الاقتصاد الياباني يواجه خطر استمرار الانكماش
آخر تحديث GMT 19:20:15
المغرب اليوم -

الاقتصاد الياباني يواجه خطر استمرار الانكماش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاقتصاد الياباني يواجه خطر استمرار الانكماش

الاقتصاد الياباني
طوكيو - المغرب اليوم

جاء وقع الصدمة أعلى مما كان متوقعاً»، بهذا التوصيف توقف الاقتصاديون عند الأرقام التي أعلنتها اليابان، هذا الأسبوع. فالتوقعات كانت تشير إلى أن رفع ضريبة الاستهلاك من 8 إلى 10 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان سيؤثر في نمو بعض الأنشطة الاقتصادية، علماً بأن زيادة ضريبة القيمة المضافة لاستخدام إيراداتها في تمويل التقديمات الاجتماعية، كانت معروفة ومنتظرة منذ بداية التطبيق بمدة طويلة نسبياً.

لكن المفاجأة أتت بتسجيل تراجع في نمو الفصل الأخير من السنة الماضية بنسبة 6.3 في المائة على أساس سنوي (1.6 في المائة مقارنة الفصل السابق) أي أعلى بكثير، أو أسوأ، مما كان متوقعاً؛ فقد أظهر استطلاع سابق لوكالة «بلومبيرغ» أن التراجع على أساس سنوي لن يزيد على 3.8 في المائة. لكن الرقم السلبي المسجل في النمو الاقتصادي، وهو الأسوأ منذ 5 سنوات. وهذا ما كان متوقعاً بالنسبة للتجار في الأسواق، في الوقت الذي كانت الإحصاءات الحكومية تخفف من التوقعات السلبية.
ووفقاً لمصادر مصرفية، فإن المستهلكين أجروا توفيراً واضحاً في سلة استهلاكهم غير الضرورية منذ الشهر الأول لتطبيق الضريبة، ولم تنفع خطط الدعم الحكومية الكثيفة التي وضعت ونفذت في موازاة تطبيق الضريبة. والأثر الأكبر سجلته محال ومتاجر الألبسة والإلكترونيات والسيارات.

 وفي المحصلة، أكدت إحصاءات رسمية أن الإنفاق الأسري هبط بنسبة 3 في المائة في ٣ أشهر. وظهرت مفاجأة إضافية في أن التراجع شمل قطاعات غير تجارية أيضاً.

فالشركات خفضت استثماراتها بنسبة 3.7 في المائة في الفصل الأخير من العام الماضي، علماً بأنها ليست المعنية الأولى بدفع ضريبة الاستهلاك، لكنها على ما يبدو استبقت الأحداث، وتكيفت مع احتمالات انخفاض الطلب، كما أكد محللون في «نومورا سيكوريتيز». أما الصادرات، فتراجعت هي الأخرى 3.7 في المائة في الفصل الأخير على أساس سنوي.
والأرقام التي أعلنتها وزارة الاقتصاد الاثنين الماضي، رأى فيها محللون بداية مرحلة ركود جديدة تدخلها اليابان، وذلك بعد فصلين متتابعين من انكماش الأعمال والأنشطة بنسب هي الأسوأ منذ الفصل الثاني من 2014.
في موازاة ذلك، وبعد فترة من تسجيل رئيس الوزراء شينزو آبي مستويات شعبية عالية في استطلاعات الرأي، رغم بعض الفضائح التي ظهرت هنا وهناك، فإن الاستطلاعات الآن ليست على ما يرام، لا بل تتراجع شعبية آبي بشكل واضح بسبب الأوضاع الاقتصادية.

وللدفاع عن أنفسهم، يكرر الوزراء المعنيون أن المبررات التي يجب أخذها في الاعتبار لتفسير التراجع الاقتصادي تشمل ما حصل من أعاصير مدمرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أثرت بكير من السلبية في مزاج المستهلكين.

لكن الاقتصاديين يردون على ذلك بأن الأعاصير ضربت مناطق أكثر من أخرى، ومع ذلك، تراجع النشاط في كل المناطق بلا استثناء تقريباً.

 كما أن الناتج الاقتصادي لم يستفيد من إنفاق الإصلاحات التي أجريت بعد الأعاصير، وفقاً لملاحظة وردت في تقرير صادر عن «مورغان ستانلي».
يؤكد الاقتصاديون أن الأسوأ قادم، لأن تلك الأرقام السلبية سُجّلت في الربع الأخير من 2019، وقبل تفشي فيروس «كورونا». فالاقتصاد الياباني يواجه حالياً تأثيرات ذلك الفيروس الذي زاد مزاج المستهلكين والمستثمرين تعكيراً، فضلاً عن التداعيات الآتية من اضطراب المبادلات التجارية بين اليابان والصين. ففي الصين منصات في غاية الأهمية بالنسبة لإنتاج السلع الوسيطة الداخلة في عدد كبير من الصناعات اليابانية، وتلك الإمدادات مضطربة جداً منذ أكثر من شهر
على صعيد آخر، فإن ملايين السياح الصينيين، الذين يشكلون منذ عدة سنوات رافعة للمبيعات والاستهلاك، باتوا مع انتشار المرض في عداد الغائبين.

وخير مثال غيابهم خلال فترة أعياد رأس السنة الصينية. وأكد التقرير الصادر عن «مورغان ستانلي» أن مبيعات الأسواق اليابانية تراجعت بين 10 و20 في المائة في النصف الأول من فبراير (شباط) الحالي.

وبلغت نسبة الهبوط في مبيعات المناطق الحرة في المطارات اليابانية بين 60 و70 في المائة. وانخفضت أيضاً نسبة إشغال الفنادق بشكل لافت بات يقلق قطاع الضيافة. ويذكر أن الصينيين أنفقوا في اليابان العام الماضي أكثر من 16 مليار دولار، أي ما نسبته 37 في المائة من إجمالي إنفاق السياح في اليابان البالغ 44 ملياراً.
وتقول المصادر الصحية اليابانية: «دخلنا في مرحلة تسارع تفشي الفيروس. واليابان معرضة لانتشار ذلك المرض المستجد، وهي على بعد 5 أشهر فقط عن موعد الألعاب الأولمبية».
والى جانب أثر الأعاصير وتفشي «كورونا» يذكر الاقتصاديون تداعيات النزاع التجاري الأميركي الصيني على اليابان، إذ إن مصانع كثيرة تنتج قطع غيار ومعدات وسيطة تصدر إلى المصانع الصينية التي تضررت من الإجراءات الأميركية.
تبقى الإشارة إلى أن الأدوات المتاحة للحكومة والمخصصة لدعم الاقتصاد ينحسر مفعولها، بنظر الاقتصاديين.

 فالتيسير الكمي الكثيف الذي يستخدمه البنك المركزي منذ 7 سنوات «بسخاء شديد» لم يعد يعطي الثمار المطلوبة بفعل مناخ الانكماش الذي بدأ يترسخ لأسباب بدت موسمية طارئة، في بداية الأمر، واتضح أنها بنيوية لاحقاً.

قد يهمك ايضا :

تأكيد تسارع التضخم في منطقة اليورو خلال كانون الأول

اليوان الصيني يصعد لأعلى مستوى بـ5 أشهر بعد قرار واشنطن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد الياباني يواجه خطر استمرار الانكماش الاقتصاد الياباني يواجه خطر استمرار الانكماش



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
المغرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 11:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
المغرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 17:41 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفي فهمي يسدد 182 ألف جنيه للتصالح مع الضرائب

GMT 09:49 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 13:41 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اعتزال حسن يوسف قبل وفاته بشهور بسبب حزنه الكبير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib