لندن - وكالات
عندما نشرت صحيفة «صنداي تايمز» مؤخرا لائحة أكبر مائة ثري في بريطانيا، فوجئ البريطانيون بأن تسعة من أكبر عشرة أثرياء في اللائحة هم من الأجانب. كما ظهر أن أكبر تجمع لهؤلاء الأثرياء يقع في لندن، ومعظمهم يمتلك عقارات فاخرة في العاصمة. وبجولة سريعة على شركات العقار الكبرى في لندن، يتضح أن هؤلاء الأثرياء يتجمعون في مناطق مفضلة خاصة بهم، وأن هذه المناطق مقسمة وفق جنسيات أكثر المشترين فيها.
وتشمل خريطة لندن العقارية وفق تقسيمات شركات «نايت فرانك» و«سافيلز» و«بيتشام» أحياء يفضلها العرب من منطقة الخليج، وهي تتركز في منطقتي مايفير ونايتسبريدج، وإن كان هناك توجه جديد نحو مناطق ريفرسايد جنوب النهر، وريجنت بارك شمالي العاصمة. وفي أغلب المناطق لا يقل سعر العقار الواحد عن أربعة ملايين إسترليني (ستة ملايين دولار)، وإن كان يقل عن ذلك في بعض المناطق البعيدة عن المركز مثل ويمبلدون وريتشموند، حيث ينخفض متوسط سعر العقار عن المليوني جنيه إسترليني (ثلاثة ملايين دولار).
أبرز مناطق التجمع الاستثماري العقاري الأجنبي في أحياء لندن:
* مايفير: ويبلغ متوسط ثمن العقار الفاخر فيها 6.3 مليون جنيه إسترليني (9.5 مليون دولار). وهي منطقة مفضلة للعرب من منطقة الخليج بالإضافة إلى جنسيات أخرى تشمل الأثرياء الهنود. وهي منطقة تناسب المستثمر المقيم في بريطانيا ويعرفها من أقام في لندن لفترات طويلة. وهي من أشهر مناطق الاستثمار العقاري في العاصمة ومن أقدمها أيضا. ويقبل على هذه المنطقة كبار السن من الأثرياء التقليديين الذين يعرفون لندن من خلال هذا الحي. وتقول شركة «نايت فرانك» إن المشترين العرب يفضلون المواقع القريبة من شارع «بوند ستريت» حيث شوارع التسوق الراقية، وهم يدفعون أي مبلغ مطلوب للحصول على ما يرغبون في شرائه. أما الهنود، فهم يفضلون الشقق الواسعة في الطوابق العليا مع مصعد للوصول إليها وحراسة على المدخل.
* نايتسبريدج: يصل متوسط السعر في المنطقة إلى 4.8 مليون جنيه إسترليني (7.2 مليون دولار)، وتشتهر بإقبال العرب والروس عليها. وهي منطقة تقليدية في وسط لندن ويقع فيها محل «هارودز» الشهير الذي تملكه قطر، بالإضافة إلى العديد من المشروعات السوبر الفاخرة مثل «وان هايد بارك» و«بلغاري» وغيرهما. ويقول وكلاء شراء في المنطقة إن الروس يهتمون أساسا بمسائل الأمن، ولذلك لا بد من وجود حراسة دائمة على العقارات التي يختارونها. ومن المشروعات المفضلة لدى الروس مبنى اسمه «ذا نايتسبريدج» وهو قريب من «وان هايد بارك» ويتميز بالحراسة الدائمة على مدخله. أما العرب فهم يفضلون العقارات ذات المساحات الأفقية الواسعة وغرف الاستقبال المزدوجة والمكان المنفصل لطاقم الخدمة.
* بلغرافيا: متوسط سعر العقار الفاخر في هذه المنطقة يبلغ 4.8 مليون جنيه إسترليني (7.2 مليون دولار). وهي منطقة يفضلها مشترون من أميركا وإيطاليا وروسيا. وهي أيضا منطقة أرستقراطية مستقرة منذ عقود وتتميز بالعقارات التقليدية التي يفضلها الأميركيون. كما أنها توفر العديد من المطاعم الإيطالية الفاخرة، حيث يتحدث العاملون فيها اللغة الإيطالية ويفضلها الأثرياء الإيطاليون المقيمون في المنطقة. ويفضل المشترون في هذه المنطقة العقارات الواسعة ذات الأسقف العالية والنوافذ كبيرة الحجم المطلة على مساحات خضراء. وتذهب معظم المبيعات العقارية في المنطقة إلى شركات أجنبية (أوفشور) لا تعلن عن أصحابها الحقيقيين، وفقا لبيانات البيع من شركة «نايت فرانك». ولا يقيم أصحاب معظم عقارات هذه المنطقة في لندن طوال الوقت، كما أنهم لا يؤجرون عقاراتهم، ولذلك فهي تبقى شاغرة معظم فترات العام.
* كينسنغتون: ويبلغ متوسط سعر العقار الفاخر فيها 4.5 مليون جنيه إسترليني (6.7 مليون دولار). وهي منطقة تجذب إليها جنسيات متعددة أغلبها من فرنسا وروسيا والهند. وللفرنسيين ارتباط وثيق بالمنطقة نظرا لوجود المعهد الفرنسي فيها، وتبدو المقاهي المنتشرة في المنطقة كأنها اكتسبت الروح الفرنسية وكونت فيما بينها «باريس مصغرة». وهي تجذب إليها جنسيات لا تمانع المعيشة في جو فرنسي في قلب لندن.
* نوتنغ هيل: وهي منطقة تجذب الإيطاليين والفرنسيين والأميركيين، ويبلغ متوسط سعر العقار الفاخر فيها 4.1 مليون جنيه إسترليني (ستة ملايين دولار). وهي منطقة تشبه كينسنغتون إلى حد كبير ولكنها أكثر بوهيمية وأقل غلاء في أسعار العقار. وفي أعقاب ظهور فيلم يحمل الاسم نفسه، توافد على المنطقة العديد من الأثرياء الأميركيين للاستقرار فيها. وتقول شركة «سافيلز» إن المنطقة تعتبر أيضا ملجأ الإيطاليين في لندن، حيث نصف زبائن القطاع الفاخر من إيطاليا، كما تنتشر المطاعم والمقاهي الإيطالية في أرجاء الحي الذي يواجه الطرف الشمالي لحديقة «هايد بارك». ويلجأ بعض الإيطاليين إلى لندن هربا من الضرائب الباهظة في بلادهم.
* هامستيد وسان جونز وود: ويبلغ متوسط سعر العقار الفاخر في هامستيد نحو 4.1 مليون جنيه إسترليني (6.1 مليون دولار) بينما يقل قليلا في سان جونز وود إلى 3.9 مليون جنيه إسترليني (5.8 مليون دولار). ويسكن في المنطقتين المتجاورتين خليط من الأثرياء الأجانب يضم جنسيات روسية وإيرانية وعربية وفرنسية وتركية. وتتميز المنطقة التي تقع شمالي لندن بأنها تتيح مساحات أكبر من الأراضي والعقار بحيث يمكن اقتناء فيللات مستقلة ومعزولة، الأمر الذي يناسب بعض المشترين الذين يفضلون الخصوصية مثل العرب والروس. وتوفر هذه المناطق قيمة عقارية أفضل للمشتري بالمقارنة مع مناطق وسط لندن مثل نايتسبريدج. ويعتبر بعض وكلاء العقار في لندن أن المناطق الشمالية توفر أيضا إمكانات أفضل في نمو الأسعار عن المناطق الناضجة في وسط لندن التي يعتبرها البعض غالية أصلا. وتقع في المنطقة مدرسة أميركية قد تروق للبعض، وهي أيضا أقرب إلى مسجد لندن في ريجنت بارك من وسط العاصمة. ولا تعلق شركات العقار على هوية المشترين في هذه المنطقة لأنهم يفضلون السرية.
* ويمبلدون: متوسط السعر في المنطقة يبلغ نحو 2.1 مليون دولار (3.1 مليون دولار). وهي تجذب إليها مشترين من الهند وإيطاليا وإيران. وهي منطقة معيشية بها كلية جامعية وتقع جنوب غربي العاصمة. ويفضل الهنود والإيرانيون هذه المنطقة لأنها ليست باهظة مثل مناطق لندن الأخرى، ولأنهم يشترون العقار للإقامة فيه وليس كعقارات أخرى. ويفضل من يشتري في ويمبلدون المساحات الكبيرة والمطابخ الحديثة والقرب من الحدائق. وهناك عامل جذب استثماري آخر وهو تأجير العقارات خلال شهر يونيو (حزيران) من كل عام لنجوم التنس الذين يتنافسون في بطولة ويمبلدون المفتوحة سنويا. وتوفر هذه الإيجارات دخلا جيدا لأصحاب العقارات الفاخرة في المنطقة.
* ريتشموند: ويصل متوسط سعر العقار الفاخر فيها إلى 1.8 مليون جنيه إسترليني (2.7 مليون دولار) وهي تشتهر بسكانها الأثرياء الذين يأتون إليها من آيرلندا وأستراليا والصين. وهي منطقة لها عدة مزايا ظاهرة؛ منها حديقة ريتشموند الشاسعة التي تعتبر من كبرى حدائق غرب لندن، كما أن المنطقة قريبة من مطار هيثرو ويمر بها نهر التيمس الذي يعتبر من دواعي الحظ السعيد لدى الصينيين.
* ريفر سايد: وهي منطقة جديدة انضمت مؤخرا إلى قمة العقار اللندني بمشروعات جديدة تطل على النهر، وأسعار أرخص لا تزيد في المتوسط على 1.3 مليون جنيه إسترليني (1.9 مليون دولار). وهي منطقة جاذبة للمستثمرين أساسا خصوصا من روسيا والصين والإمارات. ويرى المستثمرون إمكانات هائلة للنمو في هذه المنطقة التي يتم تطويرها بسرعة وتنتقل إليها السفارة الأميركية في لندن في عام 2017.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر