حقوق الإنسان مسمار جحا لخدمة مصالح الغرب السياسية والاقتصادية
آخر تحديث GMT 04:26:44
المغرب اليوم -
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

"حقوق الإنسان" مسمار جحا لخدمة مصالح الغرب السياسية والاقتصادية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

برلين ـ وكالات

يطالب الكاتب الإيراني الألماني بهمان نيروماند، في أحدث كتبه، الدول الغربية بعدم ربط سياستها تجاه الشرق الأوسط بأهداف اقتصادية وسياسات عملية بالدرجة الأولى، بل بالمبادئ الديمقراطية الأساسية التي كان الغرب نفسه مهداً لها. يصف بهمان نيروماند حقوق الإنسان بأنها "أروع ما أنجزته الإنسانية طوال تاريخها الممتد لآلاف السنين". لكن ما هي قيمة هذا الإنجاز إذا لم يبنِ الغرب – مهد الديمقراطية وحقوق الإنسان – تصرفاته عليها؟ أو، وهو الأسوأ، أن يتستر بها من أجل تحقيق مصالحه الاقتصادية أو الجيوسياسية؟ يركز نيروماند في كتابه الجديد على علاقة الدول الغربية بالشرق الأوسط، وينتقد من خلال سرد مفصل وناقد وغني بالحقائق سياسة الولايات المتحدة وأوروبا في المنطقة، ومن خلال ذلك يطفو إلى السطح سؤال حول ما إذا كان الغرب قد تخطى بالفعل تفكيره الاستعماري تجاه المنطقة. صورة عدائية للإسلام وعلى سبيل المثال، يقتبس بهمان نيروماند الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، الذي تحدث عن "حرب صليبية على البربرية"، في إطار إعلان "الحرب على الإرهاب"، الذي جاء رداً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، بالإضافة إلى حديث رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك، سيلفيو برلسكوني، عن "سيادة حضارتنا الغربية وتفوقها"، والتي يجب على أساسها فرض النموذج الغربي على المجتمعات الإسلامية. وهذا جسَّد الإسلام بصورة عدائية كبيرة. إلا أن نيروماند يرجع خطوة إلى الوراء ويتساءل حول الأصول الفعلية للتطرف وللإرهاب. فالإسلام، بحسب رأيه، ليس السبب، بل الأداة، إذ يكتب قائلاً: "بالطبع يمكن إلباس أية جريمة رداءاً دينياً، وهذا يتأتى من خلال تحول الإيمان إلى أيديولوجية وتحويله إلى أداة سياسية". وبحسب تصور الكاتب الإيراني الألماني، فإن تطور الرؤى والنوايا المتعصبة يحتاج إلى جو من عدم الرضى أو الكره أو اليأس، وهي حالة تسود العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية. لكن من أين جاءت هذه الكراهية؟ ومن يساهم في خلق هذا الجو المشحون؟ نيروماند: "بالطبع يمكن إلباس أية جريمة رداءاً دينياً، وهذا يتأتى من خلال تحول الإيمان إلى أيديولوجية وتحويله إلى أداة سياسية". نيروماند يصدر في كتابه حكماً قاسياً وواضحاً، إذ إنه لا يسعى لإخلاء طرف الطغاة الحاليين والسابقين في الدول العربية، من تصعيد الوضع. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن الغرب، ومن خلال سعيه غير المنقطع لتحقيق مصالحه، سهّل من وقوع الأزمة في المنطقة وساهم في خلق عدوه، ألا وهو "الإرهاب". أنانية الغرب والكيل بمكيالين إن الحروب المثيرة للجدل في أفغانستان والعراق، وتصوير إيران كالشيطان وكعدوة للعالم بأسره، إضافة إلى التحيز المطلق لإسرائيل والجهل بمصير الفلسطينيين، كل هذه المواقف سببها الأنانية الغربية، بحسب ما يكتب بهمان نيروماند. أما فرضية تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، فلا تلعب في حقيقة الأمر سوى دوراً ضئيلاً، هذا إذا لم يتم تجاهلها بالمطلق. وإلى ذلك، فقد ارتكب الغرب انتهاكات أخلاقية ومعنوية، مثل تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن "أبو غريب". ويضيف نيروماند في كتابه: "إن الخرق الواضح للمبادئ الأخلاقية وجّه ضربة قاصمة لسمعة الغرب، ولاسيما للولايات المتحدة، التي كانت تعتبر حاضنة للحرية والديمقراطية. فأي الحكام سيتعامل اليوم بجدية مع اتهامات الغرب له بالمساس بحقوق الإنسان؟" كما أن تجارة السلاح، التي تقوم بها حكومات غربية على مستوى واسع في مناطق الحرب بالشرق الأوسط، تتناقض بكل تأكيد مع المبادئ المعلنة لهذه الحكومات والتي تركز على دعم الاستقرار في الدول العربية. فقدان المصداقية وينتقد نيروماند أيضاً الشراكات التي لا يمكن تبريرها أخلاقياً، والتي أبرمتها الدول الغربية مع أنظمة شمولية كالسعودية أو الدول الخليجية، ويتساءل: "هل يُسمح لدول تعترف بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية أن تصادق هذه الدولة (السعودية) وتتعاون معها؟ الإجابة في الغرب هي نعم، إذا كان ذلك يخدم مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية". لكن سرعة انفضاض هذه "الشراكات الاستراتيجية" واكتشاف أن الحليف ما هو إلا طاغية تتبيّن من خلال ما حصل لصدام حسين أو ما جرى في إطار الثورات العربية من إطاحة للأنظمة الدكتاتورية. وفي هذا الإطار يكتب نيروماند: "وعلى عكس كل تأكيدات الحكومات الغربية، لم تكن هذه الحكومات مهتمة على الإطلاق باتباع استراتيجية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط". إن الأنظمة الدكتاتورية لهذه الدول شكلت بالنسبة للدول الغربية شركاء موثوقين، والإطاحة بها لم يكن مرغوباً أو حتى مأمولاً فيه، إلا أنه "حين أدركت (الحكومات الغربية) أنها لن تستطيع التمسك بشركائها القدماء، تركتهم يسقطون". ويضيف: "أكثر من ذلك، فقد أعلنت تلك الحكومات تضامنها مع المنتفضين ووعدت بتقديم الدعم لهم، بينما كانت تقوم وراء الكواليس بكل ما في وسعها للمحافظة على مصالحها رغم تغير موازين القوى". كيف، إذاً، يمكن للغرب استعادة المصداقية التي فقدها في المنطقة مجدداً؟ يعتقد نيروماند أن على الغرب أن يدرك أن وقت الاستعمار قد ولى منذ زمن بعيد. ويضيف "على الغرب التعامل على قدم المساواة مع الدول التي تقع خارج العالم الغربي وأن يكون ذا مصداقية في علاقته معها، وألا يمثل بالقول فقط القيم والمبادئ التي يتغنى بها. وبدلاً من بناء الأنظمة الدكتاتورية، ينبغي على الغرب أن يساعد أولئك الباحثين عن الحرية والاستقلال والديمقراطية". كما يدعو بهمان نيروماند إلى دعم سكان دول الربيع العربي في المجالين التقني والاقتصادي، وهو ما من شأنه أن يسهم في ارتفاع مستوى التعليم والرفاه في المنطقة، وأن تتحول هذه الدول على المدى الطويل إلى أهم شركاء الغرب. وبموازاة ذلك، يرى نيروماند أن هذا كله سيشكل أنجع السبل لمكافحة الإرهاب والتعصب. في كتابه الجديد، يقدم نيروماند تحليله للوضع مدعَّماً بالحقائق بطريقة مقنعة. لكن رغم أنه محق في انتقاده للدول الغربية فيما يخص عدم اتباعها أجندة تركز على حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، إلا أن الحلول التي يطرحها تبقى مبهمة، وفي بعض الأحيان كان من الأولى به صياغتها على شكل مقترحات واضحة للتحرك. وعلى الرغم من ذلك، فإن القارئ سينهل من خبرة نيروماند وقدرته على عرض القضايا الشائكة والمعقدة بأسلوب واضح، وبالأخص توضيح مبادئ الحرية وحقوق الإنسان للغربيين، الذين باتوا يعتبرونها من المسلَّمات. كما أن دعواته للمزيد من نقد الذات والصراحة والصدق في السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط ملائمة، لاسيما تلك الدعوة إلى عدم استغلال هذه المعاني النبيلة كذريعة. لاورا أوفرماير ترجمة: ياسر أبو معيلق تحرير: علي المخلافي حقوق النشر: قنطرة 2013 ***ولد الكاتب والناشر بهمان نيروماند سنة 1936 في طهران، وهو يكتب في عدد من الصحف والمجلات الألمانية، مثل مجلة "دير شبيغل" و"تسايت" و"تاغستسايتونغ". كما قام بكتابة تقرير إيران، الذي نشرته مؤسسة هاينريش بول. وفي سلسلة من المقالات تحت عنوان "مواقف"، تقوم مؤسسة كوربر-إديسيون بنشر تحليلات ومقالات ناقدة حول السياسات الخارجية الغربية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الإنسان مسمار جحا لخدمة مصالح الغرب السياسية والاقتصادية حقوق الإنسان مسمار جحا لخدمة مصالح الغرب السياسية والاقتصادية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib