رفح - يسري محمد
ظهرت بضائع فلسطينية ومنتجات إسرائيلية في أسواق مدن سيناء الشمالية، القريبة من الحدود، وانتشرت هذه البضائع بعدما تم تهريبها من قطاع غزة عبر الأنفاق، مما أدى إلى حدةث انتعاشة في الأسواق التجارية بالعريش ورفح والشيخ زويد.
واستغل تجار الأنفاق الوضع الأمني في مصر حاليا، وقاموا بتهريب المنتجات الإسرائيلية والفلسطينية إلى الأسواق المصرية، حيث تباع علنا في الأسواق، بفضل انخفاض أسعارها عن مثيلاتها الموجودة في مصر، خاصة منتجات الأغطية والجلود والعجول والملابس والمنظفات الصناعية والشامبو .
ويقول سكان رفح من المترددين على سوق المدينة التجاري الواقع في حي الصفا، إن السوق اكتظ بالتجار الفلسطينيين من الرجال والنساء القادمين إلى رفح المصرية إما عن طريق المعبر بصورة شرعية، أو ممن تسللوا إلى الأراضي المصرية عبر الأنفاق المنتشرة على الشريط الحدودي بين مصر والقطاع.
وتقول أم أميرة، من سكان رفح: "اشتريت اليوم 2 بدلة رياضية لابنيّ أحمد ومحمد بسعر جيد من أم إياد الفلسطينية، وهي تقل بكثير عن الأسعار المصرية"، فيما قال الشيخ علي أبو ساطي، موظف، إنه "اشترى جاكت أطفال من باعة الملابس المستعملةالفلسطينيين، لطفله البالغ من العمر 10 سنوات بخمسين جنيها فقط على الرغم من جودته العالية".
وتلقى المنتجات التي يبيعها الفلسطينيون إقبالا بين سكان رفح المصرية، وانتشرت هذه البضائع بشكل ملحوظ في سوقي السبت والأربعاء في رفح، وسوق الثلاثاء في الشيخ زويد، وسوق الاثنين في قرية الجورة، كما توجد بضائع أخرى في بعض الأسواق العشوائية التي انتشرت في مدينة رفح، خاصة أمام مجلس مدينة رفح، بالإضافة إلى مرور بعض الفلسطينيات على المنازل في رفح لبيع هذه المنتجات .
ومن أهم البضائع الفلسطينية التي تباع في أسواق رفح، الحمضيات مثل "الكلميتا" المهجنة، ومنتجات الألبان خاصة زبادي "الشيمينت"، وتوجد في أسواق "الماسورة" في رفح، وكانت تباع الواحدة بسعر 3 جنيهات، إضافة إلى الملابس النسائية وملابس الأطفال، والكاكاو المعبأ، وأكياس المناديل الورقية التي تباع بالكيلو، ويصل سعر الكيلو إلى 10 جنيهات، والمكسرات مثل البندق، أما الشيكولاته السائلة فتأتي بالطلب وتباع في محلات بالعريش .
كما تنتشر أيضا المفارش الفلسطينية، ويباع المفرش بسعر 30جنيها، كما يتم تهريب الشامبو والصابون "هاواي"، ويتبادله مواطنو رفح كنوع من أنواع الهدايا، وانتشرت أيضا المنظفات الصناعية والزعتر والقهوة.
وقال أبو أحمد، وهو تاجر فلسطيني من الشجاعية إن بضاعته تلقى رواجا بين زبائنه المصريين، وهو يبيع الملابس المستعملة داخل أسواق مدينة رفح .
وبعدما كانت الأنفاق الحدودية المنتشرة في منطقة الشريط الحدودي بين مصر والقطاع مصدرا لتوريد احتياجات أهالي غزة في ظل الحصار الإسرائيلي، عمد بعض أصحاب الأنفاق منذ فترة قصيرة إلى استعمالها لتصدير بعض أنواع البضائع التي تباع داخل غزة إلى مصر.
وقالت أم مروة، وهي موظفة في رفح، إن التاجرات الفلسطينيات يتواجدن في السوق ومعهن كل شيء، حتى الأحذية والأغطية ومنها الجديد والقديم، "وكل بسعره حسب ظروف الزبون".
وتنتشر أيضا في أسواق رفح البطاطين خاصة نوع "ماجك"، التي تزن 6 كيلو غرامات، ويتراوح سعرها بين 330 و650 جنيها مصريا، وبطاطين "ادفي"، وهي سعودية الأصل، ويتردد أنه تم إدخالها إلى قطاع غزة كمعونات، ثم تم تهريبها إلى مصر لتباع في أسواق رفح، وتباع بأسعار تبدأ من 450 إلى 500 جنيه.
وفقدت الواردات من مصر التي تدخل سرا بأسعار باهظة جاذبيتها نتيجة توافر سلع أرخص من خلال المعابر الحدودية الإسرائيلية، وتوقف أنشطة عدد كبير من المهربين وإغلاق معظم الأنفاق أو توقف استخدامها.
لكن عددا قليلا من تجار الأنفاق تكيف مع الوضع وحوّل نشاطه للتصدير عبر الأنفاق لمصر، وهي السوق الوحيدة أمام غزة التي كانت في حاجة ماسة للسلع الأساسية في فترة سابقة.
ويقول مسؤول محلي في مدينة رفح، إن التجار الفلسطينيين أنعشوا حركة التجارة بالمدينة بعد تراجعها بشكل ملحوظ ، وإن أهالي رفح والمدن المجاورة يقبلون بشكل كبير على شرائها، مؤكدا أنها لا تؤثر على التجار المتواجدين بالمدينة .
ويبلغ عدد سكان رفح المصرية نحو 50 ألف نسمة، ولا يفصلها عن رفح الفلسطينية سوى جدار صغير .
وتنتشر أنفاق التهريب، والتي يقدر عددها بأكثر من ألفي نفق على طول الشريط الحدودي بين غزة ومصر، وهي عبارة عن ممرات سرية تحت الأرض على خط الحدود، وتحفر على انخفاضاتٍ كبيرة قد تصل إلى 35 متر وقد يصل طولها في بعض الأحيان إلى 1300 متر وعرضها لمترين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر