الرباط - كمال العلمي
يتصاعد منذ سنوات تأثير الذكاء الاصطناعي الذي بات يؤثر على مجالات عديدة، من بينها المجال المالي، وعلى الأخص البنوك.وفي الوقت الذي تقدم فيه هذه الثورة الرقمية فوائد عديدة، فهي تحمل جانبا سلبيا وقف عليه الخبراء ودعوا إلى أخذه بعين الاعتبار.وأكد الخبراء أنه على الرغم من التطور الكبير الحاصل على مستوى الخدمات البنكية الرقمية، إلا أن المغرب ما زال يواجه مجموعة من الصعوبات التي قد تهدد سلامة برمجة هذه الخدمات وتعيق الولوج إليها.
وفي ظل وجود هذه الصعوبات والتحديات التي تواجه موظفي وزبائن الوكالات البنكية، لا يمكن تجنب التطور المهم الذي يشهده النشاط البنكي عبر شبكة الإنترنت من خلال تقريب الخدمة من المواطن، إلا أن هذه الخدمة قد يتخللها قصور يحد من هذا التطور.في هذا الصدد، قال الخبير المعلوماتي محمد تمرات: “يمكننا القول إن عملية رقمنة الخدمات البنكية أثرت بشكل إيجابي من ناحية الحفاظ على سرية المعلومات الشخصية للزبائن أثناء الاشتراك عوض الاحتفاظ بها على الورق”، مشيرا إلى أنه “مهما بلغت درجة تطور الذكاء الاصطناعي اليوم ودرجة تأثيره في الوكالات البنكية، إلا أنه لا يمكن أن يعوض المكانة المهمة للعنصر البشري في مواجهة جل الصعوبات التي قد تواجه رقمنة الخدمة البنكية”.
وأضاف تمرات، في تصريح أن “الذكاء الاصطناعي لا يكاد يعد وسيلة من الوسائل التي تساعد العنصر البشري، وتخفف من حجم الأعباء الملقاة على عاتق الموظفين، عن طريق وضع تطبيقات سواء لإنشاء الحساب البنكي أو للدفع عبر المواقع الإلكترونية دون الحاجة إلى التنقل إلى الوكالة البنكية”.من جهته، صرح مصطفى الملوي، رئيس المرصد الوطني للسيادة الرقمية، لهسبريس بأن “استعمال الذكاء الاصطناعي في البنوك له تجليات إيجابية عديدة، من بينها تدبير المخاطر التي قد تلحق بالوكالات البنكية بشكل فعال وسلس مقارنة بالعنصر البشري”.
وأضاف الملوي أن هناك مجموعة من الدول السباقة لاستعمال الذكاء الاصطناعي ورقمنة خدماتها البنكية، من بينها أمريكا “التي تقوم بتجارب للاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي على مستويات عديدة من أجل الرفع من مستوى التفاعل السلس مع الزبائن، والتقليص من عمليات النصب وتبييض الأموال، وتحسين الأداء الضريبي”.وأكد رئيس المرصد الوطني للسيادة الرقمية أن “المنظومة الرقمية للبنوك هي منظومة تحمل في طياتها العديد من الأمور الإيجابية، إلا أنها قد تكون مهددة للتعرض للقرصنة واختراق المعلومات والبيانات الشخصية للزبائن”، مشيرا إلى ضرورة تقنين الرقمنة من أجل ضمان الحماية اللازمة لهذه الوكالات البنكية وزبائنها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
اختصاصي روسي في الأمن السيبراني يتحدث عن تهديد الذكاء الاصطناعي للمجتمع
موقع حكومة موسكو الإلكتروني يحصل على تقنيات تساعد ضعاف السمع في الحصول على المعلومات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر