لندن ـ وكالات
كشف تقرير للبنك الدولى تحت عنوان "التأقلم مع التغيرات المناخية فى البلدان العربية"، أن تغير المناخ وموجات الجفاف ستشتد مستقبلا، حيث يرتقب أن تتراجع موارد مياه الشرب بنحو 10 فى المائة بحلول 2050، فى حين أن الطلب على المياه سيرتفع بنسبة 60 فى المائة بحلول عام 2045، وأن الجهود العربية خلال الفترة الماضية لتقليص مستويات الفقر قد تعصف بها الخطورة المتزايدة لظاهرة التغير المناخى، حيث أصبحت المناطق العربية الجافة أكثر جفافاً، وصارت وتيرة حدوث الفيضانات أكبر، حيث أدى فيضان حوض نهر النيل فى 2006 إلى وفاة 600 شخص وتضرر منه 118 ألف شخص، وفى 2008 انتهت موجة جفاف هى الأشد التى ضربت حوض وادى الأردن.
وأشار تقرير البنك الدولى الذى تم إعداده بتعاون مع جامعة الدول العربية وشارك فيه خبراء وباحثون وصناع قرار وجمعيات المجتمع المدنى ووزارات البيئة، أن ارتفاعًا بنسبة نصف متر قد يؤدى إلى نزوح 3,8 مليون شخص فى دلتا النيل فى مصر، أما فى الامارات العربية المتحدة فيمكن لارتفاع منسوب مياه البحر أن يؤدى إلى تلوث المياه الجوفية، مما يهدد إنتاج الغذاء والتربة.
وأضاف التقرير أن الكوارث الناجمة عن التغير المناخى كبدت المنطقة العربية خسائر مباشرة بقيمة 12 مليار دولار، وأثرت فى حياة 50 مليون عربى خلال ال 30 عاماً الماضية.
وأوضح التقرير الذى عرض خلال جلسات مؤتمر تغير المناخ فى الدوحة، أن الخسائر غير المباشرة للكوارث تفوق المبلغ المذكور مرات عديدة، وحذر من غرق بعض المدن العربية الساحلية بسبب ارتفاع مستوى مياه البحار مثل الاسكندرية وعدن وجدة، وكذا بعض المدن غير الساحلية بسبب الفيضانات والسيول مثل الرياض، مؤكدا أن انعكاسات تغير المناخ ستكون فادحة خاصة فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقالت المنظمة المالية الدولية، إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات فورية لتفادى تزايد تداعيات التغير المناخى فيما يخص تفاقم نقص الموارد المائية، وغياب الأمن الغذائى فى المنطقة العربية.
وأضاف التقرير أن مخاطر التغير المناخى ازدادت فى ظل احتمال ارتفاع حرارة الأرض أربع درجات، ويتخطى المتوسط المعروف فى مستويات سطح البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية وسيتأثر بذلك حوالى 3% من السكان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مباشرة بارتفاع متر واحد فى منسوب مياه البحر.
وفيما يتعلق بزيادة تكرار الظروف الجوية المتطرفة أكد التقرير أن التغير المناخى سيجلب إلى الشرق الأوسط المزيد من هذه الظواهر القاسية وقد تشهد المنطقة المزيد من الأحداث مثل إعصار "جونو" الذى ضرب المنطقة عام 2007، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا فى عُمان وألحق أضرارًا عامة وصلت كلفتها إلى حوالى 4,2 مليار دولار، وكان هذا أقوى إعصار يُسجَل على الإطلاق فى بحر العرب، ومن المتوقع حدوث المزيد من الفيضانات فى اليمن"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر