حمّالو العربات في طنجة  مسنّون يكدحون من أجل لقمة عيش
آخر تحديث GMT 04:05:22
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

حمّالو العربات في طنجة مسنّون يكدحون من أجل لقمة عيش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حمّالو العربات في طنجة  مسنّون يكدحون من أجل لقمة عيش

حمّالو العربات في طنجة مسنّون يكدحون من أجل لقمة عيش
الرباط _ المغرب اليوم

رغم سنّه المتقدّمة، يُقاتل الحسين باستماتة لكي يرفع جانب عربة ذات عجلتين، المعروفة بتسمية “الكرّوصة”، عن الأرض .. لينطلق بحمولتها نحو وجهة ما، حتى ينال مقابل خدمته دراهمَ معدودات.

قرب “كراجات” بيع موادّ البناء في حيّ كاساباراطا بطنجة تتواجد مجموعة من “الكراريص”، يعملُ أصحابها على نقل بضائع إلى الوجهات التي يحدّدها الزبون، وهي مهنةٌ يتضاءل ممارسوها يوما عن يوم، بسبب عدد من المستجدّات الحياتية وتطوّر وسائل النقل وسهولة توفيرها.

ما يثير الانتباه في مهنة “تحمّالت” هذه أن كلّ ممارسيها بطنجة هم، بلا استثناء، من كبار السن، وأغلبهم انحنى ظهره وغزا الشيب رأسه بالكامل، في مهنة يفترض أنها تتطلب شبابا وقوّةً وقدرة على التحمل.

الحسين واحدٌ “الحمالين”، يقدّرُعددَ ممارسي هذه المهنة في طنجة بنحو50 تقريبا، وهو عددٌ يتناقص بشكل سريع، خصوصا أن ممارسيه من كبار السنّ، وأن وسائل النقل تزداد تطوّرا ويسراً ورُخصا أيضا.

وعن تفاصيل هذه المهنة يقول الحسين: “في العموم نضع عرباتنا أمام محلات بيع مواد البناء، حيث يمكن العثور على زبائن يريدون نقل معدات خفيفة نوعا ما نحو مسافات قريبة، وهم بالتالي لا يحتاجون إلى سيارة نقل بالضرورة، وفي الوقت نفسه لا يمكنهم حملها يدويّا”.

ويضيف المتحدّث: “أبلغ من العمر 71 عاما حاليا، وأسرتي تتكون من 9 أبناء، تزوّج بعضهم، لكنني لازلت المعيل الرئيسي.. كما أضطر إلى مساعدة المتزوجين منهم أحيانا، في ظلّ ضيق ذات اليد الذي نعاني منه”.

وعن الأرباح التي يجنيها من مهنته يقول الحسين: “في أحسن الأحوال قد أعود بـ150 درهما، ولو أن هذا نادرا ما يحدث؛ أما في أسوأ الأحوال فقد أعود خالي الوفاض.. يكفي أن الزوال الآن ولازلت لم أجنِ درهما واحدا”.

بخصوص سبب ممارسة كبار السن لهذه المهنة يقول الحسين: “الجيل الجديد مكتفٍ بوسائل النقل الحديثة، خصوصا مع ظهور الدراجات النارية ثلاثية العجلات التي أصبحت توفر إمكانية النقل بسرعة وبأثمان مقبولة جدا، إضافة إلى أن هذا النوع من العربات لم يعد يصنّعه أحد”.

قضى الحسين 50 عاما في ممارسة المهنة ليخرج في الأخير بخفّي حنين، وهو لا يتوفر على أي تغطية صحية أو أوراق مهنية؛ بل يعيش يوما بيوم محاولا أن تكون صحّته زاده الوحيد.

“ما الذي يمكنني فعله؟.. نعم، الحمولات ثقيلة وأنوءُ بها في كلّ مرة أحملها للزبناء، لكن لا بديل لدي غير هذه المهنة.. لم أتعلّم أي مهارة لأجابه بها الحياة”، يضيف الحسين وهو يدير عربتهُ آملا قدوم زبون يفتتح معه رزق يومه.
إضافة إلى موادّ البناء ينقل حمّالو العربات أثاث المنازل وكلّ ما خفّ وزنه وصعُبَ حمله يدويّا، وهي حالات تبقى نادرة جدّا – حسب الحسين – لوجود وسائل أخرى أسرع وأرخص للنقل.

السّتيني عبد العزيز، واحد ممن يرابطون قرب أحد محلات بيع الأثاث، في حيّ السواني، منتظرا فرصا قلّما تأتي، ومؤكدا لنا ما قاله الحسين حول عدم أي وجود إطار منظم لمهنتهم قائلا: “كيف سيوجد إطار ومهنتنا أصلا موشكة على الانقراض؟ العربات لم يعد أحد يصنعها، والشباب مُكتفون بشدّة بوسائل النقل التي تتطور يوما عن يوم، لهذا نحن مرغمون على ممارسة المهنة بظروفها التي وجدناها عليها منذ عقود”.

يتكّأ عبد العزيز على الجدار وهو يئنّ بسبب آلام الظهر منتظرا زبونا قد يأتي حاملا معه بعضا من رزق اليوم.. ولعلّه لا يأتي؛ بينما تبقى مهنة “جرّ الكرّوصة” بطنجة مهنة يتضاءل ممارسوها يوما عن يوم بطنجة وسط عالمٍ يفرض إيقاعه المتجدّد والمتطوّر في كل مناحي الحياة.

 
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمّالو العربات في طنجة  مسنّون يكدحون من أجل لقمة عيش حمّالو العربات في طنجة  مسنّون يكدحون من أجل لقمة عيش



GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib