أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية إن دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اعتمدت عام 2011 استراتيجية طموحة طويلة المدى للتنمية المستدامة في دولة قطر .
وقال سعادته في الكلمة التي ألقاها اليوم أمام قمة نيودلهي للتنمية المستدامة 2015 إن القيادة القطرية ملتزمة بالعمل الجدي مع الحكومات الأخرى لبناء إجماع دولي حول أهداف التنمية المستدامة وسياسات التغير المناخي .
وقد نبه سعادته في كلمته إلى أن الاقتصاد العالمي يمر بنمو غير مسبوق، مشيرا إلى انه ورغم ان النمو الاقتصادي قد أخرج الملايين من دائرة الفقر إلا ان النموذج الحالي مزدوجا مع الزيادة السكانية السريعة في بعض المناطق من العالم، أدى إلى زيادة الضغوطات على موارد الأرض المحدودة .
وقال في هذا الصدد "لا توجد كلمات أفضل لتشخيص هذه المسألة الخطيرة غير هذه الكلمات الحكيمة للزعيم الهندي الكبير موهاندس مهاتما غاندي الذي قال (يوجد في الأرض ما يكفي حاجة كل واحد، وليس ما يكفي جشع كل واحد) ".
ونوه سعادة رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في سياق ذي صلة إلى أنه بالفعل يوجد في الأرض موارد تكفي لتلبية الاحتياجات في الوقت الراهن دون المساس بقدرات حصول الأجيال القادمة على حاجاتها، لكنه شدد على ضرورة توخي الجميع الحذر في كيفية استخدام هذه الموارد، داعيا إلى التعاون للقيام بتغيرات أساسية في كيفية الإنتاج وكيفية الاستهلاك .
ومضى قائلا "في حالة ما إذا استمرت مجتمعاتنا على طريق الجشع فإن الضغوط المتنامية على مواردنا المحدودة ستؤدي إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتتسبب في اضرار على البيئة.
وأشار إلى أن المجتمعين سيتقاسمون خلال هذه القمة اهتماما مشتركا يتعلق بتأثير الاستخدام غير المستدام للموارد على التغير المناخي فضلا عن تقاسمهم مسؤولية مشتركة تجاه رفاهية الأجيال القادمة لمعالجة هذه المشاغل على المستوى الوطني.
وأوضح أن القمة ولحسن الحظ تجمع بعضا من أعظم العقول والقادة الملتزمين بمختلف القطاعات الاقتصادية والمؤسسات العلمية والمجتمع المدني في محاولة لتسهيل تبادل المعرفة والأفكار حول هذه القضايا الملحة.. مشددا على أهمية الاستفادة من هذه الفرصة والعمل معا لتطوير سياسات تكون لها نتائج إيجابية في هذا الصدد"، وقال سعادته "ولنتعهد هنا من أجل المضي قدما وبناء عملنا على مبادئ وسياسات الاتفاقات السابقة مثل إعلان جوهانسبرغ للتنمية المستدامة والإطار العشري لبرنامج الإنتاج والاستهلاك المستدامين الذي تم تبنيه في ندوة (ريو + 20 )".
وأضاف أن الوقت قد حان للعبور من الاجماع العالمي حول مسائل التغير المناخي والتنمية المستدامة إلى حلول أكثر عملية .
وتابع سعادته "باعتباري الرئيس السابق لمؤتمر الدوحة الـ 18 حول التغير المناخي، فأنا أدرك التحديات التي تنتظرنا، ونحن نعمل من أجل الوصول إلى إجماع حول رؤية مشتركة لمعالجة التغير المناخي .
ونبه إلى أن هذا الإجماع يتطلب من المجتمعين العمل بجد من أجل تقليص الفجوة الموجودة بين الرؤى العامة والمشتركة حول قضايا التنمية المستدامة والتغير المناخي.
وأعرب سعادته عن تفاؤله بإمكانية أن تحرز القمة تقدما جيدا والاتفاق كذلك على مجموعة من الاقتراحات لطرحها على مؤتمر الأطراف 21 في باريس.
وكان سعادته قد استهل كلمته بالإعراب عن سروره بمشاركته في هذه القمة التي تعقد بمدينة نيودلهي التاريخية في مناخ ترحيبي حار، مؤكدا أنه لشرف شخصي له ان يكون ضمن هذه المجموعة المميزة من الشخصيات التي تقود الحملة من أجل التنمية المستدامة وتشكيل الطريق بالتغير المناخي العالمي .
كما عبر عن خالص تقديره لكل من عمل من أجل تنظيم هذا الحدث المهم الخاص بالتنمية المستدامة، وخص بالذكر الدكتور بتشاوري، المدير العام لمعهد مصادر الطاقة. وقال "إننا قد تشرفنا بالكلمة التي ألقاها في الدوحة قبل بضع سنوات وأقدر كثيرا دعوته لي للمشاركة في هذه القمة".
حضر المؤتمر سعادة السيد أحمد إبراهيم العبدالله سفير دولة قطر لدى جمهورية الهند وأعضاء الوفد المرافق لسعادة رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر