ارتفعت مبيعات السيارات الخاصة في المغرب إلى 78.3 ألف سيارة جديدة، خلال النصف الأول من العام الجاري، وقُدرت مبيعات حزيران / يونيو بنحو 14 ألف سيارة.
وتجاوز مجموع السيارات المسوقة في العام الماضي 163 ألف سيارة، بلغت قيمتها 60 مليار درهم (نحو 6.3 مليار دولار).
وتوقعت الجمعية المغربية لمستوردي السيارات إيفام"، أن تتجاوز السيارات الجديدة سقف 180 ألف وحدة هذ السنة، بنمو يصل إلى 10 % في النصف الثاني. واعتبرت أن سوق السيارات تتطور بخطى ثابتة، وهي سوق كبيرة تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بـ2.3 % من الناتج الإجمالي، ويعمل في هذا القطاع 15 ألف شخص.
وأضافت الجمعية، في مؤتمر صحافي: "تم تسويق نحو مليون سيارة جديدة في المغرب خلال السنوات الأخيرة، وهو رقم قابل للتضاعف في السنوات المقبلة، ليبلغ 200 سيارة لكل ألف أسرة، مقابل 80 سيارة حاليًا". وتقدر النسبة بـ600 سيارة لكل ألف عائلة في دول الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر المغرب من بين الدول الـ30 الأكثر تصنيعًا للسيارات في العالم، ويطمح إلى إنتاج مليون سيارة سنويًا، بدءًا من عام 2020 في مصانع طنجة والدار البيضاء والقنيطرة، بشراكة مع "رينو" و"بيجو ستروين" الفرنسيتين.
وتتطلع الرباط إلى جلب مصنعين آخرين من إيطاليا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. وتعمل شركات مغربية لصالح شركات عالمية في مجال المقصورة وأجزاء السيارات وقطاع الغيار والبطاريات والمقاعد والعجلات، وغيرها، وسيتم تصنيع محركات السيارات والشاحنات بدءًا من عام 2019.
وتمثل السيارات المصنعة محليًا، مثل "داسيا"، نحو 30 % من مجموع سوق السيارات الجديدة، تليها "رينو" و"بيجو ستروين"، فيما تحتل "فورد" المرتبة الرابعة منذ سنوات.
وجاءت "فولكسفاغن" في المركز الخامس، مستفيدة من انخفاض سعر صرف اليورو أمام الدرهم، بعد ارتفاع الدولار، ثم تأتي السيارات اليابانية والايطالية والكورية الجنوبية.
وتستفيد السيارات المصنعة في دول الاتحاد الأوروبي من الإعفاء الجمركي على قواعد المنشأ، وتستفيد السيارات المغربية من المعاملة بالمثل في إطار اتفاق الشراكة. وتساعد هذه التشريعات على نمو التجارة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، إذ تقدر تجارة السيارات في الاتجاهين بنحو 15 مليار يورو، من صناعة وتركيب وتسويق وقطع غيار.
وأشارت جمعية الموردين إلى أن سوق السيارات الفاخرة في تطور متواصل، وهناك إقبال على طرازات مثل "مازيراتي" الإيطالية، و"بي أم دبليو فئة 5"، و"مرسيدس" الألمانيتين، و"جاغوار"، وهي سيارات تتراوح قيمتها بين مليون ومليوني درهم (220 ألف دولار)، تقتنيها فئة الشباب من العائلات الثرية ورجال ونساء الأعمال.
وتعكس السيارة نوع الانتماء الطبقي والثقافي في المغرب، وغالبًا ما تتجه الفئات المتوسطة الدخل إلى اقتناء السيارات المصنعة محليًا، في حين تتجه الدخول المرتفعة نحو السيارات الألمانية والبريطانية والأميركية الغالية.
وتعتزم جمعية المستوردين التأثير على الحكومة المغربية لمراجعة بعض الرسوم المفروضة على السيارات الفاخرة، واعتماد قروض بدون فائدة لإنعاش السوق المحلية، لتمكين كل فئات المجتمع من الحصول على وسيلة النقل المطلوبة، وفقًا للحاجات والقدرة الشرائية.
وتعتبر الضرائب والرسوم على السيارات من الأعلى في الدول العربية، وترتفع وفقًا لقيمة السيارة.
ودفع أن التحسن المسجل في الدخل الفردي والمستوى المعيشي خلال السنوات العشر الأخيرة، آلاف الأسر إلى تملك سيارات جديدة، بعكس الجيل السابق الذي كان يقتني سيارات مستعملة مستوردة من أوروبا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر