الجزائر - المغرب اليوم
لا تزال فعاليات مهرجان "وهران" للفيلم العربي بنسخته السابعة لعام 2013 مستمرة، وذلك ابتداء من 23 سبتمبر/أيلول الجاري وحتى 30 من الشهر ذاته. في إطار المهرجان عُرض الفيلم المصري "عشم" الذي يسلط الضوء على 6 قصص إنسانية متشابكة دراميا تدور أحداثها في القاهرة من خلال أحداث متوازية، وذلك قبل اندلاع شرارة أحداث 25 يناير 2011. تتناول قصص الفيلم الـ 6 آمال وطموحات أبطالها وخيبات آمالهم كذلك، ولا يجمع بينهم سوى "عشم" بائع متجول. حول العمل على هذا الفيلم صرحت مخرجته ماغي مرجان أنها "اختارت الفكرة لوضعها في قالب اجتماعي يصور المجتمع من الداخل"، مشيرة إلى أنها اختارت ممثلين غير مشهورين للعمل فيه، وذلك بسبب الأجور الباهظة للنجوم وهو ما يشكل عبئا على الأفلام المستقلة. من الأعمال السينمائية المشاركة في المهرجان فيلم "مريم" للمخرج السوري باسل الخطيب، الذي عاد به المخرج إلى الشاشة الكبيرة من خلال 3 حكايات لـ 3 سيدات من مراحل زمنية مختلفة في سورية، بداية من مريم في عام 1918. أما بطلة الحكاية الثانية واسمها مريم أيضا فهي سيدة مسيحية وأرملة شهيد تفقد والدتها جراء قصف على كنيسة احتمت بها في حرب حزيران 1967. تنجح مريم بمغافلة جنود الاحتلال لحماية ابنتها زينة، فيتم أسرها لتنجو ابنتها التي تتبناها سيدة دمشقية مسلمة، فيما تعيش مريم الثالثة تفاصيل حكايتها في وقتنا الحالي، وهي حفيدة شقيقة مريم بطلة القصة الأولى. أثارت ثلاثية الخطيب بما فيها من رمزية النقاش بين النقاد والجمهور في وهران، إذ يطرح المخرج تاريخ سورية خلال قرن من الزمان من خلال حكايات مريم الثلاث. شارك في هذا العمل نخبة من أشهر الفنانين السوريين هم صباح الجزائري وأسعد فضة وسلاف فواخرجي ونادين خوري وعابد فهد وديمة قندلفت وريم علي وميسون أبو أسعد ولمى الحكيم، والممثلة اللبنانية دارين حمزة، كما شارك في كتابة السيناريو للفيلم تليد الخطيب، شقيق المخرج السوري. وعن فيلمه يقول باسل الخطيب إنه صورة للحرب والسلام في سورية، مشيرا إلى أن "مريم عبارة عن رسالة يراد منها تمرير دعوات للتلاحم الوطني والإنساني في سبيل الخروج من الأزمة"، التي تعصف بسورية منذ 2011. أما فيلم "صدى" السعودي من إخراج سمير عارف فيطرح قضية إنسانية حول زوجين يعانيان من الصم والبكم فيما أن ابنهما الذي أدى دوره الطفل ريان اللزام يسمع ويتكلم بشكل طبيعي. شارك النجم الصاعد اللزام بطولة الفيلم سارا الجابر وخالد منقاح ومروة محمد وتركي سليمان. يُذكر أن سيناريو "صدى" لأمل حسين. إلى ذلك تشارك الكويت في مهرجان "وهران"السينمائي بفيلم يحمل عنوانا ينسجم مع الحدث الفني هو "سيناريو"، من إخراج الفنان الشاب طارق الزامل الذي يحظى بخبرة في إخراج الأفلام الوثائقية لقنوات تلفزيونية كويتية وأمريكية، بالإضافة إلى عدد من الأفلام القصيرة، علما أن "سيناريو" هو فيلمه الروائي الأول ومدته 117 دقيقة. تدور أحداث الفيلم حول منتج ومخرج "مهووس" بصناعة الأفلام لكنه ينتج أفلامه بأقل تكاليف ممكنة، علاوة على أنه يستعين بطاقم العمل ذاته. وعلى الرغم من حرص المخرج على أن تسير الأمور كما ينبغي إلا أن أحد مساعديه يفارق الحياة أثناء عملية التصوير، لتبدأ بعد ذلك المشاكل بين أعضاء فريق العمل. هذا وصرح الزامل أنه يرمي من خلال هذا الفيلم إلى طرح الواقع الذي تعيشه دولة الكويت بطريقة سينمائية "مثيرة"، مشيرا إلى تأثره بالسينما الأمريكية بحكم دراسته في الولايات المتحدة. على الرغم من عدم مشاركتها في مسابقة الأفلام الروائية إلا أن السينما الفلسطينية حاضرة بـ 6 أفلام تسجيلية قصيرة. ما يميز هذه الأفلام هو تناولها القضية الفلسطينية بطريقة غير مباشرة ومن خلال قضايا إنسانية. من هذه الأعمال فيلم "C the C"، أي شوف البحر، الذي يقدم فيه مخرجه إياد الحوراني رغبة رجل من رام الله بالذهاب إلى البحر، لكن ذلك يتعذر عليه إذ لا تطل هذه المدينة الفلسطينية على أي بحر. يقرر بطل الفيلم، ومدته 5 دقائق فقط، ارتداء ملابس البحر ويبدأ بالتجول في شوارع المدينة مما يثير دهشة المارة، لينتهي به الأمر بأن يصب قارورة ماء على جسده. أما فيلم "صياد الملح" من إخراج زياد بكري فيستعرض صياد سمك يتوجه بانتظام إلى نفس البحر للصيد لكنه يعود دائما بدون حتى سمكة واحدة. وعلى الرغم من أن شابا لفت انتباهه إلى أن لا جدوى من اصطياد السمك على هذا الشاطئ إذ أنه يقع على البحر الميت، إلا أن الرجل يثابر ولا يفقد الأمل، ويواصل الرهان على معجزة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر