اختتمت هنا اليوم أعمال "ملتقى استثمر في قطر 2015"، الذي عقدته "منظمة الخليج للاستشارات الصناعية" (جويك) بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة وشركة المناطق الاقتصادية "مناطق"على مدى يومين .
وقد استكمل الملتقى أعماله اليوم بعقد ورشة العمل الأولى حول" المشاركة الفعالة للمرأة في الاستثمارات ضرورة للتنمية الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي" والتي عقدت بالتنسيق مع اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي وشارك فيها العديد من رجال وسيدات الاعمال.
وناقشت الورشة عددا من الأوراق منها ،" تمكين دور المرأة في الصناعة" و"دور المرأة القطرية في الصناعة" وسبل تفعيل دور المرأة الخليجـية بالصناعة لتعظيم الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة ومواكبة الدعم الحكومي المتواصل لتحسـين البيئة الاستثمارية.
وتناول المجتمعون عدة محاور رئيسية كان في طليعتها القطاعات الصناعية التي تساهم بها المرأة والتي تركزت في الصناعات المعرفية التي تستخدم التكنولوجيا العالية والتي باتت تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في تحسين نوعية المنتجات وتطوير عمليات الإنتاج، وبالتالي زيادة القيمة المضافة، ومن تلك الصناعات صناعات الأدوية ومواد التجميل والمصوغات الذهبية وصناعة الأثاث والديكور والملابس والصناعات الجلدية. وتمت الإشارة إلى ضرورة إدراج مفهوم ريادة الأعمال ضمن المناهج الدراسية.
وفي ختام الورشة اقترحت عدة فرص عمل تناسب السيدات ، وهي مشروع إنشاء مصنع جلود ومستلزمات نسائية جلدية ومصنع ملابس نسائية مع شراكات أجنبية، وتقدمت "جويك" باقتراح فرصتين استثماريتين ،هما: مشروع معقم اليدين المضاد للجراثيم ومشروع الحجر الاصطناعي الكوارتزي.
كما عقدت ورشة العمل الثانية حول "الصناعات الدوائية في قطر"، مستهدفة التعرف على حجم سوق المنتجات الدوائية في دولة قطر ومنظومة دول مجلس التعاون، ومعرفة الاتجاهات العالمية في قطاع الصناعات الدوائية والتغيرات التي طرأت على النمو الكبير للأدوية الجنيسة بعد انقضاء فترات براءات الاختراع الخاصة بالأدوية المبتكرة للشركات العالمية الكبرى في صناعة الأدوية بحلول عام 2014.
وأكدت الورشة أهمية البحث والتطوير بالنسبة لصناعات المنتجات الدوائية مما يتطلب دعم هذا النشاط داخل الشركات الصناعية وتطوير وتنمية المراكز البحثية.
وتوقف الحضور عند تجربة شركة "قطر فارما" للمستلزمات الطبية أول شركة صناعية للمنتجات الدوائية في دولة قطر لإنتاج أكياس المحاليل الطبية وفلاتر غسيل الكلى وخيوط العمليات الجراحية وأكياس الدم.
وبإنشائها أول مصنع للأدوية، تمارس دولة قطر سياسة حكيمة في التوجه نحو الاستثمار في قطاع الصناعات الدوائية. وقد تساهم الجامعات ومراكز البحوث عمليا في هذا التوجه كما فعلت جامعة قطر وجامعة وايل كورنيل باتفاقهما بتوفير وامتلاك الأجهزة والمختبرات الحديثة والتقنية المتطورة.
وتحرص الحكومة القطرية على الاهتمام بالصناعات الابتكارية وإعطائها الاولوية كأسلوب استراتيجي لتنويع القاعدة الإنتاجية في البلاد، كما تسود دولة قطر ثقافة نهضوية تجاه الاقتصاد المعرفي من خلال تشجيعها للشركات الأجنبية والاستثمار الأجنبي المباشر للتعاون مع القطاع الحكومي والخاص لبلوغ الأهداف التي تبنتها رؤية قطر 2030.
أما ورشة "صناعة البتروكيماويات في قطر" فناقشت ثلاثة محاور رئيسية هي واقع الصناعات البتروكيماوية في دولة قطر وبناء قدرتها التنافسية، حيث تم التأكيد على أن الصناعات البتروكيماوية في قطر باتت تساهم بشكل متزايد في تطور قطاع الصناعة، وركزت على سلسلتين هما: الاثينيل والميثانول، وهناك مشاريع وفرص مقترحة مثل تصنيع زيوت التشحيم الصناعية وتصنيع الأنابيب والأوعية البلاستيكية وتصنيع حمض الخليك.
وقد أبدى المشاركون اهتماماً بالفرص الاستثمارية المتاحة في مجال الصناعات البتروكيماوية، خاصة أن هناك صناعات واعدة في دولة قطر في هذا المجال لم يتم استغلالها.
كما استعرضت الورشة مستقبل صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً مع التطورات في الاهتمام العالمي بمنتجات النفط والغاز، حيث إن هناك آفاقا جديدة لبعض المشاريع المستقبلية.
وقد تم عرض فرصتين استثماريتين يمكن اقامتهما في دولة قطر، هما: صناعة مشروع أنابيب متموجة من البولي ايثيلين عالي الكثافة والتي تستخدم في أنظمة الصرف الصحي. وطرحت مميزات هذا المشروع من حيث انخفاض التكلفة وسهولة التركيب وارتفاع مقاومتها للعوامل الجوية وارتفاع صلابتها مقارنة بالأنابيب الاخرى والسرعة في إنتاجها وتوفير المواد الخام بنسبة 60 بالمائة .
ويتم الإنتاج باستخدام البولي إيثيلين كمادة خام مخلوطة مع بعض المواد الكيميائية الاخرى. ولا يوجد اي مصنع لهذه المنتجات في قطر مع زيادة الطلب على الانابيب في منطقة الخليج، وتبلغ تكلفة الاستثمار حوالي 57 مليون ريال ويبلغ معدل العائد على الاستثمار حوالي 26 بالمائة وبفترة استرداد حوالي 4 سنوات.
كما عرضت فرصة استثمارية في مشروع ألواح العزل الحراري المصنوعة من مادة بولي يورثان والتي يمكن استخدامها إما بشكل مباشر أو بجمعها مع مواد أخرى واستخدامها للعزل الحراري وللأسقف والأرضيات، ويتميز هذا المنتج بسهولة التشكيل والكفاءة العالية في العزل.
ودارت الورشة الرابعة في "ملتقى استثمر في قطر 2015" حول صناعة إدارة النفايات وإعادة التدوير – الاستثمار في بيئة نظيفة، حيث تناول المشاركون فيها أهمية معالجة المخلفات، ولفتوا إلى أن البلدية هي المسؤولة عن ذلك مباشرة أو عبر الشركات الخاصة التي توكل إليها المهمة وفق المناقصات السنوية التي تجري.
وتوقف المشاركون عند التحديات التي تواجه إدارة النفايات في قطر، خصوصاً مع التوسع السكاني والصناعي في ظل ارتفاع عالمي لكمية النفايات، حيث يتوقع أن تكون التكلفة في العام 2025 نحو 220 بليون دولار، وهناك نحو 12 مليون طن من النفايات في دولة قطر، وتشكل المنزلية منها نسبة 8 بالمائة .
وقد تخلل اليوم الثاني من الملتقى مجموعة من اللقاءات الثنائية نظمتها "جويك" بين موردي التقنية وبين المستثمرين الراغبين في تنفيذ هذه الفرص الاستثمارية، مع مناقشة أهمية المناولة الصناعية في التنمية الصناعية، ومناقشة دور المناطق الاقتصادية في تطوير سلاسل الإمداد بالصناعات التحويلية وجذب الاستثمارات الخارجية، وعرض وسائل الحد من مشكلة التلوث البيئي الناتج عن الصناعات التحويلية، والاستفادة من برامج تدوير النفايات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر