نفى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الخميس)، وجود علاقة بين وقف السعودية إمداد بلاده بشحنات البترول وتصويت القاهرة على مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا.
وذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) أن السيسي " نفي أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر قد جاء رداً على موقفها من التصويت في مجلس الأمن".
وأضاف السيسي خلال ندوة تثقيفية نظمتها القوات المسلحة اليوم، " إن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي لمصر في أبريل الماضي، وأن الحكومة (المصرية) اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول".
وكانت شركة (أرامكو) السعودية أوقفت تسليم مصر شحنات المواد البترولية المخصصة لشهر أكتوبر الجاري، ما دفع القاهرة إلى استيرادها من موردين دوليين.
وجاء قرار أرامكو عقب تصويت مصر لصالح مشروعي قرارين، أحدهما فرنسي والآخر روسي، في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، في خطوة اثارت غضب السعودية التي كانت ترفض بشدة المشروع الروسي.
وعقب التصويت، انتقد مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي القرار المصري، وعبر عن ألمه أن " يكون موقف السنغال وماليزيا أقرب إلى الموقف العربي (من مصر)"، في أول انتقاد سعودي رسمي علني للقاهرة.
لكن الرئيس السيسي أكد أن " أحدا لا يستطيع التدخل في العلاقة الوثيقة والتاريخية بين مصر وأشقائها العرب"، وشدد في الوقت نفسه على" أن مصر لديها سياسة مستقلة تقوم على الحفاظ على الأمن القومي العربي من خلال رؤية مصرية".
وقال السيسي إن " موقف مصر من سوريا هو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتحقيق إرادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة، وإعادة إعمار سوريا، وأرى أنه لا يوجد اعتراض على ذلك من جانب أشقائنا الخليجيين".
وأوضح أن " تصويت مصر في مجلس الأمن على مشروعي القرارين الفرنسي والروسي كان لصالح وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات للمواطنين الذين يعانون في سوريا، ونحن كنا ننظر للأمر خلال التصويت على مشروعي القرارين من خلال هذا المنظور".
ونوه بـ" عدم توجيه مصر أي انتقادات للمسئولين الأشقاء (في دول الخليج العربي) عند التقائهم مسئولي الدول التي تتعمد الإساءة لمصر"، مؤكداً احترام مصر لاستقلالية وسيادة كل دولة وعدم إساءتها حتى لمن يسئ إليها اقتناعاً منها بعدم أخلاقية هذا المسلك.
وأشار إلى أن "مصر تنتهج سياسة خارجية تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح والتسامح واستقلالية القرار.. وتبني هذا النهج في سياسة مصر الخارجية يأتي عقب صياغتها مع فريق عمل متكامل، وبعد الاستفادة من تجارب مصر السابقة في مختلف العصور، فضلاً عن دراسة تجارب الدول الأخرى، والتي أدت الممارسات الخاطئة لبعضها إلى تدميرها".
وتابع إن مصر تحرص على الحفاظ على الأمن القومي العربي، وتعتبر أمن دول الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي.
ولفت السيسي إلى وجود محاولات لتخريب علاقات مصر بالدول الأخرى من خلال بث الشائعات، بهدف عزلها والضغط عليها، مؤكداً أن مصر لن تركع سوى لله وحده، وأن وحدة صف المصريين وتكاتفهم على قلب رجل واحد سيُمكّنهم من التغلب على جميع التحديات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر