استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة لمناقشة كتاب «حروب الجيل الرابع - حين تصبح أنت جيش عدوك»، والصادر عن دار نهضة مصر وبحضور كاتبه نبيل فاروق، وأدارت المناقشة الكاتبة نشوى الحوفى.
فى بداية اللقاء تحدث نبيل فاروق عن مصطلح الجيل الرابع الذى يتردد كثيرًا خلال الفترة الأخيرة منذ ثورة ٢٥ يناير، وقليل من يفهمه ويعى له، مؤكدًا أن حرب الجيل الرابع ليست مثل حرب الجيل الأول بالأسلحة والجيوش، وليست تصادمية مثل حروب الجيلين الثانى والثالث.
وخلال المناقشة تحدث «فاروق» عن مصطلح الماسونية باستفاضة، وهو المصطلح الذى نشأ فى عصر النهضة بإيطاليا أثناء بناء الكاتدرائيات والكنائس، حيث تم إنشاء اتحاد للبنائين باسم الماسونية، فيما بعد انضم له اليهود بالفكر الصهيونى، وقاموا بوضع الخطة الماسونية التى لم يعرف عنها أحد شيئًا سوى مؤسسيها حتى وقعت فى يد الملك الرومانى، ووقتها ظهر للعالم خطتهم بوضح حروب ومؤامرات من القرن الـ١٩ لعام ٢٠٥٠، الغريب فى الأمر أن ما وجد فى خطتهم حدث بالفعل فى السنوات الماضية.
نبيل أكد أن حروب الجيل الرابع أهم ما فيها الدخول فى الحرب دون خسارة أموال وأنفس، وتقوم على خمسة أشياء أساسية أولها دعم الإرهاب، وإنشاء إرهاب دولى متعدد الجنسيات، واستخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، واستخدام طرق معنوية ونفسية تدميرية، وأخيرًا هدم الرموز واصفًا إياها بأخطر حرب عرفها العالم منذ بداية الوجود وتتم دراستها فى المعاهد الاستخباراتية والعسكرية بسبب خطورتها، بالإضافة إلى أن فكرة الجيل الرابع نجحت فى ترسيخ فكرة أن المجتمع فاسد.
وأوضح فاروق أن المغزى من كل ذلك هو إسقاط النظام والدولة بأعمدتها الخمسة، الجيش والشرطة والحكومة والقضاء والمخابرات، كما ذكر واقعة كونداليزا رايس عام ٢٠٠٥ عندما خرجت فى وسائل الإعلام أول مؤامرة معلنة فى التاريخ عندما صرحت بأن أمريكا تهدف لعمل فوضى خلاقة فى المجتمع العربى لإعادة تكوينه بما يتناسب مع المصالح الأمريكية.
مضيفًا أن من صنع الإرهاب هو أمريكا خوفًا من إنجلترا وفرنسا حيث إنها تحارب أى شخص قد يسلبها قوتها، خاصة بعد عام ١٩٤٤ عندما كادت روسيا أن تتفوق عليها فى القوة، كما أنهم يريدون كسر القاعدة الرئيسية أن كل حضارة تسود ثم تباد.
وتابع أن أمريكا تريد السيطرة على العالم العربى والبترول، خاصة بعد قطع البترول عنها فى حرب ٧٣ ما جعلها تخطط لاحتلال الدول المسيطرة على البترول، مضيفًا أن أمريكا خسرت كثيرًا فى حرب العراق فأرادت أن تستخدم حروب الجيل الرابع، ونجحت فى اصطياد الأشخاص مثل الإخوان الذين يسهل توجيههم.
الندوة شهدت حضورًا مكثفًا من زوار معرض الكتاب الذين حرصوا على التواجد لمعرفة معنى حرب الجيل الرابع، كما تلقى الكاتب أسئلة كثيرة من الحضور عن علاقة هذه الحرب بما يحدث حاليًا.
كما شهد المعرض فى احتفالية الاتحاد العالمى للشعراء، والذى اعتبره حلمى النمنم «خطوة للحفاظ على هوية الشعر، وإن الرواية مهما طغت على الساحة الأدبية، فإن الشعر له مكانته وجمهوره، ورونقه الخاص»، من جانبه قال الشاعر الأمير بدر بن المحسن آل سعود «نحن، معشر شعراء العامية نشعر أننا مواطنون من الدرجة الثانية، وقد حان الوقت لأن يتبوأ الشعر العامى مكانته بين أنواع الشعر الأخرى، من خلال الاتحاد العالمى للشعراء».
وأوضح الناقد الدكتور صلاح فضل، أن «صوت الشعر لا يُمكن أن ينطفئ توهجه، بصفته أبوالفنون»، حسب قوله، ورأى الشاعر السعودى عبدالله الخشرمى، رئيس الاتحاد العالمى للشعراء، أن الأمة تحتاج إلى هزات من الجنون، حتى يعود لها عقلها الغائب والمهدر، وهو عقل الإنسان العربى، وأعلن الخشرمى عن إطلاق جائزة التميّز فى ثمانية حقول إبداعية، للكُتّاب، والمخترعين والباحثين، منطلقة من دبى، كما أعلن عن طباعة ١٢ ديوانًا للشعراء الشباب.
وأوضح الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، أن الشعر العربى يمر بشتاء قارس البرودة، وقد تراجع عن الصدارة، خاصة الظهور فى حقل الغناء، مطالبًا وزير الثقافة بأن يعمل على تنشيط حركة الغناء فى الشعر الفصيح، مضيفًا: أن الشعر هو مسرح الوجود الإنسانى.
وقدّم الشاعر عبدالله الخشرمى، درع الاتحاد العالمى للشعراء، لوزير الثقافة حلمى النمنم، والأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود.
وفى ندوة الرواية رافد من روافد السينما والتى عقدت ضمن فعاليات المائدة المستديرة بمشاركة كل من الروائى وحيد الطويلة، والسيناريست مصطفى محرم، الذى أشار إلى أن عشقه للأدب المصرى منذ صغره قد مهد طريقه إلى السينما، مضيفًا أنه كتب ما يقرب من ١٥٠ سيناريو لأفلام، لعب الأدب فيها دورًا كبيرًا فمعظمها كان يعتمد على روايات من روائع الأدب المصرى.
مضيفا: إن العلاقة بين السينما والأدب علاقة ميكانيكية تأسست فكرتها على تحريك الصورة الثابتة، ثم طورها الفرنسيون فأنتجوا أفلامًا متحركة صامتة، وأن المخرجين والسينمائيين عندما أرادوا صناعة حوارات مسرحية لجأوا إلى القصص الأدبية، حيث حولوها إلى كلمات سينمائية، مؤكدًا أن صناعة السينما ظلت متألقة حتى خمسينيات القرن الماضى ومن ثم انحدرت.
شارحًا أن فترة ازدهار السينما المصرية هى الفترة التى دخل فيها الأدب إلى السينما، مؤكدًا أن إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ أكثر الروائيين المؤثرين فى السينما من خلال رواياتهما.
كما أكد محرم أن معظم الأدباء لا يرضون أبدًا عن أعمالهم التى تقدم إلى السينما، وذلك بسبب بعض التوجهات الإخراجية والسينمائية التى تخالف وجهة نظرهم فى عملهم الأدبى، موضحًا أن من يستطيع حل هذه الإشكالية هو سينارست محنك يستطيع أن يكتب عملًا فنيًا متطورًا ومبدعًا وﻻ يترك العمل يسيطر عليه المخرج.
بينما قال الروائى الكبير وحيد الطويلة إنه يختلف قليلا مع عنوان الندوة الذى يقول إن الرواية رافد من روافد السينما، مشيرًا إلى أن هذا العنوان كان من الممكن أن ينطبق على مرحلة بداية السينما والأفلام الكلاسيكية، إلا أنه فى الفترة الحالية أصبح كل فن مستقلًا بذاته، والسينما اختلفت كثيرًا وتجاوزت ربطها بالأدب، موضحًا أنه يختلف تمامًا فى أن تكون السينما أصلها رواية أدبية.
وأوضح «الطويلة» أن هذه الفوارق الناتجة عن علاقة السينما بالأدب، واضحة جدًا، من الممكن ألا يلتفت إليها العامة، لكن المحتك والمتأمل فى هذه العلاقة يستطيع تحديدها بدقة، حيث إن السينما لا تعتمد على القصة فقط، مشيرًا إلى أن حبكة السيناريست تضيف إلى النص الروائى مذاقا ونكهة مختلفين، فيصبح عملًا فنيًا مغايرًا تمامًا ومستقلًا بذاته مثله مثل الأدب.
وتحت عنوان «رواية الغيطانى عالميًا»، عقدت الندوة التى شارك فيها الناقد أحمد المدينى «المغرب»، والروائية سلوى بكر، وأدار اللقاء صلاح فضل، فى البداية قالت الكاتبة سلوى بكر، إن الغيطانى كان رجلًا محبًا لهذا البلد وكان دائما يستخدم تعبيرا ينهى به حديثه وهو «وهذا الأمر يحسب لنا»، لافتة إلى أن الغيطانى كان مدخلًا حقيقيًا للتعريف بمدينة القاهرة، وتلك الأجواء التى صنعت للقارئ الغربى شكل القاهرة ليرى ما هو فوق السطح وما بالعمق.
وأضافت «بكر»، أعمال الغيطانى كانت تنقل الروح المصرية شديدة الخصوصية عند ترجمتها لمدينة عاشت ألفى سنة، كما كانت تجمع الغيطانى علاقة قوية مع عدد من الباحثين الأجانب المتخصصين فى شئون التصوف الإسلامى، وأيضًا علاقته كانت وثيقة بالراحل جولى سيكليس، الذى ترجم فى وقت مبكر لعديد من العرب من بينهم الغيطانى.
وتابعت: كان الغيطانى من أنبل من رافقتهم فى السفر من أدباء ومبدعين، وكان يحترم المرأة ويقدرها، كما كان على علاقة طيبة بكل من هم يدرسون الأدب العربى من جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه أكد صلاح فضل أن الغيطانى كان أكثر الأدباء العرب المعاصرين حظًا فى ترجمة العديد من أعمالهم، لافتًا إلى أن الغيطانى جسد الجمال الحقيقى بإبداع من خلال الإنسان والمكان والروح «المصرى والعربى». مضيفًا: «مشروع الغيطانى فى استلهامه التراث التاريخى كى يعبر عن الواقع بدأ فى روايته الأولى، بالإضافة لبعض حلقاته التى أذيعت فى برنامج تليفزيونى داخل أماكن مصر القديمة، خاصة منطقة الجمالية.
وأضاف: الغيطانى ترجم الجمال الروحى والمكانى والإنسانى فى أعماله ورواياته وترجم صورة للإنسان البسيط للغرب وللمصريين، حيث استطاع أن يجسد الحياة ويستعيد منها ريح الماضى ويحولها لأعمال إبداعية، لم يكن ضيق الأفق ولا ضعيف المعرفة، كان جمال حلقة وصل لمنظومة القيم الإنسانية الرفيعة التى تبادل مواقع الثقافة والمعرفة وأيضًا قيمة الحرية والقيم العليا التى تتحكم فى معنى الجمال والحق والتقدم الإنسانى والحضاري.
وأوضح أنه كان يبرز تلك القيم الأمر الذى كان يجعل قراءته ممتعة تظهر فى قصصه ورواياته التى يكتبها ومغامراته الجمالية بما جعله فى مقدمة المبدعين العرب.
من جانبه قال أحمد المدينى: تعرفت على الغيطانى منتصف الـ٧٠ فى المغرب عندما كان يشارك فى مؤتمرات الرواية هناك برفقة أبناء جيله ومن بينهم صنع الله إبراهيم وغيرهم، وكان مؤثرًا فى الرواية العربية بشكل كبير وملفت للانتباه.
وأضاف: «الغيطانى العصامى الذى ربى نفسه بنفسه وصل لأعلى درجات العلم والمعرفة وكرم من دول أجنبية وكان مبدعًا فى سرده وكتاباته التى تشبعت بالأشعار، ولو كان الله سبحانه أمده بالعمر لكاد أن يكون خليفة أستاذه نجيب محفوظ ويصل للعالمية بحصوله على نوبل».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر