قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إن اندماج المغرب في اقتصاد القارة الإفريقية يواجه ثمانية معيقات.وذكر المجلس، في رأي أصدره حول "الاندماج الإقليمي للمغرب في إفريقيا"، أن العقبات التي تعيق تحسين مستوى اندماج المملكة داخل القارة بعضها يتعلق بالمغرب والآخر بالقارة نفسها
وانطلاقاً من تحليل مقارن لمستوى تموقع مختلف البلدان داخل القارة الإفريقية على مدى العقدين الماضيين، تبين للمجلس أن البلدان التي حققت تطوراً ملموساً في اندماجها هي التي تمتلك الموارد المالية والرأسمال البشري والتكنولوجيا.
أولى المعيقات أمام اندماج المغرب قارياً يتمثل في غياب مقاربة مندمجة؛ إذ أشار المجلس إلى أن الإطار المؤسساتي المعني بتنظيم التعاون الإفريقي يتميز بتعدد المتدخلين، وضعف الموارد البشرية والمالية، وصعوبات على مستوى التنسيق بين مختلف المكونات.
ثاني المعيقات يتمثل في ضعف اندماج المجموعات الاقتصادية الإقليمية التي ينتمي إليها المغرب؛ إذ يصطدم مسلسل الاندماج الإقليمي للمغرب في تجمع دول الساحل والصحراء بتركيبته غير المتجانسة.
وأشار المجلس إلى أن مسلسل الاندماج الاقتصادي في إطار الاتحاد المغاربي لم يسجل أي تقدم ملموس منذ إنشاء هذا الأخير سنة 1989؛ إذ يعيش وضعية جمود نتيجة عوائق عدة، بدءا بالحدود البرية المغلقة بين الجزائر المغرب.
وعن المعيق الثالث، أشار رأي المجلس إلى أن الاتفاقيات التجارية التي وقعها المغرب مع بلدان القارة لا تتناول موضوع التبادل الحر؛ إذ إن التدابير غير الجمركية وتعدد الأنظمة الضريبية بين الدول تساهم في زيادة تكاليف المعاملات المتعلقة بالمبادلات التجارية الخارجية.
أما رابع المعيقات فيتجلى في النطاق الضيق للمنطقة المستهدفة؛ إذ تتمركز أغلب المبادلات التجارية للمغرب في منطقة غرب القارة بنسبة تصل إلى 58 في المائة، تليها منطقة شرق إفريقيا بنسبة لا تتجاوز 15,5 في المائة.
وتمثل خامس المعيقات في العرض التجاري غير المتنوع بالقدر الكافي؛ إذ تهم المبادلات التجارية بين المغرب وبلدان القارة عدداً محدوداً من المنتجات ضعيفة التصنيع.
أما المعيق السادس، فيتجلى في عدم توفر الدبلوماسية الاقتصادية أحياناً على الموارد وأدوات العمل الكافية لتتبع الاتفاقيات ومشاريع الاستثمار.
وأشار المجلس ضمن المعيق السابع إلى أن آليات دعم الصادرات تبقى غير كافية وغير ملائمة أحياناً لخصوصية المجال الإفريقي.
ووقف تحليل المؤسسة ذاتها على أن ضعف اندماج النقل البحري والبري هو ثامن المعيقات؛ إذ رصد غياب شركة بحرية وطنية وإقليمية، ناهيك عن ضعف تنافسية تكاليف النقل.
ولتجاوز هذه المعيقات، أوصى المجلس باعتماد التنمية المشتركة منهجيةً للعمل لتطوير استراتيجية مُندمجة خاصة بالاندماج الإقليمي للمغرب في إفريقيا، تكون غايتها بناء شراكة تعود بالنفع على الجميع.
قد يهمك ايضا
المجلس الاقتصادي المغربي يوصي بنزع الطابع المادي عن جميع المعاملات مع الإدارة
المجلس الاقتصادي المغربي يدعو إلى إنشاء 50 ألف مقاولة لتكريس الثقة مجددًا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر