تعتبر طيران الإمارات واحدة من أسرع شركات الخطوط الجوية نمواً في العالم، حيث باتت اليوم تربط من مركزها في دبي جميع أنحاء العالم بشبكة رحلات نحو أكثر من 158 وجهة.
وقد بدأت قصة طيران الإمارات، وهي شركة وطنية إماراتية مملوكة لحكومة دبي، في عام 1985 حيث كانت الانطلاقة بطائرتين فقط، واليوم باتت تتوفر على أكبر الأساطيل الجوية في العالم من طائرات إيرباص A380 وطائرات بوينج 777،
يبلغ عددها 271 طائرة.
وقد حازت شركة طيران الإمارات، وهي إحدى شركات مجموعة الإمارات، على عشرات الجوائز في السنوات الماضية، من أبرزها جائزة أفضل ناقل عالمي سنتي 2013 و2016، وأفضل درجة أولى في العالم لسنة 2019، إضافة إلى جوائز
أخرى على مستوى الشرق الأوسط وآسيا.
ولطيران الإمارات سمعة جيدة فيما يخص خدماتها على مستوى الطائرات، فدرجاتها الثلاث توفر خدمات تجعل المسافرين يقبلون عليها أكثر فأكثر، كما أن فخامة خدماتها على مستوى درجتي الأعمال والأولى جعلت منها الشركة المفضل لكبار
الشخصيات.
وراء هذا النجاح عمل وجهد كبيرين، فالشركة تتوفر على كلية خاصة لتكوين المضيفات والمضيفين بمستوى عال من الحرفية اعتماداً على مناهج حديثة، حيث يخضع أفراد طاقم الطائرة لتكوين يدوم ستة أسابيع ليكونوا في صورة مثالية وعلى دراية
بمختلف متطلبات الحالات الاستعجالية.
وبحسب وسيم مستراح، وهو مدرب طاقم الطائرة بطيران الإمارات، فأول ما يتم العمل به في التكوين هو تعريف أفراد الطاقم على البلد الذي سيعيشون فيه، واطلاعهم على معلومات الشركة، إضافة إلى تعلم الإسعافات الأولية وإجراءات السلامة
للتعامل مع مختلف الحالات التي يواجهونها بمساعدة آلية محاكاة.
وتتيح آليتان لمحاكاة الطائرة للطاقم، داخل مقر التكوين، أن يتعلم كل فرد من الطاقم ما يحتاجه في حالة مواجهة أي حالة في الجو على علو يصل إلى 40 ألف قدم، كما يتم تدريب الطاقم أيضاً على تمثيل الشركة أحسن تمثيل من خلال المظهر
الموحد والتعامل مع الزبناء أخذاً بعين الاعتبار ثقافات ولغات كل وجهة وبلد.
داخل طيران الإمارات يوجد مغاربة كثر، من بينهم وصال القاضي، شابة مغربية حققت حلمها بالولوج إلى طيران الإمارات، وقد تأتى لها ذلك بعدما أنهت دراستها في برشلونة في شعبة الاقتصاد والتصميم، وتقدمت لمباراة طيران الإمارات نُظمت
في المدينة نفسها ونجحت فيها.
تصف وصال، في حديثها لهسبريس، رحلات طيران الإمارات بالممتعة والمشوقة لما تتيح لها من انفتاح على ثقافات وشعوب جديدة، سواء من طرف المسافرين أو أفراد طاقم الطائرة، وتؤكد أن الدور الأساسي للطاقم هو سلامة المسافرين، موردة
أنه يتم عقد اجتماع مصغر، قبل كل رحلة، تكون النقطة الرئيسية فيه هو السلامة
ماجدولين بزازي، مغربية أخرى تُشرف على التدريب في كلية تكوين طاقم الطائرة، أشارت في حديث لهسبريس إلى أن التدريب يشمل السلامة العامة للطائرة والتدريب الخاص بطراز الطائرة، بشقيهما النظري والتطبيقي، للتعامل مع أي هبوط
اضطراري وفي كل الحالات التي تستوجب إخلاء الطائرة عبر زلاجات النجاة.
ويتطلب من طاقم الطائرة، حسب المدربة بزازي، إتقان عدد من المهارات لضمان سلامة الركاب في كل الحالات التي قد يواجهونها، وبالإضافة إلى ذلك توجد دروس خاص بهندام الطاقم تتضمن عمليات وضع الماكياج لكي يكون المظهر موحداً
ويقدم صورة جيدة للشركة.
نجاح طيران الإمارات لا يرتبط فقط بتميز أفراد طاقمها، بل أيضاً بعمل التموين، وهو جزء مهم من خدمات أي شركة طيران، وتتوفر طيران الإمارات على شركة لتمويل الطائرات على مقربة من مطار دبي الدولي تعمل على تموين حوالي 128
شركة خطوط جوية تغادر مطار دبي.
في بناية ضخمة، لا تتوقف وتيرة دخول وخروج العاملين، فالأمر يتعلق بأكبر مطبخ تموين طائرات في العالم، يُعادل 13 ملعب كرة قدم، ويُحضر ما بين 180 ألفا و250 ألف وجبة في اليوم، تتفاوت حسب المواسم، ويتم الأخذ بعين الاعتبار مطابخ
كل بلد تتوجه إليه الطائرة.
ويؤكد سعود المطروشي، شيف تنفيذي في طيران الإمارات، أن لدى الشركة معايير سلامة متعددة تشمل مرحلة الاقتناء ثم الفرز وما بعد الطبخ، حيث تتم مراقبة درجة الحرارة وسلامة منظر الأكل قبل دخوله إلى مرحلة التبريد التي تخضع لمعايير
تحافظ على طراوته. أما المرحلة الأخيرة من المراقبة، فتكون على متن الطائرة.
طيلة 34 سنة من العمل، لم تكن شركة طيران الإمارات تراهن على الكم بقدر ما كان غرضها الكيف وتقديم الجودة لكي تظفر بثقة الزبناء، وهو ما نجحت فيه وما فتئت تواكب هذا النجاح بتوسع مضطرد نحو وجهات العالم.
قد يهمك أيضا :
حقيقة الصورة المُذهلة للطائرة الإماراتية "المُرصّعة بالألماس"
احصلي على رحلة مريحة بعد اتباع نصائح طاقم طائرة في طيران الإمارات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر