تعويذة الحسي والطرق على المناطق الحساسة في الروح
آخر تحديث GMT 00:26:42
المغرب اليوم -
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

"تعويذة الحسي" والطرق على المناطق الحساسة في الروح

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

تقدم بعض الكتب وجهة نظر جديدة للحياة ولطبيعة لعلاقة الانسان بالكون والأرض وأرواح الكائنات التي تحيا عليه. وهذا النوع من الكتب لا يخص قارئا بعينه سواء أكان متخصصا أو معنيا بالثقافة العامة؛ لأن هناك وجهة نظر مختلفة سوف يتلقاها وتساعده على اكتشاف رؤى وأفكار غابت عنه في زحمة الحياة المدنية المعاشة.المؤلف ديفيد إبرام يقدم في كتابه "تعويذة الحسي" – الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة – فرصة عظيمة لإعادة اكتشاف العلاقة المنسية والمشوهة بين الكائن والكون، كما يقدم إعادة اعتبار للقيمة الحقيقية للهواء – الرياح – الأنهار – الاشجار – الغابات – الكلمات - المخلوقات المرئية وغير المرئية؛ مبررا حاجتنا الى كل هذه الأشياء لأسباب نفسية ضرورية أكثر مما هي ملحة لبقائنا الجسدي. تكشف القراءة المتأنية لهذا الكتاب عن تدهور علاقة أبناء المدن المزدحمة بالطبيعة حيث الحداثة والتحديث هو إبعاد تام للطبيعة سواء على الأرض أو في أرواح الكائنات التي تحيا عليها، لذا يعيد هذا الكتاب الطرق على المناطق الحساسة في الروح؛ كي يستعيد الإنسان الحديث علاقته العضوية والمنسية مع أصل الكون وبالتالي مع ذاته التي صارت شبه آلية في جانبا منها. في مقدمة الكتاب تحرص المترجمة ظبية خميس على ذكر الاسباب التي حثتها على ترجمته وكيف أسهم هذا النص في مساعدتها على تشكيل رؤى جديدة للعالم من حولها تقول "أثار هذا الكتاب ولعي ومحبتي، ومن روح المحبة تلك كان التماس مع كلمات ديفيد ابرام، كنت أترجم ما أقرأه بضوء القلب".وتتابع قائلة: بتأثير من "تعويذة الحسي" انتقلت من الحياة في قلب المهندسين المكتظ بعماراته وزحام المرور والمحلات التجارية للسكن على أطراف المدينة ومشارف سقارة حيث سنح لي الاستماع إلى غناء الكروان صباحا، وإلى تأمل جلال الأهرامات وهي تقف كرمز لاتحاد الكائن والحجر في صناعة الحضارة الإنسانية، واستطعت أن أستوعب ذلك التقديس الفرعوني لأنواع كثيرة من فصائل الحيوانات فضلا عن الشمس والكواكب والنجوم. إن الفرضية البسيطة التي يقدمها الكتاب والتي سعت المترجمة إلى إيضاحها تتلخص في أننا كائنات إنسانية فقط عبر التواصل والأصغاء لما هو بشري وغير بشري. لكن هل هذا يعني أن علينا التخلي عن التكنولوجيا المعقدة التي ابتدعناها؟ كلا إنها لا تعني ذلك، لكنها تعني أن نسعى لتجديد معرفتنا بالعالم الحسي؛ حيث تجذرت منه كل تقنياتنا وأدواتنا التكنولوجية، فمن دون أوكسجين أنفاس الغابات، وبدون قبضة الجاذبية الأرضية وسحر جريان الأنهار لن يكون لدينا مسافة تبعدنا قليلا عن التكنولوجيا التي ابتدعناها ولا كيفية لتقييم محدوديتها، ولا طريقة لمنع أنفسنا من التحول إلى آلات.يقول المؤلف "إن الصناعات المنتجة للاستهلاك العام في العالم المتحضر من علب اللبن الكرتونية الى أجهزة الغسالات الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر تجذب حواسنا إلى رقصة تكرر نفسها، حين تسيطر أجسادنا على الأشياء المصنوعة آليا لا تتعلم حواسنا شيئا، لأن الأشياء مع الوقت تصير عاجزة عن ادهاشنا، لذلك فإننا نسعى باستمرار للحصول بروح استهلاكية على أشياء مصنوعة حديثا، تقنيات وآلات جديدة، آخر موديل من هذا أو ذاك، إنها شبكة لا تنتهي علينا أن نحرر أنفسنا منها".لقد قدم المؤلف ديفيد إبرام في هذا الكتاب فرصة لإعادة اكتشاف العلاقة المنسية والمشوهة بين الكائن والكون .. وسعى لإعادة الاعتبار للقيمة الحقيقية للهواء – النفس وبالتالي النفس – يدا بيد مع الرياح والكلمات والمخلوقات المرئية وغير المرئية. وبالنسبة للقارئ العربي – سواء كان متخصصا أو معنيا بالثقافة العامة – فإن هنالك وجهة نظر جديدة سوف يتلقاها؛ وخصوصا أبناء الحافلة بالزحام والضوضاء؛ حيث التحديث هو إزاحة كاملة للطبيعي .. إن "إبرام" يعيد الاعتبار إلى أنسنة الانسان بكل ما يتجلى من احترام الطبيعي والطبيعة، وإن دراسة الميثولوجيا والأساطير القديمة تمتلئ بكل ذلك؛ وما سعى إليه المؤلف هو إيقاظ الحواس والعلاقات المنسية لا كشكل انتكاسي من أشكال أطوار الحضارة وإنما في عملية متكاملة مع ما قد وصل إليه الانسان من تقدم وتطور لا يمكن المحافظة عليه إلا بأنسنته؛ ولا يمكن لتلك الأنسنة أن تأخذ حضورها الحقيقي إلا عبر التواصل الحميم مع الجذور الطبيعية لأصل هذا الكائن وحضارته التي أخذت أصواتها من الطبيعة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعويذة الحسي والطرق على المناطق الحساسة في الروح تعويذة الحسي والطرق على المناطق الحساسة في الروح



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib