الجزائر - وكالات
قام الوزير الاول عبد المالك سلال خلال الزيارة التي قادته يوم السبت الى ولاية بجاية باستحضار التاريخ لخدمة المنطقة و التذكير بدورها البارز و الريادي سواء على صعيد نشر العلم و المعرفة او في تحرير البلاد من نير الاستعمار.
و قد اكد سلال على اهميتها من خلال الدعوة الى تقويم اجتماعي واقتصادي للمنطقة و الابقاء عليها على هذا النهج التاريخي من خلال الحرص على "جعل بجاية لا ينطفئ وهجها ابدا".
في هذا الصدد فان جميع المشاريع التي جاء بها تندرج في اطار تحقيق هذا الهدف و تسعى الى إستحضار التاريخ لخدمة التنمية المحلية وذلك سواء تعلق الامر بالطريق الالتفافي الرابط بين بجاية و احنيف (البويرة) او ازدواجية وكهربة خط السكة الحديدية الرابط بين بجاية و بني منصور او المحطة البحرية و مشروع توسيع الميناء و انشاء ميناء سياحي في مكان الميناء البترولي الحالي او ايضا انجاز مدينة بجاية الجديدة بوادي غير.
و قد تم استحداث كل ذلك لهذا الغرض حيث انه و فضلا عن التاهيل العادي كما طالب به المنتخبون المحليون فان الامر يتعلق بوضع بجاية بشكل نهائي في مسارها الصحيح.
و حملت زيارة الوزير الاول عديد المفاجآت و بعض اشارات الارتياح و ربما حتى غير متوقعة كما اجمعت عليه الاراء على غرار القرارات المتعلقة بانجاز ملعب جديد يتسع ل30000 مقعد و منح غلاف مالي تكميلي بقيمة 500 مليار دج للبلديات الفقيرة فضلا عن الميزانية المخصصة لها في اطارالمخططات البلدية للتنمية و الاسراع في انجاز المركز الاستشفائي الجامعي الموجود على "الورق" لكنه لم يجد طريقه للتجسيد في ارض الواقع.
كما ان الامر يتعلق بتهيئة طريق سياحية على طول الواجهة البحرية التي تبدا من سيدي يحيى بمحاذاة الميناء البترولي الى غاية تزبوجت على بعد 15 كلم غرب بجاية و الذي سيلتف براس كاربون و يما قوراية.
اما بالنسبة لهذا المشروع الاخير فان الامر يتعلق بحفر انفاق في الجبال الصخرية الموجودة و انشاء فضاء للسياحة و الاستجمام بامتياز حيث ان المكان يعد من بين اجمل الفضاءات التي تزخر بها الولاية.
و كان رئيس المجمع السياحي الاسباني "فلامينكو انثرناثيونال" قد اعجب بتلك المناظر الخلابة اثناء زيارة تفقدية الى المنطقة سنة 1995 للبحث عن فرص استثمارية. حيث قال في هذا الخصوص انه "باستتناء خليج ريو دو جانيرو (البرازيل) فانني لم يسبق لي ان رايت مثل هذا الجمال".
قطب سياحي بامتياز
يجدر التذكير في هذا الصدد ان المجمع السياحي "فلامينكو انترناثيونال" يعد المصمم في اسبانيا من بين اشياء اخرى لمدينة بينيدورم التي اصبحت احدى المدن السياحية الاولى في اسبانيا.
كما من شان المشروع ان يجعل من المنطقة قطبا سياحيا ممتازا كفيلا بجلب عديد الاستثمارات و بخاصة اعادة تاهيل و اعطاء بريق و شهرة بجاية ارض الترحاب التي طالما حظيت بالعناية عبر التاريخ سيما منذ العصور الوسطى.
و قد اشار سلال الى ذلك خلال تطرقه امام المجتمع المدني الى شخصيات مثل الادريسي و ابن بطوطة الرحالة الكبير اللذين جاءا كزائرين لكنهما استقرا لوقت طويل بعد ان سحرهم جمال المنطقة التي اعتبرها دوق النمسا لويس هابسبورغ في مطلع القرن ال19 "جوهرة شمال افريقيا".
ويكتسي هذا المشروع مع مشاريع اخرى اهمية كبرى حيث اوضح امام ممثلي الحركة الجمعوية "انني لست الشخص الذي يعطي وعودا جوفاء" مؤكدا على ارادة السلطات العمومية في المساعدة على اعادة البريق لهذه الولاية.
وصرح في هذا الخصوص "اننا سنساعدكم قدر استطاعتنا" مشيرا الى ضرورة توحيد الجهود مع المجتمع المدني و الفاعلين الاقتصاديين بالولاية لتحقيق هذا الهدف الاسمى.
كما تطرق الوزير الاول في هذا الصدد الى مكافحة البيروقراطية و الفساد اللذين كما قال "يعرقلان تجسيد المشاريع و يعيقان الاستثمار الخلاق للثروة و مناصب الشغل".
و ذكر في هذا الخصوص بانه "لا يوجد هناك صعوبات في الوسائل و البرامج لكن ينبغي بذل مجهود اكبر في مجال الانجاز" مشيرا الى التاخر المسجل في قطاع السكن.
وقد رفعت هذه الزيارة من معنويات سكان الولاية الذين انصب حديثهم صبيحة اليوم الاحد على هذه الزيارة التي جاءت باشياء ملموسة و كذا بالوعود لكي تجد بجاية العاصمة المغاربية القديمة بريقها و رونقها و تعود لصناعة التاريخ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر