جدل اقتصادي يرافق تسديد المغرب جزءً من قرض صندوق النقد الدولي
آخر تحديث GMT 18:19:35
المغرب اليوم -

جدل اقتصادي يرافق تسديد المغرب جزءً من قرض صندوق النقد الدولي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جدل اقتصادي يرافق تسديد المغرب جزءً من قرض صندوق النقد الدولي

صندوق النقد الدولي
الرباط -المغرب اليوم

قرّر المغرب أن يُسدد بشكل مسبق جزءًا من قرض حصل عليه من لدن صندوق النقد الدولي؛ وهو ما أثار الكثير من الأسئلة، خُصوصاً أنه يأتي في ظل ظرفية اقتصادية صعبة ناتجة عن أزمة فيروس “كورونا”.ويأتي هذا القرار غير المسبوق في تاريخ المملكة في وقت لم يتم فيه بعد تنزيل خُطة الإنعاش الاقتصادي بغلاف مالي قدره 120 مليار درهم، واستمرار الشكوك وعدم اليقين حول تطور الوباء وما يفرض ذلك من حذر.

وكان المغرب قد قرّر استخدام “خط الوقاية والسيولة” في أبريل الماضي، والذي يُتيح له سحب 3 مليارات دولار قابلة للتسديد على مدى خمس سنوات؛ وهو ما مكنه من دعم رصيده من العملة الصعبة في ظل انحسار مصادرها الرئيسية، على رأسها السياحة والصادرات.

و”خط الوقاية والسيولة” هو أداة وقائية مصممة من قبل صندوق النقد الدولي لتلبية احتياجات السيولة لدى البلدان الأعضاء، التي تمتلك أساسيات اقتصادية سليمة؛ لكن لديها بعض مواطن الضعف المتبقية.

ويُتيح هذا الخط الحُصول على موارد من الصندوق بصفة عاجلة في حالة وقوع صدمات خارجية أو حدوث تدهور في البيئة العالمية، وقد وقّعه المغرب مع النقد الدولي سنة 2012 وجدّده أربع مرات لمدة سنتين لكل فترة.

وخلال السنوات الست الأولى من توقيع اتفاقية خط الوقاية والسيولة، لم تلجأ المملكة إلى استخدامه قط؛ لكن كان المغرب يؤدي مقابل ذلك قدراً مهماً من الكلفة لم يتم الإفصاح عنها من ميزانية الدولة.

وصدر قرار التسبيق المسبق لجُزء من هذا القرض، الأربعاء، ضمن بلاغ مشترك ل بنك المغرب و وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة أفاد بأن المغرب قام، بتاريخ 21 دجنبر، بالتسديد المسبق لمبلغ يناهز 936 مليون دولار أمريكي (8.4 مليارات درهم)، وستدخل هذه العملية حيّز التنفيذ ابتداء من 8 يناير 2021.

وربطت المملكة هذا القرار غير المسبوق بالجهود الاستثنائية التي بذلتها الخزينة لتعبئة الموارد المالية، خاصة من خلال قيامها مرتين بإصدار السندات في السوق المالية الدولية؛ وهو ما مكن من رفع جاري الموجودات الرسمية من احتياطيات المغرب يغطي ما يفوق 7 أشهر من واردات السلع والخدمات.

وأشار البلاغ المشترك إلى أن “عملية التسديد المسبق هاته ستُمكن من تخفيف ضغط الالتزامات المالية المستقبلية على البلد وتقليص تكلفتها، خاصة بفضل الشروط الملائمة جدا لعملية الإصدار الأخيرة التي قامت بها الخزينة على الصعيد الدولي”.

ويعتقد الاقتصادي نجيب أقصبي أن “خطوة المغرب بتسديد مسبق لجزء من قرض النقد الدولي تبقى غريبة، على اعتبار أن البلاد تعيش في أزمة مستمرة لم نخرج منها وتجعلنا في حاجة ماسة إلى العملة الصعبة”.

وأضاف أقصبي، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الخصاص في رصيد العملة الصعبة يُمكن أن يظهر في المستقبل، وأضاف قائلاً: “واهمٌ من يعتقد أن تجربة بضعة شهور من أزمة كورونا تعني أننا قْطعنا الواد ونَشْفو رجْلينا، بل الأزمة ما زالت أمامنا”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن المغرب سجّل، خلال الأشهر الماضية المطبوعة بأزمة “كورونا”، انخفاضاً في الواردات والصادرات معاً بشكل متوازٍ؛ وهو ما يُسميه الفرنسيون بـ”un ajustement par le bas”، أي هو تغيير إيجابيّ وسلبيّ في الوقت نفسه.

وأشار المتحدث إلى أن تراجع التجارة الخارجية عبر تراجع الصادرات والواردات واللجوء القياسي إلى الاقتراض، الذي سيتراوح ما بين 8 إلى 10 مليارات دولار، أعطى للحكومة انطباعاً مغلوطاً بكون رصيد العُملة الصعبة في مستوى مُريح.

وقال أقصبي إن هذه الخطوة تتزامن مع قرار الإغلاق الكلي للمطاعم، طيلة ثلاثة أسابيع، بكل من الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة، وهي المدن الأكثر دينامية اقتصادياً؛ وهو ما سيكون له وقع سلبي كبير.

كما يعتقد الأستاذ الجامعي أن قرار التسديد المُسبق لجزء من قرض صندوق النقد الدولي يعني أن سعر فائدته كان مرتفعاً؛ وهو ما جعل المغرب يلجأ إلى تطبيق عملية التدبير النشط للدين، أي تسديد ديون ذات السعر المرتفع بديون أقل سعراً.

وأضاف أقصبي قائلاً: “بتطبيق فكرة التدبير النشط للدين، يتبين لنا أنه عكس ما يدعون ويقولون منذ سنوات بأن قُروض النقد الدولي والبنك الدولي تُمنَح بأسعار تفضيلية، فإن هذه الأداء المسبق يفند هذه الحكاية ويُؤكد أن سعر فائدة قرض 3 مليارات دولار في إطار خط الوقاية والسيولة كان مرتفعاً جداً”.

ويعني ما سلف ذكره، حسب الخبير الاقتصادي، أن “العلاقة بين المغرب وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لا يحكمها سعر الفائدة المنخفض؛ بل السياسة والسلطة التي تتمتع بها مثل هذه المؤسسات المالية الدولية التي تتيح لها فرض القروض على الدول”.

ويؤكد أقصبي أن “لجوء المغرب إلى تسديد مسبق لجزء من قرض صندوق النقد الدولي يعني موضوعياً أن كلفة ديون هذه المؤسسة هي أعلى مقارنة بكلفة الديون التي يمكن الحصول عليها من السوق المالية الدولية”.

قد يهمك ايضا

توقعات من صندوق النقد الدولي بانكماش الاقتصاد العالمي 4.4 في المائة العام الجاري

رسالة من مديرة صندوق النقد إلى دول العالم بشأن "كورونا"

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل اقتصادي يرافق تسديد المغرب جزءً من قرض صندوق النقد الدولي جدل اقتصادي يرافق تسديد المغرب جزءً من قرض صندوق النقد الدولي



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib