من الاحلام الكبيرة في دمشق الى الاشغال الصغيرة في اسطنبول للاجئين السوريين الشبان
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

من الاحلام الكبيرة في دمشق الى الاشغال الصغيرة في اسطنبول للاجئين السوريين الشبان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - من الاحلام الكبيرة في دمشق الى الاشغال الصغيرة في اسطنبول للاجئين السوريين الشبان

طفلة سورية امام مكتب سفريات في اسطنبول
إسطنبول ـ المغرب اليوم

احدهم يعمل موظف استقبال في مؤسسة تعليم لغات، وآخرون يتوزعون بين نادل في مطعم او بائع في محل حلويات... انهم شبان سوريون اجبرهم اللجوء على التغاضي عن احلامهم الكبيرة في دمشق، والاكتفاء باشغال صغيرة في اسطنبول تبعد عنهم شبح الحاجة.

ورغم الحر الشديد والصيام خلال شهر رمضان فان المحلات والدكاكين الصغيرة في حي الفاتح في اسطنبول تعج بالحركة خاصة من العرب من مختلف الجنسيات.

والبضاعة السورية تتكدس في المحلات وامامها، وبامكان المتسوق ان يجد الصابون القادم من حلب والحلويات الدمشقية وكل انواع الفستق والمكسرات من مناطق عدة من سوريا.

رفيق يقوم بتعبئة كيلوغرام من البقلاوة في علبة كرتون جميلة كتب عليها "حلويات الشام". يقول هذا الشاب البالغ السابعة والعشرين من العمر وهو يروي بحماس كم كان يحب عمله الحفر على الخشب "انا وضعت شعار المحل وشكل العلب".

واضاف بفخر وبحسرة "لقد كافحت كثيرا لاكمل التعليم الذي اردته، وكنت شغوفا بالفن والحفر اليدوي". الا ان الاحداث الدامية التي ضربت سوريا ابتداء من العام 2011 غيرت حياته وفضل الهروب الى تركيا على الخدمة كاحتياطي في صفوف جيش النظام.

في دمشق حيث عاش رفيق لم تكن حياته في خطر. يقول في هذا الصدد "انا لم اهرب من القنابل بل من امكانية ان اكون انا من يلقي القنابل".

وعلى مقربة من محل الحلويات كان احمد النادل في مطعم يأخذ قسطا من الراحة قبل موعد الافطار وبدء تدفق الزبائن. ووصل احمد الى اسطنبول قبل عامين وهو في الرابعة والعشرين من العمر.

يقول بلهجة حزينة "لقد ضحى اهلي بالكثير من اجل ان يؤمنوا تعليمي المحاسبة، وها انا اليوم بعيدا عنهم في بلد لا اعرف لغته واعمل كل ما يطلب مني في هذا المطعم".

وتابع "لكنني افضل الا اشتكي. كان الخيار المطروح بالنسبة الي بين الحرب والمنفى فاخترت المنفى من دون تردد".

ويعمل احمد كل ايام الاسبوع من دون توقف من الصباح حتى المساء مقابل 900 ليرة تركية اي ما يوازي 300 يورو شهريا. ولا بد له من تقاسم الشقة التي يعيش فيها لكي يتمكن من دفع ايجارها البالغ 1200 ليرة تركية اي حوالى 400 يورو.

ويقول "اعيش مع ثلاثة سوريين اخرين لم اكن اعرفهم قبلا" لتأمين ايجار الشقة.

-"لم يعد لدينا بلد"-

تستقبل تركيا اليوم 2،7 مليون سوري يعيش منهم نحو 350 الفا في اسطنبول.

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت ان الحكومة تعمل على مشروع يتيح للاجئين السوريين الحصول على الجنسية التركية.

ووصلت نور البالغة السادسة والعشرين من العمر الى اسطنبول من مطار بيروت قبل اشهر عدة فقط.

تقول بأسى "انا اعرف تماما بانني اكثر حظا من الكثيرين غيري من السوريين الذين يعيشون في الخيم او ينامون في العراء، الا ان هذا لا يعني بانني سعيدة هنا".

ويعيش نحو عشر السوريين في تركيا في نحو عشرة مخيمات للاجئين.

ولا توضح السيدة الشابة كثيرا الاسباب التي دفعتها الى ترك سوريا والتخلي عن "العائلة والعمل والحبيب" مكتفية بالقول ان "الاسباب ايديولوجية".

وهي تعمل موظفة استقبال في مؤسسة لغات اسسها سوري. تقول "اشعر هنا بانني قد اكون مفيدة لمواطني السوريين. وبما ان بلدنا لم يعد قادرا على تأمين اي شيء لنا لا بد من التأقلم مع الاتراك الذين استقبلونا وتعلم لغتهم".

وتتابع "ان طلابنا من الشبان السوريين بشكل خاص، اعمارهم بين العشرين والثلاثين وهم مندفعون، وخلال ستة اشهر فقط يكونون قادرين على تدبر امورهم اليومية بالتركية".

الحلاق السوري ماهر (29 عاما) تعلم التركية على الانترنت. وقال "لم ادفع مالا وعندما يكون لديك الحافز تتعلم اي شيء".

وتابع "في دمشق كان لدي صالون حلاقة، في حين انني هنا اعمل اجيرا. لم يكن هذا المستقبل الذي احلم به، الا انني آمل بان اتمكن من العودة يوما الى سوريا".

الا ان رفيق البائع في محل الحلويات لم يعد يؤمن بالعودة الى سوريا. وقال "الفلسطينون كانوا يأملون العودة الى منازلهم بعد نكبة 1948 خلال ايام، انظروا اليهم اين هم اليوم بعد اكثر من ستين عاما".

وختم رفيق قائلا وهو يسلم سيدة علبة حلوى "لم يعد لدينا بلد".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الاحلام الكبيرة في دمشق الى الاشغال الصغيرة في اسطنبول للاجئين السوريين الشبان من الاحلام الكبيرة في دمشق الى الاشغال الصغيرة في اسطنبول للاجئين السوريين الشبان



GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib