميت، بـ"السخيفة"، مضيفاً أنه لا يعتبرها مبادرة وأنه لا مبرر للطريقة التي أعلنت بها وكأنها مبادرة، لأن أسلوب إخراجها سيستغل بشكل سلبي في الواقع الفلسطيني.
وقال: "كان على رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري وسمير حليلة (عضو سابق في الوفد الفلسطيني المفاوض ومن حزب فدا اليساري) ألا يتحدثا على هذا النحو وكأنها مبادرة وهي ليست مبادرة، لأن المطلوب من الجميع هو العودة إلى طاولة المفاوضات على أسس واضحة".
وأضاف "أكرر، هذه ليست مبادرة ولا جديد فيما يقولان، وبناء على ذلك سيساء فهمها على أنها شراكة اقتصادية بين رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين".
رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري عبر عن أسفه لـ"البيانات والتصريحات التي تصدر وتتهمه مباشرة بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي"، مستندين في هذا الاتهام إلى مبادرة كسر الجمود الذي تم إطلاقها في البحر الميت وبمعرفة وحضور الرئيس أبو مازن، وبتنسيق تام مع لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التي شكلتها القيادة الفلسطينية في اجتماعها المنعقد بتاريخ 4/12/2012.
وأوضح المصري - خلال سياق مقابلة مطوله مع "العرب اليوم" وستنشرها لاحقا - أوضح أن النداء الذي أطلقته مبادرة كسر الجمود هو دعوة للقادة السياسيين لإنهاء الصراع على أساس المرجعيات المتفق عليها بينهم، والإبقاء على حل الدولتين.
مضيفا : أن المبادرة لا تتعدى عن كونها نداء عاجل من أجل التحرّك لكسر الجمود، وحث القادة السياسيين على الإسراع إلى التوصل لحل سياسي دون التدخل في ثنايا هذا الحل المتروك للسياسيين لكي يتفقوا على تفاصيله.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر