غياب النموذج التنموي يعيق الإصلاح الضريبي في المغرب
آخر تحديث GMT 11:49:09
المغرب اليوم -

غياب النموذج التنموي يعيق الإصلاح الضريبي في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غياب النموذج التنموي يعيق الإصلاح الضريبي في المغرب

أحمد برنوصي الكاتب العام للجمعية المغربية
الرباط – المغرب اليوم

يرى نجيب أقصبي، أستاذ العلوم الاقتصادية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط، أن الإصلاح الضريبي التي أعلنت عنه الحكومة، عقب المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات التي نُظمت ماي الماضي، سيبقى مُعاقاً بسبب غياب رؤية حول خيارات النموذج التنموي الجديد.

وقال أقصبي، في ندوة نظمتها ترانسبارني وأوكسفام، الثلاثاء في الرباط، حول توصيات المناظرة، إن الحديث عن النموذج التنموي الجديد انطلق منذ سنوات؛ لكن لم يتبين إلى حد الساعة أي من ملامحه، وشدد على أن النقاش حول هذا النموذج يسبق الحديث عن أي إصلاح للنظام الضريبي.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن المناظرة الوطنية الثالثة حول الجبايات أسفرت عن أكثر من 160 توصية كانت في مجملها جيدة؛ لكن وزارة الاقتصاد والمالية اختارت 10 إجراءات فقط قالت إنها ذات أولوية فيما تجاهلت أخرى ذات أهمية كبرى.

ويعتبر أقصبي أن هذا الاختيار، في حال اعتماده في إطار القانون الإطار المرتقب، سيجعل المناظرة الوطنية الثالثة حول الجبايات كسابقاتها، بحيث يتم جمع توصيات عدة تلامس بعضها المشاكل الحقيقية للمنظومة الضريبية؛ لكن لا يتم تطبيقها على أرض الواقع، وعلق على الأمر بالقول: "هكذا تمخض الجبل فولد فأراً".

ويذهب أقصبي إلى الحديث عن أن ربط إصلاح النظام الضريبي بالتوازنات الماكرو اقتصادية وتوسيع الوعاء الضريبي يجعل منه إصلاحاً غير ناجحاً، وقال إن الحكومة تقدم دائماً التوازنات في أي إصلاح، أما توسيع الوعاء الضريبي فهي حديث الحكومات منذ أربعين سنة، واعتبر أن هذين الشرطين يمثلان "قُفلاً مزدوجاً" يرهن الإصلاح الضريبي.

وأورد الخبير الاقتصادي لائحة إجراءات مهمة "منسية" من قبل وزارة الاقتصاد والمالية؛ من بينها تكريس مبدأ فرض الضريبة على الدخل العام عبر مراجعة معدلات وشرائح مقياس الضريبة على الدخل، وإصلاح النظام الجبائي المطبق على الممتلكات، وتضريب الممتلكات غير المنتجة والأنشطة التي تهدف إلى المضاربة، واعتماد القيمة الأصلية في حالة تفويت عقارات تم امتلاكها عن طريق الإرث.

كما ذكر المتحدث أيضاً تجاهل وزارة الاقتصاد والمالية لتوصيات متعلقة بإصلاح الضريبة على القيمة المضافة مع فرض معدلات أعلى بالنسبة للمنتجات الفاخرة، ناهيك عن عقلنة التحفيزات الضريبية وتنمية ميكانيزمات التمويل الذاتي للمقاولات.

وعاب الخبير الاقتصادي أيضاً إسقاط الحكومة ضمن أولوياتها لمشروع القانون الإطار الخاص بالإصلاح الضريبي توصيات تهم تشجيع الادخار طويل الأمد من أجل دعم تمويل الاستثمارات المنتجة، وإدماج القطاع غير المهيكل.

وذكر أيضاً توصيات أخرى لم ترد ضمن أولويات الحكومة تهم تشديد الجزاءات المطبقة على المخالفات الجسيمة، إضافة إلى إعمال الشفافية والحق في الوصول إلى المعلومة والأمن القانونية لدافعي الضرائب وإحداث المجلس الوطني للاقتطاعات الضريبية.

ويؤكد أقصبي أن "الضرائب فعل سياسي وتوجد في صلب النظام السياسي والعلاقات بين الطبقات والسلطات"، وزاد قائلاً: "الواضح أن النظام السياسي واللوبيات والعلاقات المجتمعية لم تتغير، إذن كيف يمكن أن نوهم أنفسنا أن ما لم نستطع أن نحققه منذ أربعين سنة يمكن تحقيقه في الخمس سنوات المقبلة والحال أن النظام واللوبيات لم تتغير؟".

من جهته، قال أحمد برنوصي، الكاتب العام للجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، في هذا اللقاء، إن التوصيات التي تم اعتمادها عقب المناظرة "تخدم الرأسمال وتستثني الموظفين والأجراء وترهن العدالة الجبائية التي كانت شعار المناظرة بتوسيع الوعاء الجبائي وضم الأنشطة غير المهيكلة".

ويرى برنوصي إن ربط توسيع الوعاء الضريبي وإدماج الأنشطة غير المهيكلة يتطلب سنوات طويلة، وأضاف قائلاً: "هذا الموضوع كان ضمن برامج الحكومات المتعاقبة منذ أكثر عشرين سنة؛ لكنها لم تنجح في ذلك، ولم تستطع إدماج القطاع غير المهيكل، على الرغم من أنه يشكل أغلبية القطاع الاقتصادي في المملكة".

وقد يهمك أيضاً :

عام 2017 شهد تغييرًا في الاقتصاد العالمي الذي أثر على الوضع في عدد من الدول

اليورو يرتفع وسط ترقب لتأثير قانون الإصلاح الضريبي الأميركي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب النموذج التنموي يعيق الإصلاح الضريبي في المغرب غياب النموذج التنموي يعيق الإصلاح الضريبي في المغرب



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib