قالت مصادر اقتصادية في طوكيو إن سلسلة الزلازل الضخمة والهزات الارتدادية التي ضربت كوماموتو والمحافظات المحيطة في جنوب اليابان يومي الخميس والسبت قد عرقلت بشكل كبير خدمات وسائل المواصلات الجوية والحديدية والبرية بما يؤثر سلبا على الإقتصاد الياباني الذي يعاني من بعض الركود أصلا.
وأشار محللون إلى أن التأثير الواضح هو توقف خطوط الإنتاج في مصانع الشركات الكبرى الواقعة في كيوشو والمحافظات المنكوبة إما بتجميد العمليات أو خطوط الإمدادات نتيجة انهيارات في الطرق بما يعرقل وسائل المواصلات إضافة إلى الآثار الواضحة على القطاع السياحي الضخم في تلك المنطقة بعد توقف فوري تقريبا لحركة السياح الكوريين والصينيين.
وقد تسببت تلك الزلازل والهزات الارتدادية في وقف أجزاء من الشحنات وتعليق أعمال المصانع حتى غير المتضرر منها على الأقل طوال الأسبوع المقبل فضلا عن التعطيل التام للسياحة التي تشكل أحد دعامات الاقتصاد الأساسية القليلة.
وأدى الزلزال الثاني المدمر الذي ضرب المنطقة في ساعات الصباح الباكر من أمس السبت عقب هزة وقعت مساء يوم الخميس الماضي إلى إزاحة ألواح الأسقف في أحد مباني مطار كوماموتو ما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات من وإلى كوماموتو.
كما أوقفت رحلات القطارات السريعة شينكانسين في كيوشو منذ مساء يوم الخميس الماضي مع عدم تحديد عودتها للخدمة. وبدأ الافتقار إلى خدمات النقل بالتأثير على أنشطة المنطقة الصناعية في كيوشو التي تؤمن أكثر من 10% من إنتاج البلاد للسيارات وعدديا نحو /1.3/ مليون سيارة.
وتصنع شركة تويوتا موتور سيارتها الفاخرة ليكزيس في محافظة فوكوكا وقد اضطر مصنع الشركة في كيوشو إلى تعليق الأعمال أمس السبت لعدم وصول بعض أجزاء السيارات.
كما قررت ميتسوبيشي موتورز تعليق الإنتاج في مصنع ميوزشيما في محافظة اوكاياما غير البعيدة عن كيوشو اعتبارا من مساء يوم الاثنين كما تضرر مصنع شريك في كوماموتو بسبب الزلازل.
وأوقفت شركة سوني الأعمال في مصنع لأشباه الموصلات في كيكيو محافظة كوماموتو يعتبر مركزا رئيسا وينتج مستشعرات الصور المستخدمة في آلات التصوير والهواتف الذكية.
فيما أغلقت رينيساس الكترونيكس مصنع كاواشيري في كوماموتو منذ يوم الخميس حيث تحول الهزات الارتدادية دون دخول العمال إلى المصنع لتفقد الأضرار.
وتعوق الهزات عمال هوندا موتور من تفقد مصنع للدراجات النارية في اوزو كوماموتو حيث قررت الشركة وقف الأعمال يوم الاثنين.
كما أضرت الزلازل بمصنع لشركة إيسين سيكي في كوماموتو لتصنيع أجزاء من محرك السيارات ما أدى إلى وقف الأعمال أمس السبت في تويوتا موتور كيوشو ونيسان موتور كيوشو الذين يشتريان تلك الأجزاء من أيسين التابعة.
وبالنسبة للسياحة أوعزت وزارة الخارجية الصينية أمس السبت إلى مواطنيها بعدم زيارة كوماموتو لغاية /16/ مايو المقبل ونصحت المسافرين بإعادة النظر بخطط السفر إلى أي مكان من منطقة كيوشو.
وبحسب وكالة يونهاب للأنباء قررت وكالة السفر الكورية الجنوبية الرائدة هانا تور إلغاء جميع الرحلات إلى كيوشو من كوريا الجنوبية اعتبارا من اليوم الأحد وقد يستمر حتى يوم الخميس المقبل على الأقل.
وتقع كيوشو بالقرب من دول آسيوية عديدة وتحظى بشعبية بين السياح الأجانب. وتذكر بيانات سياحية أن عدد المسافرين الأجانب إلى اليابان عبر كيوشو قد ارتفع بنسبة 69% في عام 2015 إلى /2.83/ مليون مسجلا رقما قياسيا للسنة الرابعة على التوالي.
ويعادل السياح من كوريا الجنوبية نسبة 40% من إجمالي القادمين مقابل 30% يأتون من مناطق أخرى من آسيا.
وقد أضرت الزلازل بنحو /15/ منتجعا سياحيا كما تعرضت بعض المواقع السياحية ذات الشعبية الكبيرة إلى أضرار جزئية بمايشمل قلعة كوماموتو التي انهار أحد جدرانها الخارجية ومعبد آسو جينجا حسب وكالة السياحة اليابانية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر