اللاذقية ـ سانا
شكلت المشغولات القماشية في الريف السوري مصدر إلهام الفنانة هيام سلمان التي أعجبتها فكرة استخدام بقايا القطع القماشية في تشكيل لوحات فنية بطريقة ابداعية.
والفنانة سلمان من مواليد اللاذقية عام 1964 وخريجة مركز الفنون التشكيلية باللاذقية عام 1986 و لها مشاركات في العديد من المعارض.
وحول تجربتها المميزة قالت “إن اهتمامها بالقماش جاء نتيجة تنقلها المتواصل بين مختلف أرياف المحافظات السورية لطبيعة عملها في مهنة التدريس وكانت تشاهد المشغولات القماشية المختلفة من غطاء الطاولة الذي يجمع الكثير من القطع القماشية الملصوقة ببعضها البعض حيث أن المرأة في الريف كانت تجمع بقايا القطع القماشية وتخيطها مع بعضها البعض لاستخدامها لأمور مختلفة كما كانت تقوم برتي أو ترقيع القطع القماشية و صناعة الملابس لأبنائها”.
وأضافت “أعجبتني الفكرة و التقنية فقمت بتطبيقها بشكل فني تشكيلي يأخذ طابعا تعبيريا تجريديا بسبب صعوبة المادة الخام واشتغلت بهذه التجربة لمدة ثلاث سنوات وبعدها قدمتها في معارض فنية فكانت هذه الفكرة جديدة بالمطلق حيث اشتغلت كما كبيرا من اللوحات القماشية ونظمت أول معرض في المتحف الوطني باللاذقية عام 2002 ثم نقلت هذا المعرض الى مختلف المحافظات فأصبح هذا الأسلوب سمة خاصة بي لم يعمل به أحد غيري من قبل”.
وأشارت الى أنها أرسلت اعمالها إلى بلدان كثيرة عربية وأجنبية مركزة على فكرة الجيابيات القماشية وهي عبارة عن جيوب صغيرة تخاط على قطعة قماشية بطريقة فنية جميلة وتستعمل لأغراض متعددة لوضع اشياء خاصة بسيدة المنزل أو في المطابخ والصالونات كما شاركت في نهاية عام 2009 في ملتقى مورتسبورغ الدولي بألمانيا حيث اشتغلت بالهواء الطلق لتلاقي أعمالها إقبالا كبيرا واهتماما خاصا.
وعن مراحل إنجاز اللوحة القماشية أوضحت الفنانة أن اللوحة تمر بعدة مراحل أولها تحديد الفكرة التي سيتم الاشتغال عليها وتأتي نتيجة تحريض ما قد يشكله اي تفصيل او حدث عابر ليتحول إلى حالة إنسانية مهمة تتجلى في شكل عمل فني ,فالفن هو تراكم رؤى ومشاهدات و ثقافة حياتية لا تنقطع.
و لفتت إلى أنه و على الرغم من وجود الفكرة مسبقا إلا أن قطعة القماش بين يديها تأخذها أحيانا إلى مسار آخر فيطرأ بعض التغيير على الفكرة مشيرة الى أن أصعب مرحلة في إنتاج اللوحة القماشية هي اختيار قطع القماش التي يجب أن تتناسب مع الفكرة التي يتم الاشتغال عليها.
وقالت سلمان ” بعد ذلك أبدأ بوضع الأجزاء القماشية التي رسمتها وقصصتها على سطح اللوحة الأساسية والتي تعتبر الحامل لكل هذه القصاصات القماشية وغالبا ما تكون قطعة قماش بلون واحد وأحيانا تغطى بالكامل وأحيانا أخرى يظهر جزء منها حسب ما يقتضيه العمل حيث تبدأ هذه المرحلة بتثبيت الأجزاء القماشية بدبايس الخياطة وهذه المرحلة قابلة للتعديل والتغيير حسب الرؤية التي أعمل عليها وهي مرحلة صعبة لأنها أساس تكوين اللوحة الفنية”.
وأضافت أن مكونات اللوحة في هذه المرحلة تخضع لتشكيل وإعادة التشكيل عدة مرات وممكن أن تستغرق هذه المرحلة أكثر من شهر حتى تصل إلى الشكل النهائي الذي تريده.
وتلي المرحلة الأولى مرحلة خياطة قصاصات الأقمشة بالإبرة والخيط وتشير سلمان إلى أن لديها أكثر من 300 عمل أو لوحة قماشية وأكثر من مئة لوحة قماشية موزعة في أنحاء العالم مثل أميركا و فرنسا و اليابان و ألمانيا و سويسرا و الأردن و لبنان كما أن عددا من لوحاتها القماشية معروضة في وزارة الثقافة ومتحف الفن الحديث والمتحف الحربي وأماكن أخرى في سورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر