تاريخ الكتابة يبين أن الكتابة تعود بجذورها إلى أصول سامية شرقية
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

"تاريخ الكتابة" يبين أن الكتابة تعود بجذورها إلى أصول سامية شرقية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دمشق - سانا

يعرض كتاب تاريخ الكتابة للمؤلف يوهانس فريدريش نظرية الكتابة من حيث نشأتها وتطورها التدريجي متوقفا عند جميع الأنظمة الكتابية في العالم منذ فجر التاريخ حتى الوقت الحاضر حيث تناول كتابات الشرق القديم وكتابة غرب آسيا وبحر ايجه إضافة إلى الكتابة الأوروبية وكتابات جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى وافريقيا. ويفسر الكتاب الصعوبات التي واجهها مبتكر الكتابة في تاريخه الطويل من ناحية تمييز الأصوات ويبين أن طريقة ابتكار الكتابة كانت أمرا تدريجيا وفي غاية الصعوبة. وقد استهل المؤلف كتابه الذي قام بترجمته الدكتور سليمان الضاهر بدراسة تحليلية لمرحلة ما يسميه بـ الكتابة بالموضوعات والتي استخدمها الانسان قديما وسادت في مرحلة ما قبل تاريخ الكتابة ولا تزال سائدة عند بعض الشعوب البدائية حتى وقتنا الحاضر وانتهى في هذه المرحلة إلى أن الرمز الواحد كان يشير إلى عبارة كاملة أو جملة كاملة وهو ما يسميه الكتابة بالعبارة مؤيدا فرضيته بنماذج كتابية عند شعوب مختلفة. ورأى أن طريقة ابتكار الكتابة كانت أمرا تدريجيا وفي غاية الصعوبة فالإنسان في المراحل الأولى لم يستطع أن يدرك الصوت المفرد أو المقطع لذلك يستبعد المؤلف أن يكون المخترع القديم للكتابة قد توصل مباشرة إلى تجزئة الكلمة بلغته إلى مقاطع ولهذا فالإنسان في مرحلة تالية بدأ بتأسيس كتابة مقطعية أكثر تطورا ومن هنا يعرض المؤلف صعوبة عملية الانتقال من الكتابة بالكلمة إلى الكتابة المقطعية. وجاءت فصول هذا الكتاب كدراسة تحليلية تناولت بالتفصيل العلاقات البينوية والمنطقية والتاريخية بين أربعة أنظمة كتابية مختلفة مرت بها الإنسانية وهي الايديوغرافيا أي الكتابة بالفكرة وفيها يدل الرمز الواحد على عبارة أو جملة كاملة واللوغوغرافيا أو الكتابة الصورية أي الكتابة بالكلمة حيث يشير الرمز الواحد إلى كلمة واحدة والكتابة المقطعية التي تتركب الكلمة فيها من عدة مقاطع وأخيرا الكتابة الأبجدية الكتابة الصوتية الكاملة لكل رمز فيها صوت خاص وفيها يدون الصوامت والصوائت. وتناول المؤلف بالدراسة والمقارنة جميع أنواع الكتابات العالمية مميزا بين الكتابة المبتكرة كالمسمارية والهيروغليفية والكتابة المقتبسة كاللاتينية معتمدا في ذلك على تحليل البنية الداخلية والأشكال الخارجية لرموز هذه الكتابات ولهذا زودت هذه الدراسة بنماذج عن جميع أنواع الأنظمة الكتابية منذ القدم حتى الكتابات المبتكرة والحديثة. ويقدر المؤلف عاليا الدور الذي قامت به الحضارة السامية في تاريخ الإنسانية قائلا "إن التطور الأوروبي الكبير والمتعدد الجوانب يبدو مقلدا وسلبيا بشكل مطلق بالمقارنة مع الشرق القديم الذي ابتكر أول كتابة للإنسانية فالكتابة تعود بجذورها إلى أصول سامية شرقية حيث ابتكرت الكتابة لمرة واحدة وإلى الأبد. ويعتقد فريدريش كغيره من العلماء البارزين في تاريخ الكتابة أن الإنسانية اجتازت طريقا صعبا ومعقدا من مرحلة التعبير عن الافكار والكلمات المفردة بوساطة الرسوم إلى التمييز الواعي للمقاطع والأصوات. وأشار إلى أنه في المراحل الأولى لتطور الكتابة يمكن مصادفة محاولات للتعبير بواسطة الرسوم لذلك فان افتراض وجود مرحلة الكتابة بالفكرة أمر مشروع حتى وأن لم يبرهن على وجودها بالوثائق والوقائع موضحا ان اشكال الرموز تتحول بسرعة وببساطة من الكتابة الصورية إلى الكتابة الخطية وللتدليل على صحة ذلك يمكن ملاحظة تطور الكتابة عند سكان الاسكيمو وكتابة باموم اما فيما يتعلق بالبنية الداخلية للكتابة فان عملية التطور من الكتابة بالفكرة إلى الكتابة بالكلمة لم تواجه صعوبات خاصة مع أن الانتقال لم يكن دائما يسيرا. كما حاول المترجم من خلال كتابه التقريب بين المصطلحات التي وردت في الكتاب والمصطلحات اللغوية والنحوية والتاريخية وأسماء النقوش وأسماء الأماكن الجغرافية والإعلام المألوفة لدى الدارسين والمؤلفين العرب موضحا أنه عانى صعوبات جمة في ترجمة المصطلحات وبعض المفاهيم التي لم يكن لها مقابل في العربية وتكاد تخلو منها حتى الكتب التي أعدت لدراسة المصطلحات وترجمتها مما دفعه إلى نحت مصطلحات جديدة بالعربية. يذكر أن الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 512 صفحة من القطع الكبير.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ الكتابة يبين أن الكتابة تعود بجذورها إلى أصول سامية شرقية تاريخ الكتابة يبين أن الكتابة تعود بجذورها إلى أصول سامية شرقية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 08:19 2022 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

أبرز تصاميم الأبواب الخارجية المودرن لعام 2022

GMT 10:54 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة سلمى تدشن غداً الثلاثاء مركزًا للسرطان في بني ملال

GMT 12:48 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجواهري يُحذر من ضعف ادخار الأسر وارتفاع اكتناز المال

GMT 23:34 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يؤكّد أن ديربي "تورينو" يتطلب مهارة فنية

GMT 10:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل تصاميم الأرجوحة المناسبة لحديقة منزلك هذا الصيف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib