الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلي المغرب في نهاية القرن 12م
آخر تحديث GMT 11:11:14
المغرب اليوم -

الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلي المغرب في نهاية القرن 12م

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلي المغرب في نهاية القرن 12م

الرباط - وكالات

وأخيرا يجدُ ابن حمّويه من يتذكره من المغاربة، بالبحث والتنقيب في خزائنه الضائعة وزمام تركته الأدبية، وخصوصا رحلته المغربية. فقد أقدمت نجاة المريني (جامعة محمد الخامس بالرباط ) على جمع وتقديم وتحقيق رحلة ابن حمّويه في كتاب عنونته بـ«ما تبقى من رحلة ابن حمّويه المسمّاة الرحلة المغربية» لشيخ الشيوخ تاج الدين أبي محمد عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمّويه الجويني السَّرخسي، المتوفى سنة 642 هـ/1245م، والصادر عن مركز البابطين. وقد نحت في عملها هذا التبويب على مقدمة وثلاثة أقسام وفهارس، بدءا بالتعريف بابن حمّويه سفيرا ثم الرحلة، نوعها ومصادرها، وأخيرا النصوص المحققة. وهو عمل شاق يتجاوز التحقيق إلى التنقيب عن نص ضائع، تفرَّقَ «جسمه» في مؤلفات مُختلفة. تأتي رحلة ابن حمّويه من المشرق إلى المغرب في سفر مُعاكس لعشرات الرحلات التي كانت تتجه من المغرب والأندلس نحو المشرق وبلاد الحجاز والشام. وقد جاء قدوم ابن حمّويه إلى المغرب بعد سفارة أسامة بن منقذ إلى مراكش برسالة من صلاح الدين الأيوبي، حيث وفدَ سنة 593 هـ على يعقوب المنصور الموحدي بعد سنتين من انتصار الموحدين على نصارى الأندلس في معركة الأرك الشهيرة سنة 591 هـ، وأقام بمراكش سبعة أعوام، ثم غادرها إلى مصر حيث وُلِّيَ مشيخة الشيوخ هناك. إن الظرف الذي قدِمَ فيه ابن حمّويه إلى المغرب لم يكن لأجل السياحة ولا السفارة أيضا (فقط)، وإنما رحلة ثقافية، وإلا ما كان اقتعدَ سبع سنوات كاملة بمراكش، ولربما زار فيها الأندلس. إذ أن المقري في «نفح الطيب» هو المصدر الوحيد الذي نبّه إلى وجود هذه الرحلة ونوعها. يقول من جملة ما يورده في هذا الصدد : «وقد ذكرَ في رحلته عجائب شاهدها بالمغرب ومشايخ لقيهم وعلماء من المغرب والأندلس جالسهم وذاكرهم ودوَّنَ أخبارهم وأشعارهم». وتؤكد نجاة المريني، وهي الباحثة المتخصصة في الأدب والثقافة والتاريخ بالمغرب، أن رحلة ابن حمّوية أصبحت المصدر الوحيد في تلك الفترة التاريخية لتراجم وأحداث اعتمد عليها مؤرخون لاحقون من أمثال ابن الشعار الموصلي وابن سعيد المغربي وابن خلكان من القرن السابع الهجري، ولاحقا المقري في القرن 11 هـ. وإذا كان عدد من الباحثين قد أجمعوا على أن ابن حمّويه زار المغرب رسولا من طرف صلاح الدين الأيوبي إلى المنصور الموحدي، فإنَّ بقاءَه فترة طويلة في سياق تاريخي متحول، وثراء ثقافي في مراكش والأندلس، مكّنه من تدوين رحلة فهرسية. وتُصححُ نجاة المريني، في هذا المُؤلف، عددا من المعلومات المرتبطة بهذا الأديب الرحالة، مؤكدة أنه لم يأت في سفارة لصلاح الدين الأيوبي – كما يقول أكثر من مصدر – بسبب أن السلطان صلاح الدين توفيَ سنة 589 هـ، بينما قدِمَ ابن حمّويه إلى المغرب بعد أربع سنوات من تاريخ وفاة صلاح الدين، في عهد ابنه عثمان، لتخلصَ أن الرحلة ليست سفارية وإنما هي فهرسية سياحية، وتعزز هذا التأكيد بنص ثمين وغميس أورده المقري على لسان ابن حمّويه، يقول فيه : «وإن كانت العمومة من المشرق، فإنَّ الخؤولة من المغرب، فحدثَ باعث يدعو إلى الحركات والأسفار، ومُشاهدة الغرائب في النواحي والأقطار، وذلك في حال ريعان الشباب الذي تُعضده عزائم النفوس بنشاطها، والجوارح بخفة حركاتها وانبساطها.فخرجتُ سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة إلى زيارة بيت المقدس وتجديد العهد ببركاته، واغتنام الأجر في حلول بقاعه ومزاراته، ثم سرتُ منه إلى الديار المصرية، وهي آهلة بكل ما تتجمّل به البلاد وتزدهي وينتهي الواصف لشؤونها ولا تنتهي، ثم دخلتُ المغرب من الإسكندرية في البحر، ودخلتُ مدينة مراكش أيام السيد الإمام أمير المؤمنين أبي يوسف يعقوب المنصور، فاتصلتُ بخدمته» ص 34. خصّت نجاة المريني القسم الثالث من هذا المؤلف لتجميع ما تفرَّق في مصادر مطبوعة لابن الشعار والمقري وابن خلكان، بالإضافة إلى مصادر مخطوطة لأبي القاسم الزياني والدكالي السلوي واليحمدي، لتقدم رحلة عالم من مصادر عدد من العلماء. كما ذيلت الكتاب بفهارس مساعدة ولائحة بمصادر ومراجع ستفتح أمام باحثين آخرين الطريق للمزيد من التنقيب عن ابن حمّويه وعلماء القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلي المغرب في نهاية القرن 12م الرحلة الضائعة لابن حمّويه إلي المغرب في نهاية القرن 12م



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 03:43 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يعثرون على مقبرة اللورد "هونغ" وزوجته في الصين

GMT 19:20 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

سعد الدين المرشّح الأقوى لمنصب رئيس البرلمان المغربي

GMT 11:14 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارات نيسان الكهربائية تمد المنزل بالطاقة

GMT 04:18 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

أم لستة أطفال تستخدم الخضروات في أعمال فنية

GMT 00:57 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة أم يحيى تكشف عن حقيقة السحر وأسرار الأعمال السفلية

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 15:43 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مارسيلو يخالف لاعبي الفريق الملكي بشأن زميله بنزيمة

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib