ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام
آخر تحديث GMT 17:25:09
المغرب اليوم -

ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام

المسرح الوطني محمد الخامس
الدار البيضاء - المغرب اليوم

تَمَايَلَتْ جنبات المسرح الوطني محمد الخامس طربا مساء أمس الخميس على أنغام آلة القانون وموسيقى ورقص الفلامنكو، في حفل فني نظّمه معهد ثربانتس الإسباني بالرباط، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية، وهو ما جعل العَلَمَيْن الإسباني والمغربي يتجاوران في سكون على خشبة المسرح.

ألوان وألحان

خلفيةٌ خضراء وحمراء، جمهور مُتَوَاجِد، آذان طَرِبة، تصفيقٌ حار؛ هكذا مرّ العرض الموسيقي الافتتاحي لـ"فرقة أفنان لآلة القانون"، التي أطربت الحاضرين بألحان أخّاذة ذات نكهة أندلسية.

وبعد دقائق من إنهاء أعضاء فرقة آلة القانون عَرْضَهم، دخل عازف قيثارة إسباني مداعبا أوتار آلته، ولحقت به مغنية فلامنكو بعدما زادت حِدّةُ الألحان التي تغيّر على إثرها لونُ خلفية خشبة مسرح محمد الخامس إلى الأخضر الغامق والأحمر الداكن، مُضْفِيا على القاعة جوّا يتلاءمُ وطبيعةَ أنغام الفلامنكو الإسباني، قبل أن تتّشح الخلفية باللونين الأزرق والأخضر الدّاكنين مؤذنة بدخول راقصة الفلامنكو.

نقرٌ على الأرض وعينٌ على السماء

تدور حول نفسها بالمسرح ويُمناها تشير إلى السماء، يبدأ التصفيق فتتحرّك يمنة ويسرة، تزداد وتيرة التصفيق فتزيد معه وتيرة الحركات الراقصة؛ ترقص اليدان اللتان تمسكان الوشاح والفستان، وتنقر القَدَمَان بخفة على الخشبة لتنطّ راقصة الفلامنكو من مكان إلى آخر تاركة وراءها العيون بين معجبة ومشدوهة.

تنطلق الأغنية فيَخْفُتُ الرّقص بسلاسة حتى ينسجم معها، ثم تزداد حدة الغناء فينطلق الرقص النّقْرِي ويبدأ معه عرض الفلامنكو كما نعرفه.

عينُهَا على الجمهور، وثَغْرُها باسمٌ، وحَركات رجليها تتواتَرُ بإتقان، ويصاحبها تصفيق إيقاعي.. فستانُها ووِشاحُها امتدادٌ لجسدها؛ وتُحكِمُ بهما راقصةُ الفلامنكو سردَ القصة التي ترافق تمايلاتِها الخاضعةَ لأوتار القيثارة، ولحدة صوتِ المُغَنية الإسبانية التي تُذكِّر بالغناء النسائي الأمازيغي الأطلسي.

نقراتُ قَدَمَيْ راقصةِ الفلامنكو، ووشاحُها الذي لا يعصي ليديها أمرا، يجعلها توحي بكونها فراشةً تصارع من أجل بسط جناحيها في كمال، كلما انتصبت باسطة يديها أمام الجمهور الوَلِه بإتقانها عَرْضَها.

سقط الوشاح

تخلّت راقصة الفلامنكو عن وشاحها، وأَحْيَتْ عرضا آخر لا مكان فيه إلا للرّقص النقري المُتْقَن الذي يطابق أنغامَ الأوتار، والتصفيق، ولا يُخْطِئُ موعدَه مع السَّكتات التي تأخذ أنفاس المتابعين في خِضَمِّ التّوالي المشحون للأصوات والحركات.

تهدأ أنغام الأوتار شيئا فشيئا، وتُغادر الراقصة بهدوء خشبة المسرح ثم تختفي بين الستائر مع الضربة الأخيرة على الوتر، لتعود بعد ذلك في جو من التصفيات منحنيةً وزميلَيْها شكرًا للجمهور.

كمال إنساني

اجتمعت الفرقتان في عرض أخير، وتَوَاجَدَتْ (من الوَجْدِ) القاعةُ بأنغام "القانون" الذي تجاوِرُهُ القيثارة، والعود، والتشيلو، وآلاتٌ إيقاعيةٌ نفخت في مداد النوتات الموسيقية روحا صَدَعَتْ بألحان "لمّا بدا يتثنّى"، و"يا بنت بلادي".

وفي العرض الأخير عادت راقصة الفلامنكو مرتدية ثوبا أسود أدّت به مقطعا نقريّا بدون موسيقى، ووقفت بَعْدَهُ متأمّلة ما يتجاوز سقف المسرح، قبل أن تعطي إشارة بدأ معها الغناء، وجَهَرَتْ على إثرها الآلاتُ بِمَكنوناتها، ثم أَسْلَمَتِ القاعة نَفْسَهَا لموجة تصفيق حارّ بمجرد النُّطْق بآخر كلمة من أغنية "لاموني لي غارو مني" التي خُتمت بها السهرة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:59 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته
المغرب اليوم - تامر حسني يواصل تقديم المفاجآت لجمهوره في حفلاته

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في غزة

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 04:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في المغرب

GMT 13:44 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib