القاهرة - المغرب اليوم
"حدائق السلطانة" عنوان المجموعة الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون٬ للكاتبة العمانية٬ ثمنة الجندل.وتشتمل المجموعة التي تقع في 186 صفحة من القطع الوسط على 21 قصة، ومن عناوينها: "صلّاح البيت"،"حيرة قلبها"، "ليلى وجنية البحر"، "احكِ يا شهريار"، "لسانك حصانك"، "محمد الدرة"، "المروءة لم تمت"، "طلاسم حسد"، "الناس في الدنيا معادن"، "صدفة من غير موعد"، و"حكايات شعبية تراثية من محافظة ظفار" في أربعة نصوص.
وتشتغل "الجندل" في جلّ نصوصها القصصية إلى جانب الحكاية الشعبية والتراثية والأسطورة التي تمتاز بإدهاشها وسحرها وغرائبيتها، ولكن الروائية لا تعيد تسطير الموروث، وإنما تعمل بوعي في بناء النص بإفادة من جمالياته وأنماطه الحكائية، والإفادة أيضا من سمات الحداثة التي تتيح للكاتب فضاءات واسعة وجماليات جديدة تنضاف للنص وتتصل بالصورة والتكثيف والمفارقة.
ويظهر مثل ذلك في اختيارها لعناوين قصصها التي تشي بحكايات "ألف ليلة وليلة" والأساطير المتعلقة بالسحر، وكذلك تناصاتها في العنوان مع الأمثال الشعبية، ومنها: "لسانك حصانك" و" صدفة من غير ميعاد" وكذلك الحكايات العربية القديمة، ومنها "المروءة لم تمت".
وتحتفي القاصة كثيرًا بالمحلية من خلال تصوير المكان، وليس وصفه، فالتصوير يختلف عن الوصف بالتعامل مع المكان كخلفية دائمة تؤسس للواقعة أو الحدث بموحيتها دون الإشارة لها، فهي تمثل الحضور الكلي لشرط النص وموضوعه، وفي الحالة نفسها في توظيفها للهجة العمانية التي تستعملها كجزء من النص وليس إقحاما لها، فهي-المفردات الشعبية- في نصوص ثمنة القصصية لا يمكن استبدالها بمفردات أخرى لأنها تمثل عظم الحكاية التي يكسوها النص، ومنها الأزياء والأدوات الاستعمالية وأسماء الأماكن، مثل: "طاقة ثوب ظفاري"، "مغبنييت الأمواج الصغيرة"، "الغشوة قطعة قماش رقيق تستر الوجه"، "طربال قطعة بلاسيكية للجلوس".
وتذهب الجندل لجماليات المكان والمناخات التي تتصل بالبيئة وتصوير انعكاساتها على الإنسان ومزاجه وتحولاته، فهي تلتقط مشاهد الصور بواقعية ممكنة التحقق، ولكنها في الوقت تعيد إنتاجها بمتخيل الفن وضروراته الجمالية من خلال الأسطورة والحكاية الشعبية التي تستعيدها من وجدان الإنسان العماني الذي ارتبط بالمكان وأصبح جزءا منه، وأصبح المكان صورة عنه.
ومن مناخات المجموعة: "توسلت لوزة الفتاة المراهقة الحسناء بعينين دامعتين لا تخفيان ذكاء لأمها بألا تعطيها الحرز، لأنه يحوي شيئا من روح جدي وجدتي، اتركيه لنا..حاولت ثني أمها وصديقاتها بألا يفرطن في تروتهن المادية والمعنوية، لم يصغين إليها".
والقاصة ثمنه الجندل حاصلة على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة ليدز ببريطانيا، وماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة بورنموث في بريطانيا، عملت في التعليم والإدارة والصحافة.
وصدر لها مجموعة من القصص والكتب والنصوص الجماعية، منها: "بحر الزين"، "اعرف ظفار" أبجدية أولى" و"عندما تورق الكلمات".
قد يهمك ايضا :
الرباط تحتضن حفل توقيع كتاب "من تاريخ شفشاون"
نائب رئيس اتحاد الكتاب يؤكد أن الخيال يتيح لهم فرصة صناعة مستقبل أفضل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر