تنطلق اعمال منتدى الإستثمار الاردني القطري في الدوحة خلال الفترة من 12 الى 14 كانون الأول المقبل، بالتزامن مع إقامة معرض للصناعات الاردنية في قطر تحت عنوان "الاردن اليوم"، وذلك وسط طموحات وآمال كبيرة معلّقة عليه لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وسيكون المنتدى الأول من نوعه بين البلدين منذ سنوات طويلة، بينما يعد معرض الصناعات الاردنية الثاني عقب المعرض الأول الذي إستضافته الدوحة قبل أكثر من 16 عاما ونظمته آنذاك مؤسسة تنمية الصادرات الاردنية.
ويرى السفير الاردني في الدوحة زاهي محمد الصمادي ان الحدث الإقتصادي الاردني الذي تحتضنه الدوحة والمتمثل بالمنتدى الإستثماري ومعرض الصناعات سيوفر دفعة قوية لمسار العلاقات الإقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين، فضلا عن كونه سيسهم في الترويج لفرص المشروعات الإستثمارية التي يمكن لرجال الأعمال القطريين مشاركة الحكومة والقطاع الخاص الاردني في تنفيذها.
واعرب الصمادي عن امله، في حديث لمراسل (بترا) في الدوحة، أن يكون دور معرض "الاردن اليوم" فاعلا في ترسيخ عملية الترويج للمنتجات الاردنية وفتح آفاق جديدة لها في السوق القطرية النشطة.
وقال ان الصناعة الاردنية بكل قطاعاتها موجودة في السوق القطرية منذ عقود، وهي تنافس بقوة مقارنة مع المنتجات الأخرى، لكننا نأمل بفتح أبواب جديدة لهذه الصناعة، وزيادة وتيرة إستيراد اسواق الدوحة من عمان.
واضاف ان الميزان التجاري بين قطر والاردن يميل لصالح الأولى، حيث تصل قيمة مستوردات الاردن من قطر خلال أول عشرة أشهر من العام الحالي الى حوالي 180 مليون دينار، مقابل صادرات أردنية للسوق القطرية بقيمة 98 مليون دينار خلال ذات الفترة، وفقا لإحصاءات حديثة صادرة عن وزارة التخطيط القطرية.
وتتركز الصادرات الاردنية الى السوق القطرية على المواد الطبية والصيدلية والسلع الغذائية وخصوصا منتجات الخضار والفواكه، بينما تصدر قطر للاردن المنتجات البتروكيماوية والزيوت.
وتلقى المنتجات الاردنية رواجا كبيرا وقبولا في أسواق قطر سواء من المستهلك القطري أو من المقيمين العرب والأجانب.
ويرى الصمادي أن هذه الحالة تضاعف المسؤولية أمامنا في زيادة زخم تواجد السلع الاردنية ليس في السوق القطرية فحسب، وإنما في الأسواق الخليجية أيضا بإعتبار أن هذه الأسواق تشكل وحدة خليجية واحدة، وهو ما نأمله من معرض "الاردن اليوم".
وتبذل السفارة الاردنية في الدوحة جهودا كبيرة لانجاح الحدث الإقتصادي الاردني وخصوصا ما يتعلق بمعرض الصناعات، حيث يوضح الصمادي: "خاطبنا كافة الجهات المعنية في قطر لتسهيل مهمة الشركة المنظمة للمعرض ومرور المنتجات الاردنية التي تمثل الشركات المشاركة في المعرض وعددها 80 شركة من مختلف الأنشطة والقطاعات الصناعية في الاردن".
وقال: "نتابع كل صغيرة وكبيرة، نريد أن يحقق المنتدى والمعرض نجاحا باهرا يعكس طموحات البلدين الشقيقين ومتانة علاقاتهما التاريخية الراسخة في كافة المجالات".
ويقام معرض "الاردن اليوم" تحت رعاية مشتركة من غرفة قطر وغرفة صناعة عمان وغرفة تجارة الاردن وهيئة الإستثمار الاردنية، بينما تتولى تنظيمه شركة قطرية تدعى "صقلية" وهي متخصصة في تنظيم المؤتمرات والمعارض في قطر.
ولن يكون مجلس الأعمال الأردني القطري بمنأى عن الإجتماعات الإقتصادية المشتركة التي تشهدها الدوحة بين القطاع الخاص في الاردن وقطر، حيث سيلتئم على هامش منتدى الإستثمار.
ويرى رئيس غرفة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني في إجتماعات الدوحة المرتقبة مع الاردن فرصة سانحة لتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات وليس الإقتصادية فقط.
وقال "سنعمل جاهدين على النهوض بهذه العلاقات الى ما نطمح اليه"، معتبرا حجم الميزان التجاري بين البلدين لا يلبي التطلعات.
واضاف "أتأمل أن تكون هناك إنطلاقة جديدة وقوية للعلاقات الإقتصادية والإستثمارية والتجارية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة".
ومضى قائلا "هناك إصرار كبير من قبل رجال الأعمال القطريين على تعزيز علاقاتهم مع نظرائهم في الاردن الشقيق، والعمل على تطوير إستثماراتهم هناك بما يعود بالنفع على النمو الإقتصادي في البلدين".
ويرى خليفة بن جاسم أن رجال الأعمال يستمدون إصرارهم من عوامل إيجابية كثيرة يحظى بها الاردن ليس أقلها أهمية عامل الإستقرار السياسي والأمن والأمان التي يتمتع بها مقارنة مع الدول المحيطة الملتهبة من حول المملكة، فضلا عن وجود التشريعات والقوانين المشجة والجاذبة لرؤوس الأموال الخارجية.
وينظر خليفة بن جاسم الى كل هذه العوامل مجتمعة على أنها "تجعل من الاردن وجهة هامة للاستثمارات القطرية والخليجية".
ولدى قطر إستثمارات كبيرة في الاردن تتنوع بين قطاعات الطاقة والعقار والسوق المالي والمنتجعات السياحية.
ويسعى منتدى الإستثمار الأردني القطري الى رفع مستوى التعاون الأردني القطري القائم على الاهتمامات المشتركة، والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، وتعريف المستثمرين ورجال الأعمال القطريين بالفرص الاستثمارية والقوانين والتشريعات الخاصة بالاستثمار والتسهيلات التي يمكن أن تمنح لهم في الاردن.
كما يتطلع القائمون على المنتدى الى فتح آفاق وأسواق جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، وإتاحة الفرص لتبادل الخبرات والتعاون في مجالات التجارة والمشاريع المشتركة، وتنمية الأعمال في كلا الجانبين، علاوة على إطلاق الشراكات والتحالفات بين القطاعين العام والخاص في البلدين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر