اجمع خبراء اقتصاد محليون ان الذهب معدن ثمين حافظ للقيمة ولايزال يستحوذ على اهتمام المستثمرين الكويتيين مؤكدين ان السوق المحلي بلغ درجة عالية من الحرفية بما يوازي الاسواق العالمية في تجارة المعدن الاصفر.
وقال الخبراء في ورشة عمل نظمتها شركة (سبائك الكويت) لتجارة المعادن الثمينة الليلة الماضية بحضور وكيل وزارة التجارة والصناعة المساعد لشؤون تنمية التجارة عبدالله العلي ان المنتجات الذهبية في السوق المحلي تسير وفق قوة الدفع العالمية من حيث اتجاه الاسعار سواء بالصعود او الهبوط.
وذكر الوكيل العلي ان التغيرات المتلاحقة في اسواق المعادن الثمينة دفعت الوزارة لمواكبتها بمزيد من المرونة والتيسير في الاجراءات موضحا ان قرارات عدة صدرت خلال الفترة الاخيرة ساهمت بشكل كبير في انتعاش الاسواق المحلية وابرزت الدور الحكومي كحلقة وصل بين التاجر والمستهلك.
وبين العلي ان ادارة المعادن الثمينة بوزارة التجارة تستهدف الوصول بمستوى السوق الى اعلى مستويات الحرفية والجودة والرقابة مؤكدا ان (التجارة) مصممة على الغاء كافة العراقيل التي من شأنها تعطيل الية السوق حرصا منها على قيمة الوقت والجهد في تجارة الذهب.
وذكر ان ارقام واحصائيات كميات الدمغ في الشهور الاخيرة خير برهان على نجاح القرارات الاخيرة في تفعيل تجارة الذهب بالسوق المحلي حيث تضاعفت كميات الدمغ بشكل شهري وحققت الكميات والواردة والصادرة من الكويت واليها اعلى مستوياتها منذ سنوات.
بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة رجب حامد ان تجارة الذهب في الكويت تسير وفق قوة السوق العالمية مبينا ان السوق الكويتي يحوي جميع المنتجات العالمية بداية من السبائك الصغيرة الى الذهب الخام الكامل او المقصوص اضافة الى القطع العربية التقليدية مثل (الليرة) مرورا بالذهب (الكسر والمشغول).
واوضح حامد ان آلية السوق الكويتي ترتبط بكافة انواع المتاجرة الالكترونية التي تتضمن التسليم الفعلي للكميات المتداولة وتتنافس في ذلك الشركات الكبرى والصغرى لتقديم افضل خدماتها خلال عمليات البيع والشراء "وهي خدمات لم تكن موجودة في السوق المحلي سابقا".
واضاف ان العامل الرئيسي في وصول السوق الكويتي الى هذا المستوى المتطور هو الطلب الفعلي على الذهب بالسوق وارتفاع درجة الوعي الاستثماري لدى كثير من المستثمرين المحليين مؤكدا ان "السيولة زادت في سوق الذهب قادمة من قطاعات اخرى كالبورصة والعقار".
واشار الى ان هناك تغيرا في فكر الافراد عن الذهب حيث كان ينظر اليه في السابق كسلعة تخزينية يتم التعامل معها كملاذ امن في حين ان المستثمر حاليا ينظر اليها كاداة لتحقيق الارباح خصوصا بعد الازمة العالمية التي ضربت الاسواق واثبتت ان المعدن الاصفر يصمد خلال الازمات الاقتصادية.
من ناحيته قال المحلل في مجال الاستثمار بالذهب ابراهيم الفيلكاوي ان السوق المحلي انتعش بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية وساعد على ذلك هروب السيولة من بورصات الاسهم التي تعاني ضعفا شديدا حاليا.
واشار الفيلكاوي الى ان نسبة ارباح تجارة الذهب بعد الازمة العالمية الاخيرة دفعت المستثمر الكويتي الى تحويل جزء من استثماراته الى سوق المعادن الثمينة وذلك بفضل المرونة الكبيرة التي تتمتع بها مقارنة ببورصات الاسهم من حيث ساعات المتاجرة والشفافية وانتشار ادوات التحليل المالي والفني في كل وسائل الاعلام.
وتوقع الفيلكاوي ان تكون المتاجرة في الذهب داخل السوق المحلي على قمة الوسائل الاستثمارية خلال السنوات القادمة مدفوعة بالتطور في ادوات التداول والبيع الالكتروني.
من جانبه قال استشاري السلوك الاستهلاكي واقتصاد الاسرة صلاح الجيماز ان الذهب يعد من افضل الوسائل الاستثمارية مؤكدا ان انتهاج استراتيجية مناسبة للدخول في سوق الذهب يحقق الكثير من العوائد.
واضاف الجيماز ان هناك الكثير من الشركات العاملة بدأت تقدم دورات خاصة حول هذه التجارة مشيرا الى ان بعض الجهات الخاصة تقوم حاليا بانشاء برامج استثمار تقوم على الاستقطاع الشهري المباشر بهدف الاستثمار في المعدن الاصفر بحيث يشتري المستثمر كمية محددة من الذهب كل شهر بهدف الاستثمار متوسط او طويل الاجل.
واوضح ان لتجارة الذهب عدة مزايا للاسرة العربية بحيث يتم تحقيق ثلاثة اهداف مجتمعة اولها الحد من الاسراف من خلال ترشيد الاستهلاك وثانيها التشجيع على الادخار وثالثها تحقيق ارباح من خلال الاستثمار فيه.
ويتم تداول الذهب حاليا عند مستوى 1282 دولارا للاونصة الواحدة (378 دينارا كويتيا) ولم يتأثر كثيرا بالضغوط السعرية التي واجهها خلال الاسبوع الماضي وذلك بحسب تقرير صادر عن شركة (سبائك) اليوم.
ولفت التقرير الى ان المستثمرين العالميين باتوا مقتنعين ان هذه الفترة هي فترة انتعاش الذهب في ظل التوترات الاقتصادية التي تشهدها اوروبا حاليا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر