الولايات المتحدة الغائب الاكبر في فضيحة اوراق بنما
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

الولايات المتحدة الغائب الاكبر في فضيحة "اوراق بنما"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الولايات المتحدة الغائب الاكبر في فضيحة

اعداد من صحيفة "سودويتشه تسايتونغ" وعليها خبر "اوراق بنما"
واشنطن ـ أ.ف.ب

عمت تسريبات "اوراق بنما" ارجاء العالم، من الصين الى روسيا مرورا ببريطانيا، وشملت مجموعة واسعة من المسؤولين والشخصيات، غير ان طرفا اساسيا في النظام المالي العالمي يبقى حتى الان غائبا بصورة ملفتة عنها، وهو الولايات المتحدة.

ولم تشر الوثائق المسربة سوى الى عدد ضئيل من الاميركيين يشتبه بنقلهم قسما من اموالهم الى ملاذات ضريبية وشركات اوفشور بمساعدة مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي بات معروفا في العالم اجمع.

ومن هؤلاء دفيفد غيفن، قطب الموسيقى الذي اسس مع المخرج ستيفن سبيلبرغ استديو "دريمووركس" للافلام، غير ان اي شخصية كبرى اميركية سواء من السياسة او الاعمال او المصارف لم يتلطخ اسمه في الفضيحة.

وقالت مارينا ووكر غيفارا، مساعدة مدير "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" الذي نسق التحقيق الصحافي حول مجموعة الوثائق الضخمة، لوكالة فرانس برس "هناك العديد من الاميركيين، لكنهم بمعظمهم افراد عاديون".

لكن هل يمكن الاستنتاج من ذلك بان الولايات المتحدة نموذج للشفافية المالية؟ تنفي ووكر غيفارا ذلك نفيا قاطعا قائلة "هذا لا يعني ان البلد يبقى خارج نظام الشركات الاوفشور، بل هو لاعب هام فيه".

وغياب الولايات المتحدة عن وثائق بنما المسربة لا يضمن بالتالي سلوكا ضريبيا سليما، وقد يكون مرده بالمقام الاول الى تمنع الاميركيين عن التوجه الى بلد بعيد ناطق بالاسبانية، بوجود امكانات اكثر سهولة متاحة لهم.

واوضح نيكولاس شاكسون، صاحب كتاب مرجعي بهذا الصدد بعنوان "الجنات الضريبية. تحقيق في اضرار المالية النيوليبرالية"، لوكالة فرانس برس ان "الاميركيين لديهم جنات ضريبية كثيرة يمكنهم التوجه اليها".

واول ما يتبادر الى الذهن عند ذكر هذه الجنات الضريبية جزر كايمان وجزر فيرجن البريطانية، غير ان الاميركيين الحريصين على ابقاء انشطتهم المالية سرية، ليسوا ملزمين حتى بالخروج من بلادهم.

فبعض الولايات مثل ديلاوير وويومينع تسمح لهم لقاء بضع مئات من الدولارات، بانشاء شركات واجهة، من دون ان يضطروا الى الافصاح عن اسماء المستفيدين الحقيقيين منها.

وما يزيد من خطورة هذا الوضع ان المصارف الاميركية، ان كانت ملزمة بـ"معرفة زبائنها"، ففي وسعها تخطي هذه القاعدة وفتح حساب باسم شركات الاوفشور، ما يضمن لمالكيها الحقيقيين تكتما تاما.

وتعهدت الخزانة الاميركية بسد هذه الثغرات التي غالبا ما يستغلها مهربو الاسلحة والمخدرات والتي حملت على ادراج الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بين الدول الاقل شفافية، متقدمة بفارق كبير عن بنما نفسها، بحسب ترتيب سنوي تضعه مجموعة "شبكة العدالة الضريبية".

وقال المتحدث باسم قسم الخزانة المكلف مكافحة الجرائم المالية لفرانس برس "اننا نضع اللمسات الاخيرة على تنظيم" بهذا الشان.

 

- عقوبات -

وثمة سبب آخر يمكن ان يفسر العدد الضئيل للاميركيين الوارد ذكرهم في "اوراق بنما".

فبعد فضائح مدوية طاولت مصارف سويسرية، عمدت الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة الى تعزيز آلياتها لمكافحة التهرب الضريبي والفساد، ولم تعد تتردد في فرض عقوبات بالغة الشدة على المخالفين.

ونتيجة لذلك، قال شاكسون ان "بعض الجنات الضريبية باتت تصاب بالذعر لمجرد فكرة ان يكون لها زبائن اميركيون، لانها تعرف ان الولايات المتحدة لديها القدرة على انزال تدابير مؤلمة بها".

واستهدفت الولايات المتحدة بصورة خاصة المصارف السويسرية التي باتت تتمنع عن قبول زبائن اميركيين خشية مخالفة التزاماتها والتعرض لعقوبات فادحة.

واضطر مصرفا "يو بي اس" و"كريدي سويس" لتسديد غرامتين بلغتا 780 مليونا و2,6 مليار دولار على التوالي لتنظيمهما عمليات تهرب ضريبي لحساب عملاء اميركيين.

وبالرغم من هذه التبريرات، فان ضلوع الاميركيين الضعيف جدا في "اوراق بنما" اثار فرضيات تعتبر ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تقف خلف الفضيحة سعيا لزعزعة استقرار بعض الدول، لا سيما روسيا.

وقالت ووكر غيفارا "السلطات الروسية ترى السي اي ايه خلف كل من ينتقدها"، وهي لا تستبعد ان ترد في نهاية المطاف تسريبات مدوية حول اميركيين ضمن وثائق بنما البالغ عددها 11,5 مليون وثيقة.

واضافت "انه كم هائل من الوثائق، وربما هناك امر مخفي لم نكتشفه بعد".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الولايات المتحدة الغائب الاكبر في فضيحة اوراق بنما الولايات المتحدة الغائب الاكبر في فضيحة اوراق بنما



GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib