قصص الأطفال بين خيانة المترجم وغياب القيم
آخر تحديث GMT 04:56:47
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

قصص الأطفال بين خيانة المترجم وغياب القيم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصص الأطفال بين خيانة المترجم وغياب القيم

بغداد ـ وكالات

مثل التلاقح الثقافي بين العرب والامم الاخرى، مدخلا هاما لفهم الاخر، وبوابة كبرى للتواصل، وخير ما تمثل ذلك في الحقبة العباسية، يوم فتحت ابواب بغداد لمختلف الاجناس والثقافات التي انصهرت في بوتقة حضارة، كان لها بصمتها على الانسانية جمعاء، كما كان لهذه الحضارة انعكاسها الكبير على الاندلس الاسلامية اولا ومن بعدها اوروبا الحديثة التي ظهرت عقب الثورة الصناعية، يوم تمكنت من استعمال مصادر قوة الحضارة الاسلامية لتبني هي حضارتها.ومن بين ما نُقل لنا ، بعد ان ازدهرت الحضارة الغربية وانتكست الحضارة العربية والاسلامية، الاداب بكل انواعها ومن بينها القصص المترجمة الى العربية والخاصة بالاطفال.الصدمة الاولى التي قابلتنا كانت في منظومة القيم التي بيننا وبين الاخر الغربي، فلقد ترجمت الى اطفالنا قصص تمجد من قيمة العنف وتعلي من شأنه، بل الادهى من ذلك ان بعضا من تلك القصص المترجمة جعلت من موت الاخر سبيلا للانتصار ووسيلة للبهجة، في حين عمدت قصص اخرى الى ازدراء الاخر المختلف، سواء باللون او العرق او الدين.ثم جاءت موجة اخرى من الترجمات، تحولت في اغلبها الى مسلسلات كارتونية للاطفال، وهي تستند في رؤيتها الى منظومة القيم الشيوعية، وخاصة تلك التي نُقلت لنا من الروسية، فكان للمطر شخص يختص بنزوله وقتما يشاء، واخر مختص بشأن الريح وثالث مختص بشأن الثلج وهكذا.ثيمة القيم المختلفة اضطرت المترجمين في كثير من الاحيان الى ممارسة نوع من الرقابة الذاتية على ما يترجمون، ما افقد القصص العديد من القيم الجمالية بعد اعادة صياغتها لتتلاءم مع واقعنا العربي.واذا كان المترجم، كما يقول المثل الايطالي، خائن، فانه مارس دورا اكثر خيانة في ترجمة قصص الاطفال من اللغات غير العربية الى العربية، واوقع نفسه في اشكالية الازدواجية بين ما يريد هو ان يبثه بين الاطفال العرب وبين ما ينقله من قيم من ثقافات اخرى.وضاعت الكثير من التفاصيل الفنية بعد الترجمات المتصرفة من قبل المترجمينالعرب، صحيح كان ذلك خدمة للهدف الاسمى وهو ترسيخ قيم تتناسب مع واقعناالعربي، الا انه في الوقت ذاته افقد النقاد والمتابعين للادب الغربي المهتم بادب الطفل العديد من القيم الفنية والجمالية.وكان يعوز مترجمنا العربي حرفية اكثر في النقل من اجل عدم افقاد النص خاصيته الفنية، وللاسف فان اغلب من مارس الترجمة الى العربية في حقل قصص الاطفال كانوا من غير ذي الاختصاص والالمام بعالم الطفل العربي، بعضهم مارس الترجمة بوعي المترجم الذي يريد ان يرسخ قيمة مجتمعية عربية، فتجاوز على النص وحرف فيه، وبعضهم الاخر سعى الى التصرف بالنص وفقا لما يراه ويعتقده فنقل لنا قصصا لا تمت لعالمها وواقعها الذي كتبت فيه، وبالتالي لا يمكن باي حال من الاحوال الاطمئنان الى اننا كنا على اطلاع لقصص الاطفال لدى الاخر.ولعل ما ترجم من قصص وحكايات عالمية، كانت الاكثر انتشارا والاقرب الىقيمنا، والاكثر محافظة على روح النص الاصلي، فهي ترجمت لقصص عرفتهاالشعوب في مراحلهم البدائية، ومعروف ان الشعوب كانت تتشابه الى حد كبير في قيمها قبل ان تتفرق وتبدأ بتشكيل ثقافاتها الخاصة.نحن اذن امام اشكالية مزدوجة بين قيم ثقافية مختلفة تضطر الى ترجمة غير مهنية، واخرى تتمثل بترجمة مهنية على حساب قيمنا وثقافتنا العربية والاسلامية.اخطر ما يواجه الترجمة من اللغات غير العربية الى العربية بالنسبة لقصص الاطفال، هو سيطرة قطاع انتاج ربحي على هذا الحقل الثقافي والابداعي، الامر الذي يجعلها تتجاوز على كثير من متطلبات العمل الادبي، سواء أكان ذلك متمثلا بالجانب الفني والابداعي او بالجانب القيمي الذي يجب ان يكون حاضرا في هذا النوع من القصص لطبيعة الفئة الموجهة اليها. ونحتاج اليوم الى اعادة ترجمة الكثير من نصوص الاطفال الغربية ترجمة تراعي الجانب الفني دون نسيان الجانب القيمي، بل قد نحتاج أي ترجمة فنية مخصصة للكتٌاب العرب من المهتمين بأدب الاطفال، غير تلك الترجمة التي تخصص للاطفال، سوءا كانت للمشاهدة او القراءة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصص الأطفال بين خيانة المترجم وغياب القيم قصص الأطفال بين خيانة المترجم وغياب القيم



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib