جنوب السودان يراهن على القهوة لدفع عجلة الإقتصاد
آخر تحديث GMT 13:29:03
المغرب اليوم -

جنوب السودان يراهن على القهوة لدفع عجلة الإقتصاد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جنوب السودان يراهن على القهوة لدفع عجلة الإقتصاد

جورج كلوني في جوبا بجنوب السودان
نيروبي ـ أ.ف.ب

 يغرق جنوب السودان في حرب اهلية مدمرة منذ 22 شهرا فيما اقتصاده الذي يعتمد بشكل شبه تام على النفط، منهار، الا ان هذا البلد يحلم بان يتحول الى مزود للسوق الاوروبية بكبسولات البن.

فسيصدر البن من جنوب السودان للمرة الاولى خلال الشهر الحالي في اطار مبادرة طويلة الامد بهدف انعاش صناعة القهوة في هذا البلد الواقع في شرق افريقيا برعاية ماركة "نسبريسو".

واطلق المشروع في تموز/يوليو 2013 الممثل الاميركي جورج كلوني المدافع منذ فترة طويلة عن جنوب السودان والوجه الاعلاني لمجموعة "نستله" السويسرية العملاقة. واعتبر يومها ان "ثمة فرصة فعلية في هذا المجال".

لكن بعد خمسة اشهر على ذلك، غرق البلد الذي استقل عن السودان في تموز/يوليو 2011 بعد نزاع دام عقودا، في الحرب الاهلية مع مجازر وفظائع ذهب ضحيتها عشرات الاف الاشخاص وتشرد نحو 2,2 مليون آخرين.

وتتواصل المعارك في مناطق عدة رغم التوقيع في 26 آب/اغسطس على اتفاقية سلام بين الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ونائب الرئيس السابق رياك مشار.

وفي الوقت عينه ضاعفت منظمة "تكنوسيرف" غير الربحية ومقرها في واشنطن، التي كلفتها "نسبريسو" تطبيق المشروع، الجهود لمساعدة صناعة البن في جنوب السودان.

وقال المدير العام ل"تكنوسيرف" وليام وورشوير "اردنا ان نساعد صغار المزارعين على تطوير نشاطهم في هذا المجال لكي يتمكنوا من كسب لقمة لعيش من هذه الزراعة".

واستثمر مبلغ 2,6 مليون دولار في المشروع وانضم 300 مزارع صغير الى تعاونيات فيما يستعد الف اخرون الى القيام بالخطوة نفسها. ويقضي الهدف بجذب 15 الف مزارع في خلال عشر سنوات.

ويسعى جنوب السودان لخوض غمار التصدير، فهو منتج للبن منذ فترة طويلة. الا ان الحرب مع الخرطوم التي استمرت عقودا قضت على هذا الانتاج الموجه في الاساس الى السوق المحلية.

ولا تزال شجيرات بن برية من نوع "ارابيكا" تنبت على هضبة بوما الحدودية مع اثيوبيا حيث منشأ هذا النوع على ما يبدو. وينتشر بن "ارابيكا" البري و"روبوستا" ايضا في جبال ايماتونغ في الجنوب.

وتنتشر شجيرات البن ايضا في جنوب البلاد التي تعيش بمنأى عن الحرب.

تعمل "تكنوسيرف" مع منتجين صغار من مختلف انحاء العالم لمساعدتهم على زيادة محاصيلهم، وان يكونوا على اتصال اقوى بالاسواق، وان يحسنوا مداخليهم.

لكن الواقع في جنوب السودان يصعب من هذه المهمة ويطرح امامها جملة من العقبات، فالحرب الاهلية "ليس أمرا معتادا" بحسب وورشوير.

فقد اجبرت المخاوف الامنية الشرطة على سحب موظفيها الاجانب في العام 2014، وادى ذلك الى ابطاء عجلة المشروع.

رغم ذلك، يبدي وورشوير تفاؤلا حول حصاد العام 2015 الذي يرى انه سيكون اكبر من محاصيل السنوات الماضية.

ويقول "يمكن ان يصبح البن ثاني الصادرات في البلاد بعد النفط".

فالتعاونيات المنتشرة في محيط مدينة ياي الجنوبية زرعت المزيد من الاشجار وزادت من حصادها وحسنت نوعية المحصول باستخدام الالات الطحن الحديثة.

والنتيجة، كمية محدودة من كبسولات القهوة ستكون متوفرة اعتبارا من الشهر الحالي في فرنسا حصرا.

ويقول جان مارك دوفوازين المدير التنفيذي لعلامة نسبريسو "نحن متحمسون لامكانيات هذا المشروع في تحقيق النمو الاقتصادي في المنطقة".

فالاقتصاد في جنوب السودان يعتمد تماما على انتاج النفط، وقد انخفضت عائدات هذا القطاع 30 % منذ اندلاع الحرب الاهلية.

ازاء ذلك، تدهورت قيمة جنيه جنوب السودان وصار يباع في السوق السوداء ادنى بخمس مرات من قيمته الرسمية، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من تضخم يصل الى 60 %.

في ظل هذه الظروف، يمكن ان يشكل قطاع القهوة مصدرا لتنويع الاقتصاد في هذا البلد الاحدث نشوءا في العالم حين تضع الحرب اوزارها.

اما قبل ذلك، فان انتاج البن وتصديره يشكل معجزة حقيقة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوب السودان يراهن على القهوة لدفع عجلة الإقتصاد جنوب السودان يراهن على القهوة لدفع عجلة الإقتصاد



GMT 02:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صادرات السمك لدولة المغرب تتجاوز 3 مليارات دولار

GMT 01:11 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يفرض غرامة على شركة أدوية أميركية عملاقة

GMT 00:23 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

البورصة المصرية تربح 18.1 مليار جنيه في أسبوع

GMT 17:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

للأسبوع السادس على التوالي ترتفع أسهم سوق دبي المالي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib