مديرية الضرائب المغربية تفتح تحقيقاً حول إستفادة شركات كبرى من الإعفاءات الضريبية باستعمال طرق تدليسية
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

مديرية الضرائب المغربية تفتح تحقيقاً حول إستفادة شركات كبرى من الإعفاءات الضريبية باستعمال طرق تدليسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مديرية الضرائب المغربية تفتح تحقيقاً حول إستفادة شركات كبرى من الإعفاءات الضريبية باستعمال طرق تدليسية

وزارة الاقتصاد المغربية
الرباط - المغرب اليوم

علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن المديرية العامة لإدارة الضرائب، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، فتحت تحقيقا حول استفادة شركات كبرى من الإعفاءات الضريبية باستعمال طرق تدليسية، وخاصة الشركات العقارية. وأكدت المصادر أن إدارة الضرائب ستقوم بحملة تفتيش واسعة النطاق ستشمل مختلف المصالح المركزية والجهوية التابعة لها، وكذلك القيام بمراجعة التصريحات الضريبية التي أدلت بها شركات العقار.

اتفاقات وتنازلات

كشف تقرير للمجلس الأعلى للحسابات وجود اختلالات خطيرة تشوب مراقبة الأرباح العقارية من طرف المديرية العامة للضرائب، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، حيث يصرح المنعشون العقاريون بأرباح غير حقيقية، واستعمال «النوار» في عمليات بيع وشراء العقارات، ما يكبد خزينة الدولة خسائر جسيمة بالملايير.وأوصى المجلس بضرورة مراجعة طرق مراقبة الإقرارات بالأرباح العقارية، وأوضح أن مكتب المراقبة، التابع لمديريات الضرائب، يركز تدخله على مراقبة الإقرار التلقائي بالأرباح العقارية بالاعتماد أساسا على مراقبة عقود تفويت الملكية.

وحسب التقرير، فإن مراقبة الإقرارات بالأرباح العقارية تتميز باقتران المراقبة «باتفاقات وتنازلات» بدون ضوابط، مؤكدا أن مسطرة التصحيح التي تقوم بها المديرية المحلية للضرائب يفترض أن تفضي إلى تحرير جداول أو قوائم الإيرادات أو إلى إصدار أوامر الاستخلاص لتحصيل الواجبات الإضافية بصورة تلقائية، غير أن واقع الأمر يشير إلى غير ذلك، حيث إن معظم التصحيحات تنتهي باتفاقات تختلف في مجمل جوانبها عن الأسس التي انطلق منها التصحيح.

وأكد التقرير أن هذا الأمر ينطبق على العمل الذي يقوم به مكتب المراقبة سالف الذكر، بالإضافة إلى عيوب أخرى تخص التصحيحات التي يقوم بها هذا المكتب، وذكر التقرير أهمها، حيث يتم اتخاذ القرارات بصورة فردية وليس في إطار هيئات أو لجان، وتتم التصحيحات بطريقة جزافية لا تحكمها ضوابط موضوعية، حيث تنطلق من فرضية أن الخاضع للضريبة يقر بثمن أقل من الحقيقة وبنفقات استثمار مبالغ فيها، فتكون النتيجة خلال التصحيح رفع الأثمان وتخفيض نفقات الاستثمار بصورة تلقائية، مما يفضي إلى «التفاوض» والتراجع عن الأسس المصححة في جل الحالات. وكشف التقرير أنه لا يتم الالتزام بأي إجراءات شكلية، بحيث لا يتم تحرير مذكرات توضيحية ولا محاضر ولا صياغة قرارات مكتوبة ومعللة.

وأفاد التقرير بأن المديريات الجهوية والإقليمية تقوم بتصحيح الضرائب إذا لاحظت ما يستوجب القيام بذلك عقب القيام بمراقبة المحاسبة أو الوضعية العامة للملزم، ويتعلق الأمر باتفاقيات تبرم مع المهنيين بعد المراقبة الضريبية أو بعد مراقبة أثمان التفويتات، ويفترض أن تكون أسباب التصحيح المزمع القيام به وكذا طبيعته وتفاصيل مبلغه مؤسسة ومثبتة من قبل المديريات. كما يفترض أن تفضي مسطرة التصحيح إلى تحرير جداول أو قوائم الإيرادات أو أوامر الاستخلاص لتحصيل الواجبات الإضافية بصورة تلقائية، غير أن واقع الأمر يشير إلى غير ذلك، فمعظم التصحيحات تنتهي باتفاقات متباعدة عن الغايات والأسس التي انطلق منها التصحيح.

استثناء أصبح قاعدة

لاحظ قضاة المجلس الأعلى للحسابات أن الاتفاقات أصبحت تشكل الأصل، رغم أنها ذات طبيعة استثنائية، كما أن هذه الاتفاقات تفضي إلى التنازل عن مبالغ مهمة. وأكد التقرير أن هذه التخفيضات ينبغي أن تكتسي غالبا طابعا استثنائيا بحكم مبالغها الكبيرة، وأبرز أن إدارة الضرائب تتمتع بسلطة تقديرية واسعة أثناء إبرام هذه الاتفاقات، وفي بعض الأحيان لا تلتزم بالمساطر الداخلية التي تؤطر هذه الاتفاقات، كما أن هذه الاتفاقات تبرم أحيانا على مستويات إدارية مختلفة ومن لدن أفراد بدلا عن هيئات يفترض أن تؤسس لهذا الغرض وذلك من أجل ضمان قرارات صائبة وجماعية.

وبعد افتحاص ملفات من الاتفاقات التي أبرمتها مصالح المراجعة الضريبية ببعض المديريات، سجل تقرير المجلس وجود نقائص تشوب إبرام الاتفاقات، مشيرا إلى أن المساطر المتبعة من أجل إبرام الاتفاقات تتعلق، على وجه الخصوص، بتلك المبرمة عقب القيام بمراقبة للمحاسبة أو للوضعية العامة للملزم. ورصد قضاة المجلس، بخصوص الاتفاقات، أنه لا يتم إقرارها مع الملزمين وفق معايير محددة كما تنص على ذلك المقتضيات القانونية، حيث لا تتم الإشارة إلى المراجع وأسباب الاتفاق، كما أن التخلي عن مبالغ الزيادات الضريبية لا يتم تعليله بوقائع موضوعية. ويتم، على إثر ذلك، تمتيع الملزم بالتخلي عن أداء هذه المبالغ بصورة تلقائية بعد حصر مبلغ الاتفاق.

وسجل تقرير المجلس أيضا، بشأن الحفظ، عدم تخصيص ملفات لهذه الاتفاقات، بل تتم فقط إضافتها إلى ملفات المراقبة الضريبية، وفي بعض الأحيان يتم الاحتفاظ بها في مكتب رئيس المصلحة. كما أن الملفات المتعلقة بالمراقبة الضريبية لا تتضمن نسخة من الاتفاق المبرم مع الملزم. ولوحظ كذلك أن الإدارة الضريبية لا تحترم المساطر المتبعة في ما يخص الحصول على إقرار من طرف الملزم بالتخلي عن حقوقه في متابعة النزاع، وكذا الحصول على إبراء للذمة أو رسالة مضمونة من أجل تبليغ الاتفاق إلى الملزم. كما لوحظ غياب الوثائق المثبتة لهذه العمليات في كثير من الملفات، كما أن المصالح المختصة لا تتوفر على قاعدة للبيانات تتضمن مجموع الاتفاقات ومراحلها المختلفة، وكذا طرق تتبع التحصيل الذي يعتبر شرطا ملغيا للاتفاق إذا لم يتم احترامه.

وتطرق تقرير المجلس إلى الجمع بين مهام متنافية من طرف المسؤول عن مكتب مراقبة التفويتات العقارية، وأوضح أن مهام المسؤول عن مكتب مراقبة التفويتات العقارية التابع لمديريات الضرائب، تتمثل في مراقبة الإقرارات الناقصة أو غير المودعة وتصحيح أساس الضريبة وتصفية المبالغ المطابقة لها، بالإضافة إلى هذا، يقوم المسؤول المذكور بالجمع بين مهام متنافية بالنظر إلى معايير نظام المراقبة الداخلية وتتمثل في إعداد الأوامر بالاستخلاص وتدبير ملفات المنازعات الإدارية والقضائية وإبرام اتفاقات مع الملزمين قد تفضي إلى تخفيض جزافي في حدود 30 بالمائة.وبهذا الخصوص، يوصي المجلس الأعلى للحسابات باستخلاص الديون العمومية وفق المساطر المعمول بها وعدم اللجوء للاتفاقات إلا استثناء، مع تأطير وتقييد هذا اللجوء بما يحد من السلطة التقديرية للإدارة الضريبية ويحفظ حقوق خزينة الدولة.

قد يهمك ايضاً

وزارة الاقتصاد المغربية تكشف تفاصيل تمويل صناديق التعويض عن حوادث الشغل

ارتفاع العائدات الضريبية بمعدل إنجاز يتجاوز توقعات قانون المالية وفقا لوزارة الاقتصاد المغربية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مديرية الضرائب المغربية تفتح تحقيقاً حول إستفادة شركات كبرى من الإعفاءات الضريبية باستعمال طرق تدليسية مديرية الضرائب المغربية تفتح تحقيقاً حول إستفادة شركات كبرى من الإعفاءات الضريبية باستعمال طرق تدليسية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib