حرير آدم مسرحية ترتقي بالذائقة البصرية والأداء المتماسك
آخر تحديث GMT 10:39:23
المغرب اليوم -
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

"حرير آدم" مسرحية ترتقي بالذائقة البصرية والأداء المتماسك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"حرير آدم" مسرحية ترتقي بالذائقة البصرية والأداء المتماسك
عمان ـ بترا

  إرتقت مسرحية حرير آدم للمخرج إياد شطناوي بالذائقة البصرية والاداء التمثيلي المتماسك في طرحها لقضايا مجهولات النسب برؤية إخراجية واعية.

وتفتتح ستارة العرض المسرحي الذي كتبت نصه اروى ابو طير واعده زيد خليل وقدم مساء امس السبت على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، وإتكأ على المدرسة الواقعية ومقتربا من التجريب، بأولى لوحاته بدخول 4 شخصيات نسائية منهكة ومحبطة، متتاليات بتشكيل اصطفافي من يسار عمق الخشبة في ظل إضاءة منبثقة افقيا وبشكل قطري كأنها كوة باب من العلم الخارجي تجاه يسار منتصف الخشبة حيث يرتدين ملابس افرهولات عاملات نظافة ويسرن على ما تشكل من مستطيل انعكاسا لتلك الاضاءة في ظل تعتيم مختلف ارجاء المسرح والتي عبرت عن تساويهن في المسار والهم والمآل الذي بدى مظلما، لا يلبثن ان يتوزعن على ارجاء الخشبة بشكل هندسي اقرب الى المربع بحيث تأتي اثنتان منهن في مقدمة طرفي الخشبة فيما الاخريان في عمقها وتفصل بينهما مسافة اقصر ليكون التشكيل مرئي للجمهور.

واذا كان معيار نجاح اي عرض مسرحي، هو ان يترك في الذاكرة منظراً او تشكيلاً او ظلاً يبقى ملتحما مع الذاكرة فان للانظمة العلامتية والايقونات دوراً لا يستهان به في تنشيط هذه الذاكرة، إذ أن العرض المسرحي الذي يطرح في ثيمته الرئيسة قضايا الفتيات مجهولات النسب وما يتعرضن له من ظلم اجتماعي وانتهاكات نفسية وجسدية، جاء زاخرا وبشكل موفق، بايقونات وصور ومضامين عديدة ، حيث صاغ المخرج رؤيته الاخراجية على سلسلة لا تنتهي من المرئيات والصور والاحاسيس والاصوات التي تتشكل على هيئة منظومة علاماتية داخل نسيج ذلك العرض المسرحي، حتى أن لغة الممثل المنطوقة بحد ذاتها تصبح هي الاخرى ايقونة بمجرد نطقها بحسب استاذ المسرح البريطاني باتريس بافيس كما ظهر ذلك في تقمص الممثلات اللاتي قدما أداءً مميزا، لشخوص مختلفة في لوحات العرض لاسيما تقديمهن لشخصية الرجل الذكورية من خلال رؤية نسائية وهو ما يسجل للمخرج ايجابا.

العرض المسرحي قدم 4 نماذج لفتيات تعرضن للاضطهاد الاجتماعي والانتهاك الجسدي وهن اللقيطة التي تبذل جهدها في ظل صعوبات مختلفة، للحصول على بطاقة شخصية الى ان يتصدى لمساعدتها شخصية نافذة ويعرض عليها مقابل تلك المساعدة الزواج منه، فيما الثانية يتيمة توفت والدتها التي كانت تسكن معها وطردها شقيقها المغترب من البيت لتتشرد في الشوارع تبيع على الاشارات الضوئية وتنتهي نتيجة التحرش وانعدام الخيارات في الملاهي الليلية، فيما الثلاثة تلك الفتاة التي تراجع طبيبا فيخدرها ويعتدي عليها ما يضطرها ان تقتله انتقاما لشرفها والاخيرة الصحفية التي استغل زميلها ظرف الاختلاء بها اثناء تأديتهم لتحقيق صحفي خلال احدى الحروب بعد ان انهار مدخل النفق الذين كانوا فيه وانكشف امرهما فيما بعد وقام بالتشهير بها لتفقد سمعتها ووظيفتها، ويزج بهن جميعا في السجن. وفق المخرج في استخدام تقنيات الاضاءة المتحركة إذ انها توظف حينا باعتباره يساوي بين الفتيات الاربعة كقضية واحدا وذاتا واحدا ويلتقين نفس النظرة الاجتماعية ومرة اخرى باعتباره حيدا يمثل المجتمع الذي تجاهلهن، وفي لوحة أخرى قضبان السجن، علاوة على انها جاءت متغيرة بحسب مشاهد العرض ولوحاته ما بين الابيض والاحمر والاصفر وما حملته من مضامين، علاوة على انه عمل على الحلول مكان قطع الديكور.

ورغم الهبوط الذي نال من صوت الممثلات (اريج دبابنة والهام عبدالله ورسمية عبدو وسالي حلمي) احيانا إلا أن الاداء التمثيلي جاء متماسكا لجميع الممثلات ونحا احيانا الى الكوميديا الخفيفة التي لم تخل بسياق العرض، كما جاء الاداء منسجما مع مشاهد العرض وسياقاته لاسيما ما يتعلق باستخدام تقنيات الحركة وتوزيعاتها التي لم تخل بميزانسين العمل، وتقنيات الجسد وايحاءاته، خصوصا في لوحات التي تقوم الممثلات فيها تأدية دور الموظفات غير المباليات بهموم المواطن وتلك التي تقمصت فيها الممثلات الشخصيات الذكورية وخصوصا لوحة الاعتداء.

الديكور في العرض كانت تشكله الاضاءة واجساد الممثلات واكسسورات العرض مثل المكنسة/الممسحة التي برع المخرج في توظيفها مرة باعتبارها جدران لغرف وبيوت ومرة اخرى باعتبارها مجارف حفر او ميزان العدالة في مشهدية المحكمة، فيما جاءت الدلالي مكملة لها بوصفها كفتي الميزان الذي عمدن الممثلات الى جعله مائلا وغير متوازن ومرة اخرى جاءت حين يضعنها على رؤوسهن باعتبارهن قضايا لايعيرها المجتمع اي قيمة او اعتبار .

لم يوفق المخرج في اقحام موضوع حرب غزة في مشهد الصحفية والمصور الذين يدخلان احد الانفاق لتغطية احداث الحرب خصوصا انه قام باسقاط اللهجة الفلسطينية على شخصيتي المرأتين اللتين كانتا تتابعان دخولهما الى النفق وحيث ان ثيمة العرض تتعلق بقضايا مجهولات النسب دون تدخل اي بعد سياسي في الموضوع.

ويختتم العرض الذي جاءت موسيقاه منسجمة مع لوحات مشاهده بان تفتتح كوة من اقصى يسار عمق الخشبة للفتيات القابعات في السجن، تعبيرا عن ملاذ للخروج منه إلا انهن ينظرن الى تلك الكوة التي شكلتها الاضاء البيضاة ويتأملنها قليلا ثم يستدرن ويتموضعن جلوس على ركبهن وقد وضعن الدلالي على رؤوسهن للتعبير عن عدم رغبتهن مواجهة نظرة المجتمع السلبية لهن والذي لا يتفهم قضاياهن ويتعامل معهن بازدراء.

شارك في العرض في الاضاءة محمد المراشدة والموسيقى جوزيف دمرجيان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرير آدم مسرحية ترتقي بالذائقة البصرية والأداء المتماسك حرير آدم مسرحية ترتقي بالذائقة البصرية والأداء المتماسك



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib