بدأ رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل فالس الخميس زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام الى الصين من اجل اظهار انفتاح فرنسا امام المستثمرين الصينين ومن اجل تشجيع على توقيع اتفاق دولي حول المناخ في باريس بحلول نهاية العام.
وحطت طائرة فالس الذي غادر فرنسا الاربعاء بعيد الساعة 09,00 (02,00 بتوقيت باريس) في مطار تيانجين شرق بكين.
ووضع علمان فرنسي وصيني على جانبي قمرة قيادة الطائرة التي ترجل منها فالس ومن بعده وزير الخارجية لوران فابيوس.
ومن المقرر ان يلتقي فالس بعد الظهر في بكين نظيره الصيني لي كيكيانغ في قصر الشعب وذلك بعد منتدى للاعمال بين الصين وفرنسا.
وقبل وصوله الى بكين، اوصل فالس رسالته في مقابلة مع وكالة الصين الجديدة الرسمية قائلا ان "فرنسا منفتحة اكثر من اي وقت مضى ازاء الصين ومستثمريها وطلابها وسائحيها".
وشدد فالس في المقابلة التي بثت الاربعاء ان "المستثمرين الصينيين مرحب بهم" في فرنسا، مشيدا بالمشاركة الصينية الاخيرة في مطار تولوز (جنوب) وفي شركة النشاطات السياحية "كلوب ميد" وهو ما اثار بعض الاعتراض في فرنسا.
وحتى في قطاع حساس مثل الاتصالات، اعرب فالس عن "تاييده الكبير" لاستضافة مركز ابحاث في فرنسا للعملاق الصيني هواوي.
وتبدا زيارة فالس بتوجهه الى مصنع شركة الطيران ايرباص الكبير في تيانجين وذلك بينما تامل فرنسا في تعزيز اسرع لاستثماراتها في الصين والتي تجاوزت العشرين مليار يورو.
وفي مصنع التجميع، الوحيد للشركة خارج اوروبا واميركا الشمالية، يتم بناء طائرات ايه-320 الاكثر مبيعا. وتعتزم المجموعة تاسيس في تيانجين موقعا لتجميع قمرات ايه330 المعدلة للسوق الصينية بينما يتم تجميع هيكل الطائرة في اوروبا.
ويعتبر فابريس بريجييه رئيس ايرباص من ضمن وفد رجال الاعمال الكبير الذي يرافق فالس ويضم المدراء الجدد لكهرباء فرنسا وشركات تاليس واريفا والسكك الحديد وشنايدر وغيرها...
وبعد محطة اولى في تيانجين، يتوجه فالس الى بكين حيث سيزور معرضا للصور الفوتوغرافية حول الاحترار المناخي.
وتريد فرنسا ايضا ان تحمل الصين التي تحتل المرتبة الاولى عالميا في انبعاثات غازات الدفيئة الى توقيع اتفاق عالمي خلال مؤتمر مقرر في كانون الاول/ديسمبر في فرنسا حول الموضوع.
وصرح فالس لوكالة الصين الجديدة ان هذا المؤتمر سيكون "الخط الاساسي لتعبئة كل جهود المسؤولين الفرنسيين والصيين هذا العام".
واشاد فالس ب"الخطوة الاولى" التي شكلتها الالتزامات التي اتخذتها الصين والولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وبعد منتدى اول للشركات بين الصين وفرنسا في الفندق الذي ينزل فيه فالس، سيلتقي رئيس الوزراء الفرنسي نظيره الصيني قبل مؤتمر صحافي مشترك وهو امر نادر للمسؤول الصيني. وفي هذه المناسبة، من المتوقع ان يتم توقيع نحو 15 اتفاقا لكن ايا منها ليس تجاريا كبيرا، حسبما المحت الحكومة الفرنسية.
واذا كان فالس سيتباحث مع المسؤولين الصينيين الكبار حول بعض "العراقيل" لجهة القيود على الواردات الفرنسي والاوروبية الى الصين (خصوصا في قطاع الصناعات الغذائية)، الا ان المحيطين به التزموا الصمت حول نواياه لجهة حقوق الانسان او المعارض الصيني حائز جائزة نوبل المسجون ليو شاياوبو. وكان فالس استقبل عندما كان نائب رئيس بلدية ايفري في الضاحية الباريسية استقبل الدالاي لاما في مدينته عند زيارته الى فرنسا في 2008.
وفي مقابلة مع صحيفة تشاينا بيزنس نشرت الخميس، اكد فالس على رغبته في مشاركة "اكبر" للشركات الفرنسية في الصين. وقال ان "المفتاح سيكون قبل كل شيء الثقة اي معاملة بالتساوي بين كل الشركات بما فيها الفرنسية".
وسيلتقي فالس الذي سيزور المدينة المحرمة الجمعة، الرئيس الصيني لي جينبينغ ورئيس الجمعية الوطنية الشعبية جانغ ديجيانغ قبل ان يتوجه الى شنغهاي السبت.
وتاتي زيارة رئيس الوزراء لتختتم سلسلة من المراسم بمناسبة الذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا في 1964.
وهذه الزيارة الثانية لفالس الى الصين التي زارها في 2010 للمشاركة في فعاليات المعرض الدولي في شنغهاي بصفته نائب عن ايفري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر