موسكو - أ.ف.ب
نفذت روسيا الاثنين تهديدها وقطعت الغاز عن اوكرانيا بعد فشل مفاوضاتهما، مع خطر ان يؤثر ذلك سلبا على امدادات اوروبا ويؤدي الى تفاقم اسوأ نزاع في القارة منذ نهاية الحرب الباردة.
وقال وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان خلال اجتماع حكومي "لقد ابلغنا بان امدادات الغاز الى اوكرانيا اوقفت، ويتم فقط ارسال الكميات المطلوبة للوصول الى دول اوروبية" مضيفا ان اوكرانيا "ستضمن امدادات الغاز الى اوروبا".
وبعد الاعلان عن توقف امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا حذر المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر الاثنين من ان اوروبا يمكن ان تواجه نقصا في الغاز هذا الشتاء. وقال اوتينغر "في الاسابيع المقبلة لن تكون هناك مشاكل، سنتلقى الكميات المعتادة من الغاز" لكن اذا بدأت اوكرانيا تسحب من الاحتياطي "فسنواجه مشكلة في حال كان الشتاء قاسيا".
وكان القادة الاوكرانيون الموالون للغرب يأملون في التوصل في اللحظة الاخيرة مساء الاحد في كييف الى اتفاق بخصوص الشق المتعلق بالطاقة الذي يشكل موضوعا خلافيا مع موسكو فيما تواجه البلاد تمردا عنيفا مواليا لروسيا في مناطقها الشرقية.
لكن مع انتهاء المهلة المحددة لكييف لتسديد ديونها صباح الاثنين في الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، اعلنت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة انها ستنفذ تهديداتها وستتوقف عن تزويد اوكرانيا بالغاز الا ان قامت بدفع ثمنه سلفا.
وحذرت غازبروم ايضا بروكسل من "اضطرابات محتملة" في شحنات الغاز الى الاتحاد الاوروبي ان سحبت اوكرانيا من الغاز المخصص للترانزيت. علما بان نحو 15% من الغاز المستهلك في اوروبا يعبر في الاراضي الاوكرانية.
واعلنت المجموعة في بيان انه مع انتهاء المهلة المحددة لكييف لتسديد ديون يبلغ مجموعها 4,5 مليار دولار، فان غازبروم و"بموجب العقد الساري انتقلت الى نظام دفع مسبق لامدادات الغاز ل+نفط وغاز+" مجموعة الغاز الاوكرانية.
واوضح المتحدث باسم غازبروم سيرغي كوبرانوف ان شركة نفط وغاز "ستتلقى الغاز بالحجم الذي تدفع ثمنه. ولم يدفع اي شيء لذلك لا شيء" سيسلم.
واعلنت مجموعة نفط وغاز الاوكرانية الاثنين في بيان انها لجأت الى محكمة التحكيم الدولية في ستوكهولم لاستعادة دفعة زائدة تقدر بستة مليارات دولار (4,4 مليارات يورو) لغازبروم الروسية. واوضحت انها ستطلب من المحكمة تحديد "سعر منصف" للشحنات المقبلة من الغاز الروسي.
واعلنت غازبروم من جهتها ايضا الاثنين انها ستلجأ الى محكمة التحكيم الدولية في ستوكهولم بخصوص ديون الغاز المستحقة على اوكرانيا.
وفي ساعة متأخرة مساء الاحد قال المسؤولون الاوكرانيون والاوروبيون انهم ما زالوا يأملون التوصل الى تسوية في هذه الحرب الثالثة بشأن الغاز، بعد النزاعين السابقين في 2006 و2009 اللذين تسببا باضطراب الامدادات الى الاتحاد الاوروبي.
وفي بروكسل اعلنت المفوضية الاوروبية في بيان انها "مقتنعة" بانه لا يزال من الممكن التوصل الى اتفاق بين كييف وموسكو.
ودعا رئيس شركة روسنفت النفطية العملاقة ايغور ستشين الذي تستهدفه ايضا عقوبات اميركية مرتبطة بالازمة الاوكرانية، الاثنين الى وجوب تطبيق العقود في مجال الطاقة وان لا تصبح اداة لممارسة ضغوط سياسية، بدون ان يلمح مباشرة الى المفاوضات بشأن الغاز بين روسيا واوكرانيا.
وقد رفضت كييف زيادة في الاسعار قررتها موسكو بعد وصول قادة مؤيدين للغرب الى السلطة في نهاية شباط/فبراير على اثر عزل الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وبموجب هذه الزيادة ارتفعت اسعار الغاز الروسي من 268 الى 485 دولارا للالف متر مكعب، وهو السعر الاعلى في اوروبا، وقد اقترحت موسكو في اخر عرض قدمته اعتماد سعر 385 دولارا.
وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد ب"غطرسة" كييف التي "ترفض اي تسوية معقولة" ما يفسر بحسب قوله بتدخل "دولة ثالثة".
وبعد الامل بحدوث انفراج الذي تولد على اثر الاتصالات الاولى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو، عادت اللهجة الى التصعيد بين كييف وموسكو في عطلة نهاية الاسبوع.
وتوعد الرئيس الاوكراني الموالي للغرب ب"رد مناسب" على الانفصاليين بعد الهجوم الذي اسقط طائرة في لوغانسك (49 قتيلا)، الاكثر دموية بالنسبة للجيش الاوكراني منذ اطلاق عملية عسكرية في 13 نيسان/ابريل في الشرق الانفصالي الموالي لموسكو اسفرت عن سقوط اكثر من ثلاثمئة قتيل.
واعلن وزير الدفاع الاوكراني ميخائيلو كوفال الاحد ان فرض القانون العرفي في شرق البلاد الخاضع لسيطرة الانفصاليين "سيبحث" الاثنين اثناء اجتماع لمجلس الامن القومي والدفاع بدعوة من بوروشنكو.
وكان بوروشنكو عرض الاسبوع الماضي على فلاديمير بوتين خطته للسلام ما ولد الامل في حصول انفراج بعد هجوم لوغانسك الذي تبناه الانفصاليون الموالون لروسيا.
واكدت الولايات التمحدة مجددا الجمعة ان روسيا زودت الانفصاليين في شرق اوكرانيا بدبابات وقاذفات صواريخ ومعدات عبرت في الايام الاخيرة الحدود بين البلدين.
وياتي قرار غازبروم بعد نهاية اسبوع في غاية التوتر بسبب احداث السبت امام السفارة الروسية في اوكرانيا على هامش تظاهرة احتجاج على هجوم لوغانسك الدامي.
وما زاد في احتدام الوضع واثارة غضب موسكو بث شريط فيديو يظهر وزير الخارجية الاوكرانية يشتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذه الصور ظهر اندريي ديشتشيتسا الذي جاء لتهدئة الحشد وهو يقول للمتظاهرين انه مستعد للمطالبة مثلهم بان تنسحب روسيا من اوكرانيا وتفوه بعبارة "بوتين وغد حقير"، وهو شعار اطلقه مناصرون لكرة القدم قبل اسابيع عدة ليصبح منذ ذلك الحين شعارا شعبيا في اوكرانيا.
فاستنكر عدد من كبار المسؤولين الروس ذلك فيما دعا الرئيس الاوكراني الى اقالة ديشتشيتسا.
وقد انتزع احد المتظاهرين السبت العلم الروسي بينما قلب اخرون السيارات الدبلوماسية وقذفوا مبنى السفارة بالحجارة كما القيت عليه قنبلة حارقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر