الرباط-المغرب اليوم
تعرف الاستثمارات المغربية في القارة الأفريقية نموًا مضطردًا خلال الأعوام الماضية، خصوصًا بعد الانفتاح المغربي على دول أفريقيا جنوب الصحراء، حيث استحوذت على 85 في المائة من مجموع الاستثمارات المغربية الموجهة للقارة السمراء.
وبينت معطيات وزارة "المالية"، في تقريرها الصادر حديثًا عن العلاقات الاقتصادية بين المغرب والدول الأفريقية، أن القارة الأفريقية هيمنت على 51 في المائة من الاستثمارات المغربية الموجهة نحو الخارج، والموزعة على 14 دولة أفريقية بينها 8 دولة أفريقية ناطقة بالفرنسية.
وأوضحت أن مالي تبقى البلد الأفريقي الأكثر استفادة من الاستثمارات المغربية بحيازتها على 15 في المائة من مجموع الاستثمارات المغربية، تليها الكوت ديفوار بنسبة 9 في المائة، في حين احتلت بوركينا فاسو المرتبة الثالثة بـ 8 في المائة، بينما وجه المغرب 9 في المائة من استثماراته نحو دول شمالي أفريقيا.
والملاحظ من خلال تتبع مسار تطور الاستثمارات الأجنبية المغربية في القارة الأفريقية، أن أهم الاستثمارات الأجنبية المغربية تمت في الأعوام 2006، و2009، و2010 خصوصاً في بوركينا فاسو ومالي، واهتمت هذه الاستثمارات بقطاع الاتصالات.
وقدم تقرير وزارة "المالية" تقسيم الاستثمارات المغربية في أفريقيا حسب القطاعات الاقتصادية، وأبرز أن قطاعي البنوك والاتصالات هما أكثر من قاما بالاستثمار في القارة الأفريقية، فخلال الفترة الممتدة بين 2007 و2012 بلغت حصة استثمارات البنوك المغربية من مجموع الاستثمارات المغربية في آفريقيا حوالي 51 في المائة، متبوعة بقطاع الاتصالات بنسبة 32 في المائة، ثم المجموعات المالية بنسبة 7 في المائة.
وأورد أن المغرب حاضر في القطاع البنكي لتسع دول أفريقية بفضل الاستثمارات التي قامت بها أكبر ثلاث مؤسسات بنكية مغربية، ويتعلق الأمر بكل من البنك الشعبي، والتجاري وفابنك، والبنك المغربي للتجارة الخارجية، أما في قطاع الاتصالات فقد تمكنت اتصالات المغرب من دخول ست دول أفريقية.
وتحدث عن الاستثمارات التي قام بها الهولدينغ الملكي "أونا" في دول أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك عبر شركة "أوتورغ" العاملة في مجال توزيع التجهيزات الثقيلة، بالإضافة إلى شركة مناجم التي تمكنت من اكتشاف العديد من المناطق الغنية بالمعادن في القارة الأفريقية، وتتوفر مناجم على شركة في الغابون لإعادة تأهيل منجم هناك.
وتحضر المملكة في القارة الأفريقية عبر الاستثمار في قطاع العقار، وكانت المجموعة المالية "إينا هولدينغ" لصاحبها ميلود الشعبي سباقة للتوجه نحو الدول الأفريقية منذ العام 2005 عبر التوقيع على اتفاقية مع الدولة لإنشاء 500 سكن متوسط السعر في غينيا الاستوائية، ليأتي الدور بعد ذلك على مجموعة الضحى العقارية.
ونجح المغرب في الحصول على صفقات في قطاع الصيدلة عبر التوقيع على اتفاقية مع الكوت الديفوار وشركة "كوبر فارما" المغربية، تقضي بإنشاء وحدة مشتركة لإنتاج الأدوية، بالإضافة إلى الصفقة التي حصل عليها المكتب الوطني للكهرباء في السينغال، والهادفة إلى ربط العديد من المدن السنغالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر