رسالة من كندا تروي لعنة الحرب في لبنان
آخر تحديث GMT 04:32:33
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

"رسالة من كندا" تروي لعنة الحرب في لبنان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

بيروت ـ وكالات

تكتب الروائية اللبنانية رينيه الحايك في روايتها "رسالة من كندا" عن الارض والناس وعن الحرب اللبنانية بحيث تتداخل هذه الامور في نسيج كتابي دافيء. تصف الكاتبة الارض والعمل فيها ومشاعر الناس نحوها وذلك الحب الذي يكنه القرويون للارض فتبدو الارض وكأنها تبادلهم اياه. تمر حالات في الرواية تبدو فيها الارض الخلاص الوحيد. ومع ان الحرب تأكل الناس والحجر فدورة الحياة لا تلبث ان تقول لنا ان الارض وعطاءها لا يموتان. وتروي الكاتبة كيف تأتي الحرب على كثير من المشاعر والذكريات وكيف تغير انماط الحياة المختلفة وكيف تغير مصائر الناس وتقضي على قصص الحب والامال الكبيرة. اسلوب رينيه الحايك الوصفي ذو قدرة على الحفاظ على اهتمام القارىء. انها تصف الاشياء والحالات النفسية فتأتي بنسيج متلاحم يدمج كل ذلك. جاءت الرواية في 278 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع. تبدأ الرواية بوصف الحياة في ظل الحرب. نبدأ مع انطوان وهو طبيب شاب لا يلبث ان يقضي في هذه الحرب. تصف الكاتبة التفاصيل الدقيقة للاحداث وتبدو لنا هذه التفاصيل كأنها متداخلة بمشاعر الناس وملونة بألوانها.اذن نبدأ مع انطوان الطبيب الجراح وعمله في بيروت. ومن خلال الحديث عنه ندخل في صلب حياة الحرب. انه الان في سيارته. تقول الكاتبة في وصف حي ودقيق وإيقاع حزين "كان انطوان متكئا على المقود فيما المساحات تروح يمينا وشمالا تطارد مطرا لم يتوقف عن الهطول منذ ساعات "زوجته كارلا لم تتصل بالمستشفى. اعتادت على دواماته الطويلة. احيانا كثيرة كان يغيب لثلاثة ايام متواصلة. يعود الى البيت ليستحم وينام دون ان ينطق بكلمة. لا يرد على احتجاجاتها. تقول ان هذه ليست حياة. كأنها تعيش وحدها او كأنها ارملة. يرسم ظل ابتسامة محاولا استبعاد تلك الصور والصرخات3. وتضيف الكاتبة "لا يذكر متى كانت اخر مرة اجرى فيها عملية استئصال زائدة او مرارة. اجساد مهشمة مزقتها القذائف تستقر فيها الشظايا ورصاصات لا تحصى. اجساد تتشابه طوال الليل والنهار كأنها جسد واحد يتكرر عشرات المرات. في اوقات معينة كان يلين ويعترف بأن زوجته كارلا على حق وأن عليهم ان يهاجروا الى كندا كما فعلت عائلتها. الاولاد سيتعلمون كما ينبغي وهو سيعود لممارسة الجراحة لا استئصال الرصاص وبتر الاعضاء". وفي يوم من الايام يرد الخبر المشؤوم من المستشفى ينعي الطبيب الشاب الذي قتل بعد ان اصيب برصاصة وهو يقود سيارته. ينقل النعش الى قرية الراحل حيث أهله كي يدفن هناك.انهم جماعة من الفلاحين الطيبين. أمسكت الام بيد ابنها الميت "تلمست أصابعه واحدا واحدا ثم رفعت يدها الى شعره تسوي خصلاته المتيبسة. تتمتم بما لا يسمعه احد غيرها. لا تنتبه للمعزيات ولا تستجيب لرجائهن بأن تشرب او تضع شيئا في فمها. تمنت ان يتركنها وحدها معه. هناك اشياء كثيرة تحب ان تقولها له قبل ان يمضي. تشدها الايدي لتبعدها. تتشبث بخشب التابوت ولا تفلته. تقترب ابنتها البكر اديل منها. لا يطلع من فمها الا كلمة امي تكررها في اذنها. الكلمات تضيع. الرجال اقتربوا لرفع النعش باتجاه باحة الكنيسة". بعد انهاء مشكلة الشقة السكنية في بيروت والديون المترتبة للمصرف تبقى عائلة الراحل المؤلفة من ارملته وصغاره وهم صبي وبنتان في القرية في بيت والد انطوان. الحياة حياة زراعة وفلاحة. قسوة وشبه اكتفاء على رغم الحاجة الدائمة. ما لبثت الارملة ان سافرت الى كندا حيث اهلها الذين ابلغوها ان من الافضل والاسهل ان تأتي وحدها وبعد ان ترتب امورها تطلب اولادها. جرى ذلك وأخذت الايام تمر ثم السنوات. لم توفق المرأة في احضار اولادها.. فالحياة صعبة في مهجرها وليست سمنا وعسلا كما يتوهم الناس. تزوجت الام ورزقت بولد. كانت ترسل الرسائل الى اولادها مع بعض ما يتيسر لها من المال واعدة بأن تأتي اليهم قريبا. اما حياة الاولاد فكانت صعبة. ادخلهم جدهم في مدارس لأديرة ودور ايتام تابعة لرهبان وراهبات .كان الولد روبير يعمل في الدير ويدرس، والبنت كاميليا تعمل وتدرس في الميتم ايضا اما الاخت الصغرى الطفلة فبقيت في البيت في البداية.وامتدت الحرب لتصل الى المنطقة. توفي الجد في هذه الاثناء. ابن عمتهم متري الذي كان يقوم بالتدريس في احدى المدارس كان كذلك يتعلم في الجامعة اللبنانية التابعة للدولة وكذلك كانت حال عدد من شبان وصبايا القرية الواقعة شرقي مدينة صيدا في جنوب لبنان. متري وبعض رفقائه كانوا اعضاء في الحزب الشيوعي اللبناني. كان متري يحب زينب -وهي فتاة مسلمة شيعية- وهي تحبه لكن اهلها لم يكونوا ليقبلوا بزواجها منه ولم تستطع الخروج على ارادة الاهل. وما لبثت اسرائيل ان احتلت المنطقة وطاردت الفدائيين الفلسطينيين الذين كانوا فيها كما طاردت حلفاءهم في احزاب الحركة الوطنية اللبنانية. تعرض اهالي المنطقة للقذائف والموت والاعتقالات. وسجن متري واخرون معه في سجن انصار الشهير. خرج محطما نفسيا ليعلم ان زينب تزوجت شخصا آخر. وأخيرا بعد ان خرج من المعتقل وجد الجميع تغيروا.. فلم يعد يأبه لشيء ولا لرفقائه في الحزب بل انكب على العمل في الحقل كما كان يفعل جده. والحقل هو وسيلة معيشتهم الاساسية. مرت الايام وتخرج الابن روبير من مدرسة الدير وكذلك اخته وبدأ الكفاح من اجل ان يكملا دراستهما. ارسلت امهم تقول انها قادمة عبر مطار بيروت. حل الموعد المذكور لكنها لم تأت. تصف لنا الكاتبة الحال قبيل نهاية الرواية فتقول "مر الصيف. الغيوم البيضاء ملات السماء. بردت النسائم ويبس الزرع في المرج. لم يبق الا شتول بندورة بدأ اليباس يقضم اوراقها. عاد متري الى مدرسته وروبير تفرغ دون حماس ليعمل في محاسبة مطرانية الدير. مكثت كاميليا وحدها في المروج (القرية). الدروس لا تبدأ في الجامعة اللبنانية قبل اواخر تشرين الثاني/ نوفمبر. لم تستطع ان ترسم صورة لما ينتظرها".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من كندا تروي لعنة الحرب في لبنان رسالة من كندا تروي لعنة الحرب في لبنان



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib