أعرب الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة عن تطلع قطر لتحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي مع ألمانيا ، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين التي اتسمت دوما بالتعاون المشترك وهو ما انعكس على زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين.
وأضاف خلال الكلمة التي ألقاها في اللقاء الذي تم الخميس 29 كانون الثاني بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم الألمان من ولاية سكسونيا السفلى بحضور السيد شتيفان فايل، رئيس وزراء الولاية أن البلدين يربطهما العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تصب جميعها في توطيد العلاقات وإقامة شراكات اقتصادية وتجارية قوية حيث تعتبر ألمانيا الشريك التجاري الخامس لقطر من حيث الواردات، مشيرا إلى أن حجم التبادل بين البلدين بلغ 2.1 مليار دولار في عام 2013.
وأشار في كلمته إلى زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الي ألمانيا العام الماضي وقال انها شكلت فرصة لدعم وتطوير العلاقات بين البلدين، إضافة إلى إقامة المنتدى الاقتصادي القطري الألماني والذي عقد على هامش زيارته .
وأضاف أن المنتدى مثل مناسبة طيبة للتباحث والتفاكر والوقوف على رؤى وأفكار كل طرف، مؤكداً أن زيارة الوفد الحالية تعتبر إضافة إلى هذا المنتدى، وتفعيلا لنتائجه، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون وبناء قاعدة شراكة مستدامة في مختلف المجالات.
وأكد أن دولة قطر تعتبر أحد المراكز المتقدمة للاستثمارات الألمانية في المنطقة حيث يصل عدد الشركات الألمانية النشطة في قطر 27 شركة برأسمال مملوك للشركات الألمانية بنسبة مئة في المئة، فضلاً عن 112 شركة مختلطة حيث تعمل هذه الشركات في مجال تطوير السكك الحديدية والتجارة والمقاولات والخدمات والاتصالات والطرق والبنية التحتية والأجهزة والمعدات الطبية وغيرها.
ونوه بمساهمة قطر بقوة في الاقتصاد الألماني حيث تمتلك المؤسسات القطرية نسبًا مختلفة من أسهم شركات ألمانية كبرى من بينها شركة فولكس فاجن وسيمنس، إلى جانب العديد من المشروعات والعمليات التشغيلية بالإضافة إلى المحافظ الاستثمارية في المجال العقاري واتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال، مضيفا أن هذه كلها مؤشرات حول مستقبل وحجم التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وما يمثله من قاعدة يمكن الانطلاق منها إلى مساحات أرحب من التعاون المشترك بين القطاع الخاص ورجال الأعمال في البلدين.
وقال خلال كلمته باللقاء إن قطر تسير بخطى واثقة نحو بناء قاعدة اقتصادية قوية من خلال سياسة تنويع مدروسة وقد تمكنت خلال فترة وجيزة من تحقيق الكثير من الإنجازات على هذا الصعيد.
وأضاف أن القطاع غير النفطي واصل تحفيز الاقتصاد القطري وفاقت حصته من الناتج المحلي نحو 50.7% خلال الربع الثالث من 2014 حيث حقق نموا متواصلا، متوقعا استمرار النمو في هذا القطاع خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن قطر تمضي بثبات في تعزيز دور القطاع الخاص في الأنشطة المختلفة ورفع مستوى المهارات والتكنولوجيا لديه، لذا فهي تعول على مثل هذه الزيارات واللقاءات لفتح آفاق ومجالات التعاون بما يخدم المصالح ويحقق الأهداف المشتركة لرجال الأعمال والشركات في البلدين.
وأكد أن دولة قطر تتطلع إلى تعاون أوثق مع ألمانيا والعمل على استثمارات طويلة الأجل وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وبناء شراكات مستدامة، متمنيا أن تكون هذه الزيارة من قبل رجال الأعمال الألمان فرصة للتباحث مع نظرائهم القطريين للمزيد من التعاون والشراكات بين الجانبين.
وكان قد التقى في وقت سابق من الخميس 29 كانون الثاني السيد شتيفان فايل رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى بجمهورية ألمانيا الاتحادية حيث جرى بحث العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية كما جرى تبادل الآراء ووجهات النظر في عدد من الموضوعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
من جهته، قال السيد شتيفان فايل، رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى الألمانية خلال كلمته باللقاء أن هدف زيارته هو ترسيخ العلاقات الاقتصادية بين قطر وألمانيا وخاصة ولاية سكسونيا السفلى والبدء في علاقات جديدة، مضيفا أن هناك العديد من فرص التعاون بين الجانبين من الممكن الاستثمار بها خاصة في قطاعات مثل الطاقة والمياه.
وأشار إلى أن منتج بلاده يتمتع بالسمعة الطيبة في أنحاء العالم لاستخدام أحدث التكنولوجيا وهو ما يمكن من فتح مزيد من آفاق التعاون بين الجانبين.
وأفاد فايل بأن الوفد المرافق له يمثل نحو 40 مؤسسة تعمل في ولاية سكسونيا السفلي والتي تعتبر ثاني أكبر ولاية ألمانية ويصل عدد سكانها إلى 8 ملايين نسمة لتكون رابع أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان.
وأضاف أن ولاية سكسونيا تقع في قلب ألمانيا وأوروبا لذا فهي تعتبر مركزا مهما جدا فيما يتعلق بالنقل والمواصلات وتتخذ العديد من الشركات الألمانية مقرا لها في الولاية نظرا لأهميتها من أبرزها شركة فولكس فاجن الألمانية للسيارات، مضيفا أن استثمارات قطر في هذه الشركة تعد دليلا قويا على نجاح التعاون بين ولايته وقطر.
ونوه بأنه بجانب الشركات الكبرى فإن هناك أهمية كبيرة للمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم حيث تعد عماد الاقتصاد وتشكل فرصا للتعاون المشترك مع رجال الأعمال في قطر، وتكون الوفد المرافق لرئيس وزراء ولاية سكسونيا نحو 40 شركة متخصصة تعمل في مجالات مختلفة شملت المواد الغذائية - والهندسة الميكانيكية والهيدروليكية والنفط والتجارة ومعدات وأدوات وماكينات الحفر الخاصة بالتعدين وإنتاج الزجاج والتسويق والاستشارات والزراعة والثروة الحيوانية والأدوات الطبية وبرامج تكنولوجيا المعلومات ونظام تحليل المياه وتكنولوجيا البيئة والتعليم والتدريب وغيرها من المجالات.
.ومن جانبه قال الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة بأن قطر تعمل على تنفيذ مشروعات كبيرة لتطوير البنية التحتية وتحضيراً لمونديال 2022 منها مشاريع تطوير شبكة الطرق والمواصلات ومشاريع بناء وتطوير ملاعب رياضية ومشروع الريل وميناء الدوحة الجديد والمطار الجديد وغيرها، مؤكدا أن هذا المشاريع تمثل فرصة لمجتمع الأعمال من ولاية سكسونيا للمشاركة في تلك المشاريع للاستفادة من خبراتهم الكبيرة في تلك المجالات . كما أعرب عن ترحيبه بتعزيز علاقات التعاون بين أصحاب الأعمال من البلدين في مجالات السياحة والرعاية الصحية والطاقة البديلة والخدمات المالية التي تتميز بها ولاية سكسونيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر